|   17 سبتمبر 2024م
السابقالتالي


 

18 ورقة عملية في تاريخ الوقف وإسهاماته ومجالاته ومستقبله ...

انطلاق أعمال ندوة "الوقف النسائي: آفاق التطوير والاستدامة" في جامعة نزوى



افتتحت المكرمة الدكتورة بدرية بنت إبراهيم الشحية، نائبة رئيس مجلس الدولة، أعمال ندوة: "الوقف النسائي: آفاق التطوير والاستدامة"، التي نظمتها جامعة نزوى ممثلة في مركز الخليل بن احمد الفراهيدي للدارسات العربية والإنسانية، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.


راعية الحفل والحضور المشاركون


وعرضت الندوة، التي افتتحت فعالياتها صباح الأربعاء 25 يناير 2023م في قاعة الشهباء بالحرم المبدئي لجامعة نزوى، 18 ورقة عملية في الجوانب المتعلقة بتاريخ الوقف، وإسهاماته، ومجالاته، ومستقبله، بالإضافة إلى العديد من التجارب الوطنية والخارجية في إدارة أموال الوقف وتعزيز مكانته اقتصاديا واستثماريا واجتماعيا وتعليميا.

ويشارك في فعاليات الندوة، التي تستمر فعالياتها يوما واحدا، مجموعة من الباحثين والمختصين والدارسين، إلى جانب مشاركة مجموعة من المؤسسات الوقفية الحكومية والخاصة، التي قدّمت نماذج للعديد من المشاريع والتجارب الوقفية التاريخية والحالية.

 بدء حفل افتتاح الندوة بكلمة للدكتور سليمان بن سالم الحسيني، مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية، رحب فيها بالحضور، وقال: "تجلى الاهتمامُ بالوقف في بلادنا الغالية بأن خصصت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عام 2023م عاما للوقف في سلطنة عمان، وأطلقت السهمَ الوقفي الذي شاركتِ المرأةُ العمانيةُ فيه بنصيب وافر. كما حرص المخططون وأصحابُ القرار في هذا البلد المعطاء على أن تقوم مؤسساتُ التعليمِ العالي بدورها في تحمّل المسؤولية تجاه الوقف؛ وذلك بإنشاء الصناديق الوقفية التي تصب في مصلحة العملية التعليمية، ومن هذا المنطلق جاء تأسيس جامعة نزوى لمؤسسةَ معين الوقفية برأس مال يفوق مليوني ريال عماني خدمة لطلبتها النجباء وتلمسا لحاجاتهم المادية".


جانب من الندوة

 

وأضاف: "تأتي هذه الندوةُ المباركةُ والمعرضُ المصاحبُ، التي تنظمها جامعة نزوى بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، لتسلط الضوء على الوقف من زاوية إسهام المرأة ودورها الحضاري في هذا المجال الإنساني الحيوي، والإيماني المقدس، فقد كانت للمرأة المسلمة بشكل عام والمرأةِ العمانيةِ بشكل خاص، إسهاماتٌ واضحةٌ جليةٌ في الوقف، حفظتها الوثائقُ والمدوناتُ، وسطرتها كتبُ الفقه والسيرِ والتاريخ، فضلا عن كون المرأةِ صاحبةِ فكرٍ وتفكير، وتدبرٍ وتدبير، ورأي حصيف في طرق ووسائل تنمية الموقوف، وتوجيه محصوله وغُلَّته في وجوهه الصحيحة السليمة". 

وأوضح أن ندوةُ: "الوقف النسائي: آفاق التطوير والاستدامة"، تعرض ثمانية عشرَ بحثا محكّما لسبعة وثلاثين باحثا من: سلطنة عمان، والمملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، والجمهورية التونسية، كما عُنيت أهدافُ الندوة ومحاورُها بالجانب التاريخي للوقف وواقعهِ المعاصر؛ من حيث المؤسساتُ الوقفية والتشريعاتُ والقوانين والحوكمةُ وأدواتُ الاستثمار والمؤسساتُ المالية المستثمرة في أموال الوقف".

