► السابق | التالي ◄ |
كتب- عبدالله بن محمَّد البهلاني: للعام الرَّابع على التَّوالي تتواصل الجلسات الحواريَّة الجادَّة لندوة "مفاهيم العلاقات الطُّلابيَّة" الَّتي تنظِّمها أمانة شؤون الطُّلاب بجامعة نزوى، إلَّا أنَّ النَّدوة لهذا الموسم الثقافي السَّابع اتَّشحت بحلةٍ جديدةٍ؛ إذ جاءت تحت محور "جهازُك العاطفي دليل تفوُّقك الجامعي"، وبدأت بتقديم مساعد الرَّئيس لشؤون الطُّلاب الأستاذ محمَّد بن عبدالله العدوي، حيث رحَّب في البداية بالمشاركين في النَّدوة والحضور من أولياء أمور الطُّلاب والأساتذة والطَّلبة والطَّالبات، بعد ذلك أعاد العدوي شريط الأحداث إلى النَّدوتين السَّابقتين في موسمي العامين الماضيين؛ عارضًا أهمَّ الأحداث والتَّوصيات الَّتي خرجت بها تلك النَّدوتين، والَّتي استضيف في الأولى الشيخ محمَّد بن ناصر الرِّيامي، فيما كان ضيف النَّدوة الثَّانية الشيخ سالم بن علي النَّعماني.
ثمَّ استفتح مساعد الرَّئيس ندوة مفاهيم العلاقات الطُّلابيَّة بتعريف الجمهور بضيفَي ندوة هذا العام، وهما الأستاذ المختار بن غالب النّعماني – نائب المدير الإداري للمكتبة الرَّئيسية بجامعة السُّلطان قابوس-، والدُّكتور أمجد محمَّد هياجنة – مدير مركز الإرشاد الطُّلابي، وأستاذ الإرشاد النَّفسي بالجامعة-. وبدأ الحوار مع الأستاذ المختار النّعماني حيث تحدَّث عن غريزة العاطفة لدى الإنسان، وأنَّها تولد بولادته، وشدَّد أهميَّة على دور الجانب الأسري في إشباع الجانب العاطفي لدى الأطفال؛ لأنَّ ذلك سبيلٌ لسلامة النَّشء من العلاقات العاطفيَّة غير الشَّرعيَّة في المستقبل، فعندما ينشأ الطفل وهو لا يلقى الرِّعاية العاطفيَّة من قِبل والديه وأسرته فإنَّه يشبُّ في كبره بفراغٍ عاطفيٍّ يؤدِّي به إلى تفريغ نفسيَّته لإكمال هذا الجانب في العلاقات العاطفيَّة مع الآخرين وإن كانت غير مشروعة أصلًا، وضرب النّعماني لذلك قَصصًا من الواقع والحياة الجامعيَّة.
بعد ذلك انتقل الحديث إلى جانب الإرشاد النَّفسي، حيث تحدَّث في ذلك الدُّكتور أمجد هياجنة، معرِّفًا في البداية بالجهاز العاطفي أو ما يسمى الذَّكاء العاطفي، وقال إنَّ من بين تعريفات الذَّكاء العاطفي أنَّه قدرة الفرد على إدراك عواطف الآخرين وفهمها وإدارتها، ووضَّح الدُّكتور هياجنة أنَّ الجانب العاطفي هو من بين الحاجات الضروريَّة والأساسيَّة لدى الإنسان. ثمَّ عرَّج الدُّكتور على شرح تفاصيل مفهوم الذَّكاء العاطفي، وشدَّد على وجوب أن يكون الطَّالب الجامعي قادرًا على إدارة عواطفه ومشاعره وعواطف غيره من النَّاس، حيث لا يشتغل الطَّالب الجامعيُّ بغير الأشياء الأساسيَّة والمهمَّة في حياته؛ لإنَّه بالاشتغال بغير دراسته لن ينجح ولن يصل إلى مبتغاه من الدِّراسة. كما وجَّه هياجنة نصائح إلى الطُّلاب، وحثَّهم على تذكُّر الوالدين والأسرة وعنائهم وسهرهم من أجله في كلِّ عملٍ يهمُّون بعمله، وأوضح أنَّ الرَّجل مهما تنامت علاقاته العاطفيَّة فعند الجدِّ واختيار شريكة الحياة لا يختار من النِّساء اللَّاتي أقام علاقةً معها سابقًا؛ لأنَّه يخاف أن تخونه كما كانت في السابق تقيم علاقاتٍ معه ومع غيره.
