تغطية- عبدالله بن محمَّد البهلاني:

في مساءٍ بهيجٍ طغت عليهِ الفرحةُ والسُّرور، وانتشتْ فيه النفوسُ بالسَّعدِ والحبور، يومَ السبت الموافق (27/3/2010م) رعى معالي الشَّيخ سالم بن مستهيل المعشني– المستشارُ  بديوان البلاط السُّلطاني حفلَ تخريج الدُّفعةِ الثَّانيةِ المتكاملةِ من خريجي كلياتِ الجامعةِ الأربع: كليةِ العلوم والآداب، وكليةِ الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات، وكليةِ الهندسة والعمارة، وكليةِ الصيدلة والتمريض. حيثُ حضر الحفلَ صاحبُ السُّموّ السيد أسعد بن طارق آل سعيد – ممثِّلُ جلالةِ السُّلطان، رئيسُ مجلسِ أمناءِ الجامعة-، وعددٌ من أصحابِ المعالي الوزراء، والمكرَّمين أعضاء مجلسِ الدَّولة، وأصحابِ السَّعادةِ أعضاءِ مجلسِ الشُّورى وولاةِ المنطقةِ الدَّاخلية، وأصحابِ الفضيلةِ، والمشايخِ وأعيانِ المنطقة، وعددٌ من أعضاءِ الهيئتينِ التدريسيَّةِ والإداريةِ بالجامعةِ، وجمعٌ من أولياءِ أمورِ الطلبةِ الخرِّيجين، وعددٌ من طلابِ الجامعةِ وطالباتها.  

وقد بلغَ عددُ الخريجينَ لهذا العامِ الأكاديمي (577) خريجًا وخريجة؛ منهم: (46) خريجًا وخريجة في درجةِ الماجستير في تخصُّصات اللُّغة العربية وآدابها، والإدارةِ التعليميَّةِ، والإرشادِ والتَّوجيه، و(338) خريجًا وخريجة من طلبةِ درجة البكالوريوس، و(193) خريجًا وخريجةً من طلبةِ درجةِ الدُّبلوم. من كلية العُلوم الآداب في تخصُّصات:  اللغة الفرنسية والترجمة، واللغة الإنجليزية والترجمة، واللغة العربية (آداب)، وتربية في اللغة الإنجليزية، وتربية في اللغة العربية، والتربية الخاصة، وتربية في علوم الحاسوب، وتربية في الرياضيات، وتربية في الكمياء، وتربية في الأحياء، والرياضيات، والكيمياء، والإحصاء، والتقنية الحيوية.

أما من كليةِ الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات ففي تخصّصات: إدارة الأعمال، ونظم المعلومات، والتسويق، والمحاسبة، وإدارة المشاريع الترفيهية، والتجارة الدولية والمالية، وفي كليةِ الهندسة والعمارة تخصص الهندسة الكهربائية، وفي كلية الصيدلة والتمريض في تخصصي الصيدلة والتمريض.

وقد بدأ الحفلُ بتلاوةٍ لكتابِ الله للشيخ محمَّد بن سعود الفرعي، بعد ذلك ألقى المكرمُ الأستاذُ الدكتور أحمد الرواحي – رئيسُ الجامعةِ- كلمةً بهذه المناسبةِ نيابةً عن صاحبِ السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد – ممثِّل جلالةِ السلطان، رئيسِ مجلسِ أمناء الجامعة- قال فيها: "... تأتي هذه الدُّفعة كأولى طلائع الدُّفعات المتكاملةِ لكلِّ التخصصات التي تمنحُها الجامعة، والتي سيكتملُ عقدَها بتخريج المجوعات الأولى من حملةِ البكالوريوس في تخصُّصاتِ كلية الهندسة والعمارة في العام القادِم بإذن الله".

وأكَّد المكرمُ –رئيسُ الجامعة- أنَّ هذه البرامجَ الأكاديميةَ بجميعِ مستوياتِها قد تمَّ تصميمُها بعنايةٍ فائقةٍ تعكسُ احتياجاتِ المجتمعِ المحلي والإقليمي، وتتجاوب مع خلاصاتِ التَّجربةِ الإنسانيةِ الرَّفيعةِ بما يخدمُ جودةَ وحسنَ الأداءِ، ويضمنُ جودةَ المخرجاتِ، وثباتَ قدمِها، وتمكُّنَها من نواصي المعرفةِ العلمية والمهنيَّةِ الممزوجةِ بالقيمِ والفضائلِ المتجذِّرةِ في إرثِنا الحضاري الموغِل في القدم والمتشربة بمهارات الحياة اللازمة لصلاح المواطنة بشتى أبعادها".