وأضاف الحسيني: "تُنشر بحوثُ هذه الندوة في إصدار خاص لمجلة الخليل للعلوم الاجتماعية، إحدى مجلات جامعة نزوى المحكمة في العلوم الإنسانية، وتتاح رقميا للباحثين والدارسين والمهتمين عبر موقع المجلة الإلكتروني. واستكمالا لدورها في العناية بدراسة تاريخ عمان وتراثها العريق، تطلق الجامعةُ ممثلةً في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية للباحثين والدارسين والمهتمين، مشروعين بحثيين جديدين:الأول عنوانه: (علماء نزوى في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين)، والثاني يحمل عنوان: (التّراث الاقتصادي في ولاية بهلا خلال القرنين الرّابع عشر والخامس عشر الهجريين).


جانب من الندوة


وقد حظيت الأوقاف في سلطنة عمان بعناية بالغة منذ الرعيل الأول للإسلام، إذ ترجع بعض المصادر تاريخ الوقف في عمان إلى الصحابي الجليل مازن بن غضوبة، عند تأسيسه لمسجد المضمار في ولاية سمائل، الذي أوقف له بعضا من ماله، كما أن أقدم الأوقاف العمانية وقف الإمام الوارث بن كعب الخروصي الذي يقدر عمره بأكثر من 1200 عام، ولا يزال قائما ويوزع ريعه على الموقوف عليهم حتى يومنا هذا، واستمر العمانيون مقتفيين أثر نبيهم الكريم وصحابته، فقد بلغت صنوف الوقف في عمان ما يربو على ثمانية وثمانين صنفا، فهنالك وقف للمساجد ليغطي شؤونها واحتياجاتها المختلفة، وهناك الوقف الصحي، ووقف الطرق، ووقف لرعاية الأيتام والفقراء والمحتاجين، ووقف للمجالس، كما أن هناك الوقف التعليمي الذي يعد أحد صنوف الوقف، إذ تعددت صوره، فمنه ما كان وقفا لمدارس القرآن الكريم، ووقفا للمتعلمين، ووقفا لفناجين المتعلمين، ووقفا لخضاري المتعلمين، ووقف الكتب والمكتبات، ووقف القرطاس، وأحبار الأقلام،  كما أن هناك وقفا لسكب القهوة للعلماء، وكما ترون أن أنواع الوقف فيها دلالة واضحة على اهتمام الأسلاف بالوقف؛ لإيمانهم القطعي بدوره في بناء الدولة وإسهامات في كافة قطاعاتها الحيوية.

وأضاف أنّ وزارة الأوقاف والشؤون الدينية قامت بواجبها تجاه الوقف فقد أولته جل العناية والاهتمام من أجل تعميره وتثميره والحافظ عليه؛ ليبقى معينا لا ينضب ومصدر خير لا ينقطع؛ بما يحقق تطلعات الحكومة الرشيدة ورؤية عمان 2040م.


جانب من الندوة


الدكتور سامي الصلاحات، من المعهد الدولي للوقف الإسلامي والمتحدث الرئيس للندوة، تطرّق في كلمته إلى أهمية الحوكمة في الوقف الإسلامي؛ مشيدا بالتجربة العمانية في مجال إدارة واستثمار أموال الوقف، والجهود المبذولة فيما يتعلق بحكومة أموال الوقف في سلطنة عمان، التي بالتأكيد ستمثل نقلة نوعية كبيرة من حيث تعزيز الوعي المجتمعي بالوقف، وتوظيف الأموال الموقفة استثماريا واقتصاديا واجتماعيا.

وأضاف أن أهم المشاكل التي تواجهها الأوقاف في العالم الإسلامي، تكمن في غياب الحوكمة على الأوقاف، فهي تمثل عنصرا رئيسا في إدارة أموال الأوقاف، والدول التي طبقت مبادي الحوكمة تمكنت من إيجاد قاعدة وإدارة قوية لأموال الوقف، وهو ما عزز من حضورها وتطورها في العديد من الدول العربية.

وأكد الصلاحات على أهمية الحوكمة والشفافية والمحاسبة وحقوق حفظ المساهمين إذا ما أردنا بالفعل النهوض بالوقف الإسلامي في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية؛ مشيرا إلى أن العديد من الدول قطعت مراحل متقدمة في هذا الجانب.

بعدها كرّمت راعية الحفل المشاركين في فعاليات الندوة، ثم افتتحت المعرض المصاحب لها، إذ تم عرض مجموعة من المشاريع الوقفية للعديد من المؤسسات الحكومية والخاصة، والنتائج التي وصلت إليها هذه المشاريع الوقفية التي طوّرت من أدواتها وإمكانياتها في السنوات الماضية؛ لتتمكن من تحقيق العديد من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية.


