|   11 أكتوبر 2024م
السابقالتالي


في إطارِ سعي الجامعةِ إلى الحفاظ على الموروث اللغوي الأصيل، ورفعًا لوعي المثقفين والقراء بأهميةِ اللغةِ العربيةِ وتعدديةِ قراءتِها، نظَّمت الجامعةُ -ممثلة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية- في الفترةِ من يوم السبت 28/3 إلى يوم الإثنين الموافق (28-30/3/2010) ندوةً علميةً بعنوان "القراءة وإشكالية المنهج"، رعى حفلَ افتتاحِها المكرمُ السيِّد الدُّكتور سعيد بن هلال البوسعيدي -نائبُ رئيس مجلس الدَّولة-.

بدأت حفلُ افتتاح الندوة بآياتٍ عطرةٍ من الذكر الحكيم، بعدها ألقى الأستاذ الدكتور الهادي الجطلاوي –مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية- كلمةً بهذه المناسبة، ذاكرًا الأهداف التي من أجلها اختِِيارَ هذا الموضوع؛ فالقراءة هي النشاط الأساسي الذي يقوم عليه التدريس، والعمل الرئيسي في الدرس يتمحور حول شرح النصوص؛ لاستقراء المعرفة ومن جانب آخر فالمناهجُ هي الطرق المختلفة في مقاربة النصوص وتحليلها.

وأشار الجطلاوي إلى أنَّ القراءةَ ظهرت لدى الحضارات والأمم الغابرة؛ بهدف التواصل والتفاهم والعرب بخلافِ ما يتوهَّمُ البعض هم أمة قديمة العهد بالقراءة، فالوحي عندما نزل على النبي الأكرم -صلى الله عليه وسلم- بأمر الله حثَّه على القراءةِ بقولة تعالى: (اقرأ باسمِ ربِّك الذي خلق)، فهبَّ المسلمون من كلِّ حدبٍ وصوبٍ يعكفُون على قراءتِه والتَّفقُّه فيه وتأملِ في نصوصِه المستمدة من داخلِ النَّص كأصواته، ومعجمه، وتركيبه، وأسلوبه، وبلاغته ومن خارجه في أسباب نزوله.

ونوَّه –مديرُ مركز الخليل بن أحمد- بأنَّ الندوةَ تشتملُ على محورين رئيسيين هما: المحور النظري، وهو يهتمُّ بتعريف مفاهيم المنهج، والمعنى، والتفسير، والتأويل، والنص، والقراءة، وأهداف كل منهما، وشروطه المنهج وآلياته. كما أنَّه يولي اهتمامًا بالمصطلح، حيث يبحث في إشكاليَّةِ تعريب المصطلح للوفاء بمقاصد المتكلم، كما أنَّه يهتم بقضايا المنهج من خلال العودة إلى كتب التراث القديمة مع الأخذ بالمناهج الغربية الحديثة والاستفادة منها، وهو يحاول أن يوجدَ صلة بين اللغة ومناهج القراءة من خلال كشفه عن كفاءة المنهج الواحد في قراءة النص. كما أنه يهتم بدرجة التلقي بين أن يكون المعنى واحدًا أو حمَّالَ أوجهٍ، وبين أن يلتزم الكاتبُ بالموضوعيَّة والذاتيَّة في كتاباته الأدبية. أما المحورُ الثاني -وهو التطبيقي- فهو محورٌ يهتمُّ بتحليلِ النُّصوص اللغويَّة والأدبيَّة قديمِها وحديثِها، وتوظيفِ المناهج، وتقييمها، بالإضافة إلى قضايا أخرى قد تندرج في موضوع الندوة.     

وبعد كلمةِ الأستاذ الدُّكتور الجطلاوي تمَّ عرضُ فيلم وثائقي خاصٍّ بالجامعة، تعبته قصيدة ألقاها الطالب هشام بن علي الصقري بعنوان "طموح"، وفي ختامِ حفل الافتتاح سلَّم المكرمُ الأستاذَ الدُّكتور أحمد بن خلفَان الرَّواحي –رئيسُ الجامعة- المكرمَ السيِّد الدُّكتور سعيد بن هلال البوسعيدي -نائبُ رئيس مجلس الدَّولة- هديَّةً تذكاريةً من الجامعة.

واستمرت النَّدوةُ ثلاثة أيامٍ متتالية، قدم خلالها 43 ورقةً بحثيَّةً، على عدَّةِ جلساتٍ، تخللتها نقاشات وأسئلة من الحضور، يذكر أن هناك مشاركاتٍ خارجيَّةً من جامعاتٍ عربيةٍ كجامعةِ صفاقس بتونس، وجامعة الجزائر، وجامعة القدس بفلسطين، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، وجامعة بير زيت بفلسطين، وجامعات من العراق، ومصر، والأردن، وليبيا، واليمن، ومن السلطنة جامعة السلطان قابوس، والكلية التطبيقية بنزوى، وجامعة صحار. حضر الندوة عددٌ من الأكاديميين والمهتمين باللغة العربية والمثقفين، بالإضافةِ إلى طلابِ الجامعة وموظفيها.