► السابق | التالي ◄ |
في إطار خدمة المجتمع بشتَّى أطيافه، وتحقيقًا لرسالة الجامعة الدَّاعية إلى نشر الفكر الإيجابي والوعي الرَّاقي بالمعرفة، أُقيمت يوم الأحد (2/1/2011م) في قاعة الشهباء ندوةٌ توعويَّة بعنوان "السَّلامة على الطَّريق واقعٌ مؤلمٌ.. بأيديكم وأيدينا الحلّ" نظَّمتها شركة (شل) للتَّنمية بالتَّعاون مع شرطة عُمان السُّلطانيَّة وشركة المدرِّب ومركز خدمة المجتمع بالجامعة. بدأت النَّدوة بورقةٍ قدَّمها الملازم سلطان بن راشد المعمري -رئيس قسم الفحص الفنيّ بإدارة مرور نَزوى- استهلَّها بكلماتٍ ساميةٍ لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظّم –حفظه الله ورعاه- في موضوع المرور، لاسيَّما حديث جلالته في جولته السَّامية بسيح "المكارم"، الَّذي حثَّ جلالته فيه كلَّ مواطن ومقيم في عُمان بأن يُجعل ممَّا يحدث على طرق السَّير مسألةً يجبُ أن تهمَّ الجميع، وأن تكون حديثًا في المجالس وحديثَ الأسر؛ حتَّى نحدَّ من هذه ظاهرة الحوادث. وتحدَّث المعمري في ورقته عن السَّلامة المروريَّة في الطُّرقات وأهميَّة الحفاظ على حياة البشر، وبيَّن عناصر الحوادث المروريَّة المتمثِّلة في مستخدم الطَّريق، والطَّريق ذاته، والمركبة الَّتي يقودها السَّائق، مشيرًا إلى مجموعةٍ من الإحصائيَّات المتعلِّقة بالحوادث المروريَّة وتاريخها، وكيف أنَّ العدد في تزايد، وأنَّ الحوادث المروريَّة هي أحد أهمِّ أسباب موت الشَّباب، حيث تبلغ نسبة الوفاة بسبب الحوادث (40.8%) مقارنةً بنسبة موتى مرض السَّرطان البالغة (8%)، وموتى الحوادث المنزليَّة البالغة (14%)، كما تطرَّق المعمري أثناء حديثه إلى الأثر الاقتصادي الَّذي تتسبَّب الحوادث في إحداثه على المجتمع والأسرة. وختم الملازم سلطان المعمري ورقته ببيان الوضع المروريِّ في السَّلطنة، والجهود الَّتي تبذلها شرطة عُمان السُّلطانيَّة في التَّقليل من الحوادث، والمتمثِّلة في الرَّقابة، والضَّبط والمروري، وتكثيف وجود الشُّرطة، وتفعيل الدَّور العقابي، إضافةً إلى الجهود التَّوعويَّة بإقامة المحاضرات والنَّدوات في مؤسَّسات المجتمع المختلفة، ودور الإعلام في نشر الوعي المروري، وفي الأخير قدَّم المعمري عددًا من النَّصائح المروريَّة كالتَّيقظ أثناء القيادة، وترك مسافة أمان بين المركبات، وفوائد حزام الأمان وتخفيف السُّرعة في بعض الطُّرق، وغيرها. بعد ذلك تولَّى إدارة دفَّة الحديث الشَّيخ خلفان بن محمَّد العيسري -المدير التَّنفيذي لشركة المدرِّب-، حيث قدَّم محاضرةً توعويَّة طرح فيها ثلاثة مفاهيم خاطئة يعتقدها النَّاس أو لا يعرفون حقيقتها وماهيّتها، وهي: أنَّ الأغلب يظنُّ أنَّ الحادث سيقعُ لغيره، متناسيًا أنَّه قد يقع لنفسه؛ ممَّا يجعلُه ذلك لا يأخذ الحيطة والحذر أثناء سيره فيقع في المحظور. أمَّا المفهوم الثَّاني فهو ماذا يجري لحظةَ وقوع الحادث؛ إذ إنَّ القليل من النَّاس مَن يعرف حقيقة ما يحدث في تلك اللَّحظات، وقد استدلَّ العيسري على تلك اللَّحظات بمشاهد مصوَّرة بالفيديو لمجموعة من الحوادث، وما يحدث بداخل السَّيارة وأثر لبس حزام الأمان في الوقاية من الكثير من الأخطار، وكيف أنَّ ترك لبسه قد يتسبَّب في وفاة مَن في السّيارة، كما قام الشَّيخ العيسري بعرض مقاطع فيديو للحوادث الَّتي تقع بسبب السّرعة الزَّائدة والتَّجاوز الخاطئ. ثم انتقل الشيخ خلفان العيسري في حديثه إلى الفهم الخاطئ لبعض النَّاس للإيمان بالقضاء والقدر، واستدلالهم بقول الله تعالى: "قل لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا"، واتِّخاذ أغلبهم من عبارة "قضاء وقدر، أو مكتوب" ذريعةً أو سببًا في وقوع الحادث، وقد بيَّن أنَّ كلَّ ذلك فهمٌ خاطئ لا بدّ أن يصحح ويعالج، وأنَّ الله تعالى لا يصيب الإنسان بسوءٍ، وإنَّما يقدِّر له الخير، وإنَّما الشَّر يأتي من نفس الإنسان جراء ما يرتكب من أخطاء وسلوكيَّات خاطئةٍ؛ تهاونًا أو استهتارًا أو تجاوزًا لقوانين الشَّريعة الرَّبانيَّة، مستدلا على ذلك بآيٍ من الذكر الحكيم، كما تحدَّث العيسري عن العقاب الرَّباني الَّذي ينتظر كلَّ من يقتل نفسًا متعمدًا بعدم الالتزام بقواعد السَّير وضوابط المرور والمتمثِّل في قوله تعالى: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، واختتم حديثه بأنَّ الحلَّ للقضاء على هذه الحوادث يكمنُ في فهم أنَّ القيادة فنٌّ وذوقٌ وأخلاقٌ، وفهم المعادلة القائلة بأنَّ الالتزام لا يكلِّف شيئًا. وقد تخلَّل النَّدوة التَّوعويَّة –الَّتي حضرها جمعٌ من طلاب الجامعة والموظَّفين والأكاديميين- توزيع هدايا وجوائز عن طريق مسابقة تخصُّ قضية المرور. الجدير بالذِّكر أنَّ هذه النَّدوة تأتي في إطار مشروع حملة المحاضرات التَّوعويَّة عن السَّلامة المروريَّة بعنوان "الطَّريق للكلِّ.. والالتزامُ هو الحلّ" الَّذي أطلقته شرطة عُمان السُّلطانيَّة الشَّهر الماضي؛ تجاوبًا مع الأوامر السَّامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظَّم –أبقاه الله-، والَّذي يستمرُّ حتَّى 5 فبراير 2011م، ويشملُ إقامة عددٍ من النَّدوات والمحاضرات التَّوعويَّة في (60) موقعًا بالسَّلطنة، وتتضمَّن النَّدوات والمحاضرات ثلاثة محاور هي: السُّرعة الزَّائدة، واستخدام الهاتف النَّقال في المركبات، وعدم ربط حزام الأمان. |