جانب من الندوة


بعدها بدأت فعاليات الندوة بأعمال الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور ناصر بن سليمان السابعي، تناولت مجموعة من أوراق العمل، الأولى: "المرأة وإسهاماتها الحضارية في وقف الإمام الوراث بن كعب الخروصي"، والثانية: "أوقاف النساء العثمانيات على الحرمين الشرفين خلال الفترة ( 923 ـ 1334 هـ) - دراسة تاريخية وثائقية"، والثالثة: "سبل تمكين الوقف النسائي وتطويره وإنمائه واستدامته على الصعيد الفردي والمؤسسي"، والرابعة: "جامعة نزوى ودورها في إحياء الوقف ـدراسة حالة"، فيما كان عنوان الورقة الخامسة: "الوقف النسائي قراءة في التجربة التاريخية وبحث في الإمكانيات التطبيقية"، بينما السادسة: "الوقف المعاصر ودور المصرفية الإسلامية في تطويره"، والورقة الأخير: "دور الإعلام في تعزيز الوعي بالوقف النسائي ـ ممارسات وتحديات".


جانب من الندوة


الجلسة الثانية، التي أدارها الدكتور مسعود بن سعيد الحديدي رئيس قسم اللغة العربية بجامعة نزوى، عرضت مجموعة من أوراق العمل، كانت عناوينها كما يأتي تباعا: "الوقف النسوي في صحراء الجزائر ـ وادي مزاب أنموذجا ... إبداعات الماضي ورهانات المستقبل". "الطرق الحديثة لاستثمار الأوقاف النسائية في سلطنة عمان"، "الإسهامات الوقفية للنساء في نيابة الحوقين"، "إسهامات أوقاف أميرات البيت العثماني على المسجد الأقصى خلال القرن الحادي عشر الهجري ـ السابع عشر الميلادي ... نماذج من دفاتر الصرة".

كما تناولت الجلسة الثانية ورقة بعنوان: "دراسة لوثيقة (وصية عائشة بنت سرحان بن عدنان المحرزية"، وورقة أخرى عنوانها: "مفهوم الوقف النسائي، وأنواعه وتطوره التاريخي في العالم الإسلامي وسلطنة عمان"، وعنوان الورقة الأخيرة: "المقاصد الوقفية والسمات الحضارية للوقف النسائي في سلطنة زنجبار من خلال دراسة لمجموعة من الوثائق الوقفية من سنة 1306هـ - 1889م".

الجلسة الثالثة لفعاليات الندوة عرضت مجموعة من العناوين، هي: "الأحباس النسائية العلمية في الحضارة الإسلامية ـ من المنجز الحضاري إلى الاستحقاق الراهن"، "الوقف النسائي في ظفار ... نماذج وثائقية من أوقاف الحصاد وأوقاف الزوايا والمدافن"، "سبل تمكين مشاركة المرأة في تحقيق تنمية واستدامة القطاع الوقفي". "مشاركة المرأة العمانية في الوقف ـ وقف إنماء نموذجا"، "أثر وقف المرأة العمانية على الجوانب الحضارية"، "الأوقاف النسائية العمانية ـ أبعاد مقاصديّة"، "إسهام المرأة في الوقف بولاية الرستاق خلال الحقبة 1402هـ ـ 2018م".


المعرض المصاحب للندوة المعرض المصاحب للندوة المعرض المصاحب للندوة


الجلسة الرابعة والأخيرة تناولت مجموعة من أوراق العمل، إذ كانت البداية بورقة عنوانها: "دور الحوكمة في تنمية أموال الأوقاف واستدامته"، ثم ورقة: "مساهمة وقف المرأة في الأمان الاجتماعي أثناء العهد العثماني - دراسة تاريخية من خلال سجلات المحاكم الشرعية بالجزائر"، كذلك ورقة عنوانها: "دور المرأة في الوقف الخيري في العصر الحديث - وقف فريق بهلا الخيري أنموذجا"، بعدها ورقة: "المرأة والوقف العلمي ـ رؤية حضارية مستدامة من وحي التجربة الإسلامية"، وورقة بعنوان: "الوقف النسائي في تونس ـ عزيزة عثمانة أنموذجا"، وأخيرا: "أوقاف النساء عبر التاريخ الإسلامي (تطورها ـ مساهماتها وسبل تمكينها)".