نظّم مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة يوم الأحد الماضي (7/ 7/ 2013م) حلقة عملٍ متخصّصة في التّرجمة السّينمائيّة، قدّمها الأستاذ بدر بن حمدان الجهوري – محاضر في جامعة السّلطان قابوس-. وقد بدأت الحلقة بتعريف التّرجمة السّينمائيّة، حيث أوضح الجهوري أنّ للتّرجمة ثلاثة تعريفات قدّمها رومان ياكوبسون عام 1959م، وتبرز في (Intralingual) التّرجمة في اللّغة ذاتها (التفسير)، و(Interlingual ) التّرجمة من لغةٍ لأخرى، و(Semiotic) ترجمة النّص إلى صورةٍ والصّورة إلى نص.وقال إنّ التّرجمة السّينمائيّةهي تحويل النّص المسموع إلى نصٍّ مقروءٍ سواء في لغته الأصليّة أو إلى لغةٍ أخرى.وهناك مسميّاتٌ كثيرةٌ، منها الترجمة السّينمائيّة والتّرجمة المرئيّة، ولكن الأكثر انتشارًا ودقّة هي "التّرجمة السمعبصريَّة"؛ لأنّها تمزج ما بين ترجمة الشّاشة والدّبلجة.
وتركّزت حلقة العمل على ترجمة الشّاشة.حيث أوضح الجهوري أنها تأتي في أنواع مختلفة حسب عدة معايير منها: المعايير اللّغوية من حيث التّرجمة في نفس اللغة، والتّرجمة من لغةٍ لأخرى، وتسمّى التّرجمة القُطريّة؛ إذ إنّها تنتقل من لغة لأخرى وفي الوقت نفسه من صوتٍ إلى صورة، والتّرجمة ذات اللّغتين.وتستعمل في المهرجانات السّينمائيّة لعرض ترجمتين مختلفتين لنصّ الفيلم. أمّا المعيار الثاني فهو الوقت المتاح للتّرجمة سواء أكانت ترجمةً معدّة مسبقًا(للأفلام) أم ترجمة فوريّةً (للخطابات السّياسيّة المتلفزة)، والمعيار الثالث هو إمكانية تغيير النّص، سواء أكان النصّ ثابتًا أم متغيّرًا، والمعيار الرّابع هو طريقة العرض، يكون بعدة طرق منها: التّرجمة الميكانيكيّة والحراريّة، والتّرجمة الكيميائيّة، والتّرجمة بالليزر (الأكثر شيوعًا)، والتّرجمة الإلكترونيّة، وهي الأحدث إذ إنّ الترجمة هنا لا تكون في شريط الفيلم ولكن في شريطٍ مستقلٍّ يمكن استبداله متى ما كانت هناك حاجة لذلك.
وتطرّق الأستاذ بدر الجهوري خلال حلقة العمل إلى بعض التّعليمات اللّغويّة لصياغة التّرجمة للتّوافق والمدّة الّتي يظهرها نصّ الترجمة على الشاشة، وفي الوقت نفسه للتوافق مع طول النص. ثمّ قدم تجربةً عمليّةً باستعمال برنامج (subtitle workshop) لترجمة مقطعٍ سينمائي بسيط.وفي ختام حلقة العمل فُتح باب الأسئلة والاستفسارات للطلاب والحضور، وقدّم الدّكتور محمّد بن ناصر المحروقي –مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربيّة- هديّةً تذكاريّةً للمدرّب الأستاذ بدر الجهوري.
|