احتفالًا بالأسبوعِ اللِّيبي في السَّلطنةِ، وفي إطارِ سعيِ الجامعةِ إلى خدمةِ المجتمع بشتَّى أطيافِه، استضافتِ الجامعةُ –ممثلةً في مركزِ خدمةِ المجتمع- صباحَ الأحد الموافق (5/4/2010م) فعاليةَ اليومِ الثَّقافي الليبي، وذلك تحتَ رعايةِ سعادة الشَّيخ سيف بن حمير آل مالك الشّحي- والي نزوى، بحضور سعادة الدُّكتور محمَّد سعيد القشاط –سفير الجماهيريةِ الليبية المعتمد لدى السَّلطنة-، والأستاذ عبدالله عويض –الملحق الإعلامي والثقافي بمكتب الأخوة الليبي بمسقط، وتأتي هذه الفعاليةُ في إطارِ احتفالاتِ السَّلطنةِ بالأسبوعِ اللِّيبي؛ توثيقًا للعلاقاتِ بينَ البلدينِ، وتمتينًا للصِّلاتِ والروابطِ الأخويَّةِ بين الشَّعبينِ العُمانيِّ والليبي.

       بدأتِ الفعاليةُ بمحاضرةٍ بعنوان "التَّواصل الثَّقافي بين ليبيا وعُمان.. الشيخُ المجاهد سليمان الباروني أنموذجًا" قدَّمها الدُّكتورُ محمَّد مسعود جبران –رئيسُ قسم اللُّغةِ العربيَّة بكليَّةِ الدعوة الإسلاميَّة بليبيا-، وقد تطرَّق فيها إلى الطور العملي في حياة الباروني الذي أعقب الطور التكويني والتحصيلي منذ رجوعه من معهد قطب الأئمة في الجزائر إلى وطنه طرابلس سنة 1316/1398م؛ مما استدعى المؤسساتِ العثمانية إلى اتهامِه بتأسيس دولةٍ دينية إباضيَّة تشبهُ الدَّولةَ الرستميَّةَ يكون سلطانًا لها تعمل على الإطاحة بالدولة العثمانية في طرابلس، ثمَّ زجَّ به في السجن العثماني في منطقة باب البحر، وما شهدته حياته من اضطهاد الاستعمار الإيطالي والفرنسي، حتى فرّ عن طريق غواصةٍ عثمانيةٍ إلى اسطنبول التي أقام فيها مكرمًا مدّةَ سنتين حتى تمَّ تعيينُه من قبل الدولة العثمانية واليًا على طرابلس الغرب.

ثمَّ تحدَّث الدُّكتور جبران عن انتقالِ الشيخ الباروني إلى عُمان، وما حضي به من حفواةٍ لدى كلٍّ من سلطانِها وإمامِها في ذلك الوقت، والخدمات الإصلاحيَّةِ التي قدَّمها للعُمانيين، رابطًا ذلك بالعلاقةِ الوديَّةِ الَّتي تربط الجمهوريَّة الليبيَّة بالسَّلطنة.

بعد ذلك ألقى كلٌّ من الدُّكتور عبدالمولى البغدادي ومحيي الدين المحجوب قصيدتين شعريتين نالتا استحسانَ الحضُور، وألهبت في المشاركين حبَّ الارتباط والتواصلِ الثقافي بين الشعبين العُماني والليبي الشَّقيقين. وفي الختامِ تجوَّلَ الوفدُ الليبيُّ في الجامعةِ للتعرُّفِ على مرافِقها وأهمِّ وحداتِها وكليَّاتِها.