السابق | رجوع | الرئيسة | التالي |
تصوير- سليمان بن سيف الصّقري: بعد ذلك أخذ الدُّكتور محمّد المحروقي الحضور إلى رحلةٍ لاستكشاف برنامج الأيّام الثقافيّة والمناشط الّتي أقامها الوفد العُماني في جزر القمر، حيث أقيت تلك الفعاليّات في ثلاث جزر هي موروني العاصمة، وأنجوان، وموهيلي. وكشف المحروقي عن حقيقة أنّ القمريين يكادون أقرب إلى الإنسان العُماني في عاداتهم وتقاليدهم حتّى في لباسهم والأعراس والعبادات، حيث يلبسون الدّشداشة العُمانية والخنجر العُماني وغيرها. وعن الاستقبال في جزر القمر فيقول المحروقي: إن الوفد العُماني حظي بحفاوةٍ واستقبالٍ رسميّ كبيرٍ على مستوى رئيس الجمهوريّة إلى الجماهير الشّعبيّة الّتي ما انفكت تقيم الاحتفالات والرّقصات الشّعبيّة والأناشيد ابتهاجًا بالأيّام العُمانية القمريّة. وفي ختام حديثه دعى المحروقي إلى توجيه الأنظار إلى تلك الجزر الّتي كانت يومًا جزءًا من التّاريخ العُماني، وأكّد أنّ الحكومة العُمانيّة لا تألو جهدًا في دعم الشعب القمري والمؤسّسات القمريّة، ولم تقطع يدها عن المساعدات والمعونات الّتي لا بد أن تدعم من خلال التلاحم الشعبي معها وانطلاق الاستثمار العُماني إلى هناك، لعلّ في ذلك أداءً لأقل الواجب الّذي تفرضها علينا قيمنا ومبادئنا وديننا الحنيف. وفي المحور الثّاني من الأمسيّة تحدّث الدّكتور سليمان بن سالم الحسيني –مدير معهد التّأسيس في جامعة نزوى، أحد أعضاء الوفد العُماني إلى جزر القمر- عن الأوضاع التّعليميّة في جزر القمر وفرص الدّعم العُماني لها، حيث قال: لقد شدّ انتباهي خلال الزّيارات الّتي قمتُ بها مع زملائي أعضاء الفريق العُماني إلى المؤسّسات التّعليميّة في الجزر الثّلاث، ومن خلال الحديث مع المسؤولين القمريّين والمدرّسين وبعض الطّلاب، أنّه يوجد اهتمامٌ بالتّعليم في جزر القمر. حيث وجدنا انتشارًا للمدارس العامّة الحكوميّة والمدارس الأهليّة، وكذا من حيث جانب التّعليم العالي فإنّ جامعة جزر القمر يوجد لها فروع في كلّ جزيرةٍ من الجزر الثّلاث. وممّا لفت انتباهي أنّ هناك اهتمامًا بالغًا بتدريس اللّغة العربيّة والقرآن الكريم والفقه؛ فالمدارس الأهليّة الّتي زرتُها كـ"مدرسة الفتح" بمدينة إيكوني بجزيرة القمر الكبرى تدرّس اللّغة العربيّة والقرآن والفقه إلى جانب الموادّ الأخرى كالرِّياضيّات واللّغة الفرنسيّة. وأضاف الحسيني: القمريّون ينظرون إلى الإسلام واللّغة العربيّة على أنّهما امتدادٌ حضاريّ لتاريخهم وثقافتهم، وهم فخورون بهذا الانتماء الحضاريّ والثّقافي والتّاريخيّ، ويحاولون جاهدين المحافظة عليه وإبقاءه حيًّا في قلوب النّاشئة ووعيهم إلى جانب ترسيخه رسميًّا في المؤسّسات الحكوميّة والمدنيّة؛ إلّا أنّ ذلك الاهتمام بالتّعليم في جزر القمر بحاجةٍ ملحّةٍ إلى الكثير من التّطوير والتّحسين في أكثر من مستوًى وأكثر من مجالٍ حتّى يُؤتي ثماره بالشّكل المطلوب؛ فجزر القمر دولةٌ محدودة الموارد، وهي بحاجةٍ إلى المواقف الدّاعمة من الإخوة والأصدقاء، وخاصّة العُمانيّين لما يربط القمريّين بعُمان من علاقاتٍ تاريخيّةٍ وروابط دبلوماسيّةٍ معاصرةٍ قويّةٍ ومتينةٍ، هم أنفسهم فخورون بها. وقد أعرب لنا المسؤولون القمريّون والأهالي عن رغبتهم وتطلّعهم في أن يرَوا المزيد من الدّعم الحكومي والأهليّ المقدّم من سلطنة عُمان حكومةً وشعبًا إلى المؤسّسات التّعليميّة الحكوميّة والأهليّة في جزر القمر. وعن فرص الدّعم العُماني للتّعليم في جزر القمر يشير الحسيني إلى أنّه يمكن أن تساعد سلطنة عُمان من خلال خبراتها الطّويلة في مجال المناهج الدّراسيّة خاصّةً في التّعليم العام، ومن خلال القنوات الدّبلوماسيّة والإنسانيّة المعروفة، الأشقاءَ في جزر القمر في تطوير مناهجهم وكتبهم الدّراسيّة.كما أنّ هناك فرصةً متاحةً أمام المؤسّسات الحكوميّة والأهليّة في السّلطنة للمساهمة في بناء عددٍ من المدارس بجزر القمر أو المساعدة في توسعة بعض المدارس القائمة وإمدادها بما تحتاج إليه من كتبٍ وأجهزةٍ وأدواتٍ وآلات. كما تمكن المساهمة في تأهيل الكادر التّدريسيّ سواء العامل في التّعليم العام أو التّعليم الجامعي أو المهنيّ بجزر القمر. ودعا الدُّكتور سليمان إلى المسارعة والتّنافس على نشر الخير في تلك البلاد الشّقيقة. وشهدت الأمسيّة الثقافيّة قراءةً أدبيّةً ماتعةً للأستاذ الأديب والقاصّ سليمان بن علي المعمري – إعلامي وقاصّ، وأحد أعضاء الوفد العُماني إلى جزر القمر- لـ"يوميّات عُمانيّ في جزر القمر"؛ تفاعل مع صداها العذب الحضور، وطافوا من خلالها حول الجزر القمريّة وبلدانها وقراها، وتعرّفوا من خلالها على سحر الجزر القمريّة وسرّ الإنسان القمريّ وتمسّكه بعاداته وتقاليده، إلى جانب تأثّره الشّديد بالحضارة والثّقافة العُمانيّة الّتي كانت حاضرةً في المشهد القمري منذ عصرٍ قديم. وختمت الأمسيّة الثقافيّة بفتح باب الأسئلة والاستفسارات للحضور الّذي تفاعل مع هذه الرّحلة الشّائقة، وقام بعدها رئيسمكتبوزارةالاوقافوالشؤون الدينيةبالسويق، الأستاذ بدر بنسعيدبنسيفالمعولي، بتكريم المشاركون في الأمسيّة، إلى جانب تكريم جامعة نزوى لمكتب الأوقاف بالسّويق على إقامة هذه الفعاليّة. |