وخاطبَ المكرَّمُ الأستاذُ الدُّكتور الرَّواحي في كلمتِه الخريجين قائلًا: "إنَّ التَّخرجَ لحظةٌ من لحظاتِ العُمر الزَّاهيةِ يأتي تتويجًا لجهدٍ دؤوبٍ وعطاءٍ متصل، لكنَّه في الوقت ذاتِه إعلانٌ ببدايةِ مرحلة أخرى من العملِ يُظهرُ فيها الخريجُ قدراتِه مسهمًا في بناءِ وطنِه وأمتِه، مرحلةٍ يحتاجُ فيها الفردُ بجانبِ ثقافتِه العلمية أن يشحذَ همتَه لتطبيقِ ما اكتسبَه، وأن يتعرَّفَ على نتاجِ خبراتِ السنين العمليَّةِ ممن سبقُوه، وهو في كلِّ الأحوال محتاجٌ إلى قيمِ التَّعاونِ والتَّفاهمِ البنَّاءِ والتَّسامح". وهنأ المكرمُ – رئيسُ الجامعةِ- في ختامِ كلمتِه الطلبةَ الخريجين وأسرهم، وشكرَ لهم جهدهم.

بعدَ ذلك شاهدَ الحضور فيلمًا وثائقيًّا عرضَ منجزاتِ الجامعةِ وتطور مرافقها، بعدها قامَ معالي الشيخ سالم المعشني -راعي الحفل- بتسليمِ المُجيدينَ أكاديميًا والمُجيدينَ في الأنشطةِ الطلابيةِ جوائزَ تقديريَّة. ثمَّ ألقتْ الخريجةُ بدرية بنت محمَّد العامرية كلمةَ الخريجين والخريجات عبرت فيها عن فرحتِهم وسعادتِهم، وقالتْ فيها: "إنَّ ثمرةَ الاجتهادِ والمثابرةِ لم تكنْ نتاجًا لجهودٍ فرديَّة بحتة؛ بل هيَ ثمرةُ جهودٍ جماعيَّةٍ متكاتِفة، فالأمَّةُ لا تتقدَّمُ بقوَّةِ دفعِ أفرادِها؛ بل بمجموعِ الدُّفعاتِ الصَّغيرةِ لكلِّ فردٍ مخلصٍ ونزيهٍ فيها..".

وأضافت: "هذا التَّفوُّقُ والنَّجاح ما كان ليتمَّ لولا فضلُ الله تعالى علينا، ثمَّ بفضلِ مَن كان لنا سندًا وعونًا ووقفَ إلى جانبِنا طوالَ سنيِّ الدِّراسة، أولئكَ الذينَ نَدينُ لهم بكلِّ التَّقدير والعِرفانِ، وفي مقدِّمتِهم آباؤنا وأمَّهاتُنا الأجلَّاء.. فحُقَّ لكم - يا آباءنا وأمهاتِنا- أن تفتخرُوا بنا، ونحنُ اللَّيلةَ نتوَّجُ بوشاحِ العلمِ والمعرفة، وإنَّنا لنعاهدُكُم جميعًا بأنَّنا عاقدُونَ العزمَ، ومواصلونَ الجهدَ المحفوفَ ببركةِ دعائكم؛ لنبنيَ هذا الوطنَ المعطاءَ بقدراتِنا الفتيَّةِ. وختمت العامريةُ الكلمةَ بتسجيلِ الشُّكر والعرفان لباني نهضةِ عُمان حضرة صاحب الجلالةِ السُّلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه-.

تلا ذلك توزيعُ شهاداتِ التَّخرج على الخريجين والخريجات من المجموعةِ الأولى، وتخلَّل الحفلَ بين فقرتي تسليم الشهادات قصيدةٌ للشاعر الخريج عماد بن أحمد الراشدي عبَّر فيها عن فرحة الخريجين وأهليهم بهذا اليوم، مسجلًا الشكر والامتنان لحضرةِ صاحب الجلالةِ السُّلطان قابوس بن سعيد المعظَّم –حفظه الله ورعاه-، وللجامعةِ إدارةً وأكاديميين وموظفينَ وطلابًا.

بعدها قامَ معالي الشيخ – راعي الحفل- بتسليمِ المجموعةِ الثانيةِ من الخريجين شهاداتِ تخرُّجهم، أعقبهُ تفضُّلُ صاحبِ السُّموِ السَّيد أسعد بن طارق آل سعيد – رئيس مجلسِ أمناء الجامعة- بتسليم معالي الشَّيخ سالم بن مستهيل المعشني –راعي الحفل- هديَّةً تذكاريَّةً من الجامعة.

يُذكرُ أنَّ حفلَ التخرُّج يأتي من بينِ فعاليَّاتِ الموسمِ الثقافي السادس للجامعة، والذي تُقيمهُ سنويًّا، حيثُ يجمعُ أنشطةً وفعاليَّاتٍ تخصُّ النشاطَ الطُّلابي، وتختمُ بحفلِ التخرُّج.