ثمَّ عاد الحديث إلى الأستاذ المختار النعماني، وتحدَّث عن موضوع التَّوجيه الصَّحيح للعاطفة، وبدأه بقصَّةٍ من الواقع الجامعي حدثت لإحدى الطَّالبات في مؤسَّسات التَّعليم العالي. وأشار إلى أنَّ هذه الحياة وما يجري فيها من أحداث إنَّما هو ابتلاءٌ من الله، فالدُّنيا دار اختبار. وحثَّ النّعماني الطُّلاب على توجيه عواطفهم التَّوجيه الصَّحيح، وذلك باستفتاء القلب والتَّفكير في المستقبل والمصير بما فيه من عواقب، وأرشدهم إلى أن يزنوا عواطفهم بميزان العقل، كما حثَّهم على تفريغ أوقات فراغهم النَّفسي في عدَّة أشياء من أهمَّها الأنشطة الطُّلابيَّة، إلى جانب الصُّحبة الصَّالحة، ذاكرًا الحكمة الّتي تقول: قل لي مَن تصاحبْ أقلْ لك من أنت. وعقَّب الأستاذ محمَّد العدوي على ما قاله النّعماني بذكر دراسةٍ حديثةٍ أقيمت في إحدى المجتمعات الغربيَّة المنفتحة في فئة المتزوِّجين، حيث تؤكِّد الدِّراسة أنَّ كثيرًا من الأزواج بعد زواجهم يذهبون إلى أطباء نفاسانيِّين، وأرجعت أسباب ذلك إلى العلاقات العاطفية ما قبل الزَّواج. وفي إطارٍ آخر من النَّدوة تحدَّث الدُّكتور أمجد عن كيفية إدارة العاطفة لدى الطَّالب الجامعي، وذكر من بين ذلك حلولًا منها: مصفوفة العلاقات العاطفية أو الرِّبح والخسارة، وأكد أنَّ المعادلة لا بدَّ أن تكون هي: أنا أربح وأنت تربح والمجتمع العُماني يربح. ثم ذكر مصفوفة إدارة الوقت لدى الطَّالب الجامعي من حيث الأولويَّات والأهميَّة، بالإضافة إلى حلِّ توكيد الذَّات، إلى جانب ذكر الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الَّذي ينبغي أن يكون شاغلًا لمعظم أوقات فراغنا. وشارك الأستاذ المختار الدُّكتور هياجنة في ذكر الحلول والعلاجات الَّتي تحلُّ مشكلة العلاقات العاطفيَّة، وأضاف في ذلك مسألة تحييد العاطفة بالاشتغال بالمهمَّات من الأمور؛ خاصَّة الدِّارسة والمذاكرة، إضافةً إلى مسألة هدر العاطفة ونصح النّعماني الطُّلاب بهدر عواطفهم في الأمور المشروعة وأهمُّهم في حبِّ الوالدين والإخوة والأخوات والأسرة. وقد تخلَّل محاور النَّدوة عروضٌ تلفازيَّة لمقابلاتٍ لعددٍ من طلاب الجامعة تحدَّثوا فيها عن رأيهم في العلاقات العاطفيَّة، وختمت النَّدوة لمشهدٍ مسرحيٍّ هادفٍ، سعى إلى بيان عواقب العلاقات العاطفيَّة غير المشروعة على الطَّالب الجامعي ومستواه الدِّراسي. |