الثالث والعشرون.. يوما وطنيا مشهودا

| 02 سبتمبر 2024م

يمثل 23 يوليو من كل عام يوما وطنيا مشهودا في تاريخ الوطن. ففي هذا اليوم بدأت مسيرة النهضة المباركة لتشق طريقها نحو العمل والبناء. رغم تعدد وتنوع التحديات الداخلية والإقليمية والدولية التي صاحبت السنوات الأولى لمسيرة النهضة العمانية إستطاعت السلطنة أن تؤسس الحكومة العصرية التي أولاها حضرة صاحب الجلالة الإهتمام الكبير منذ اليوم الأول للنهضة المباركة، لتبدأ إنجازاتها المتوالية التي استهدفت رفاهية وسعادة واستقرار الإنسان العماني، وسمت بالسلطنة إلى مكانة حظيت باحترام شعوب العالم وتقديرها. إن التطور السياسي والإقتصادي والإجتماعي الحاصل اليوم في البلاد جاء على خلفية فكرية رسمها القائد منذ بدايات المسيرة التنموية في السلطنة، إذ نص مبدؤها على التدرج والسير بشكل واقعي وموضوعي في التوسع والإنتقال والإنفتاح العصري، وهذا ما أشار إليه في خطابه السامي لعام 1981م "أن تكون كل تجاربنا وكل أعمالنا نابعة من صميم وماقعنا العماني، ومتوائمة مع القيم والتقاليد السائدة في مجتمعنا الإسلامي، وذلك أن التجارب الإنسانية قد أكدت ولا تزال تؤكد في كل زمان ومكان أن أسلوب التقليد المجرد أسلوب عقيم وأن أسلوب الطفرة أو القفز فوق الواقع العملي والظروف الموضوعية لأي مجتمع يؤدي دائما إلى مخاطر جسيمة، لهذا نرفض التقليد ونرفض الأخذ بمذاهب وأنظمة الطفرة ، ونؤثر أسلوبنا الواقعي في التفكير والتطبيق بعد أن أثبتت مسيرتنا صحته وجدواه ، ونحن لا نخطوا إلا بعد دراسة عميقة وقناعة تامة". وإن كان لا بد أن أشير إلى ما حققته النهضة العمانية عبر مسيرتها التنموية فإني أشير إلى الخطط الخمسية وهي من الخطط الهامة التي اعتمدتها السلطنة منذ وقت مبكر ، إذ بدأت الخطة الخمسية الأولى عام 1975 وحتى عام1980، ثم توالت الخطط، والآن نحن نعيش في ظل الخطة السابعة 2006-2010 التي أولت اهتمامها وتركيزها على الموارد البشرية من خلال التعليم والتدريب والتأهيل، وأيضا على تنويع مصادر الدخل من خلال الإستثمار ومشاريع إنتاجية كبرى. إن وطننا العزيز يشهد مزيدا من التطور والنماء إذ يصعب علينا أن نعدد الإنجازات التي انجزت وما زالت تنجز في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان ق4ابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- بفكره الوقاد ومساعيه النبيلة وأهدافه العظيمة. والعطاءات تتوالى بتكاتف الشعب الأبي وتناغمه مع مفردات العصر وثوابت الوطن وما شهدناه مؤخرا مع الأنواء المناخية الاستثنائية أصدق تعبير لهذة الملحمة العمانية الوفية. وإننا إذ نهني فإننا نهني أنفسنا والشعب العماني الأبي بهذه المناسبة الغالية ونسأل الله دوام الصحة والعافية لقائد الوطن الحكيم وإن يديم العزة والرخاء على الشعب الكريم. سالمة الناصرية