► السابق | التالي ◄ |
موضوعه سيشكّل مفترقا لمسير النظريات اللغوية والنقدية المعاصرة
جامعة نزوى تختتم المؤتمر الدولي الثاني لقسم اللغة العربية بتوصيات نقدية قيّمة
دائرة الإعلام والتسويق
تواصلت لليوم الثاني أعمال المؤتمر الدولي الثاني لقسم اللغة العربية في جامعة نزوى، بعنوان: "الخطاب النثري العماني الحديث في ضوء نظريات القراءة"؛ بمشاركة محلية ودولية واسعة ضمّت نخبة من الباحثين والأكاديميين والأدباء والنقّاد.
وتناول المؤتمر الأربعاء الموافق 4 أكتوبر 2023م، الذي أقيم في قاعتي الشهباء والمشارق بالحرم المبدئي للجامعة، 18 ورقة عمل في ثلاث جلسات، من جملة 39 ورقة علمية جمعها موضوع واحد هو النثر العماني الحديث استوعبها المؤتمر في يومين، إذ قدّم فيها المشاركون مقاربات نقدية رسمت وجهين لعملة واحدة: أحدهما أظهر النثر العماني بالكشف عن مضامينه ومحتوياته، والآخر فحص قدرة هذا النثر على الوقوف أمام الرؤى النقدية الحديثة ووسائلها المختلفة؛ وبهكذا تكاملت الرؤية النقدية إلى هذا النثر إلى حدّ كبير.
استهلّ البرنامج في جلسته الأولى بورقة بحثية عنوانها: "مجتمع الكوابيس وسؤال الوجود – قراءة في (نميمة مالحة) لهدى الجهوري"، قدّمها الأستاذ الدكتور عبدالمجيد بن جلالي من جامعة محمد الخامس بالمغرب. ثم ورقة الدكتور أحمد يوسف من جامعة السلطان قابوس بورقة عنوانها: "هُويّة السارد أبو السيوف وموقفه الإيديولوجيّ - مقاربة في همس الجسور لعلي المعمريّ". تبعها ورقة للدكتورة سمية حسنعليان من جامعة أصفهان الإيرانية، موضوعها: "البنية السردية في الرواية العمانية/ نماذج مختارة". ثم ورقة عنوانها: "القص الأمثولي في (ساعة زوال) لمحمود الرحبي" للدكتور محمد مصطفى حسانين من جامعة السلطان قابوس، وورقة بعنوان: "الأجناس الأدبية النثرية الحديثة وحضورها في الصحافة العمانية، شرفات نموذجا" قدّمها الدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي من جامعة نزوى، وختام الجلسة الأولى بورقة عنوانها: "الأجناس النثرية في المشهد الثقافي العماني، التجلي والأثر" للدكتور مريم بنت حميد الغافرية من وزارة التربية والتعليم، وقد أدار الجلسة الأستاذ الدكتور محمد السيدي من جامعة محمد الخامس بالمغرب.
ومن المعلوم أن المؤتمر اختار شخصيتين نقديتين كان لهما إسهام كبير في دراسة الأدب العربي، فقربا الرؤى النقدية الغربية إلى القارئ العربي نظرًا وتطبيقًا، وقدما نتاجًا علميًا وافرًا كان له صدى كبيرا في الأروقة النقديّة العربيّة من ماء الخليج إلى ماء الأطلسي. وبسبب هذه المكانة السنية لهذين الناقدين كان الاحتفاء بهما في المؤتمر الدولي الثاني لقسم اللغة العربية في جامعة نزوى تقديرًا وتكريمًا، هما: الأستاذ الدكتور سعيد يقطين، والأستاذ الدكتور محمد صابر عبيد.
وفي ذات الوقت أقيمت الجلسة الثانية في قاعة المشارق، إذ أدارها الدكتور زاهر بن مرهون الداودي، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس. افتتح الجلسة الدكتور عبد الرحمن محمد الجبوري من جامعة كركوك العراقيّة، مقدّما فيها ورقة عنوانها: "قراءة أسلوبية أولى في رواية سيدات القمر لجوخة الحارثي"، ثم بعدها قدّم الدكتور بلقاسم بن علي مارس من جامعة قابس التونسية، ورقة عنوانها: "سيميائية الأهواء في الرواية العمانية، إرم ذات حب لزوينة سالم أنموذجا". ثم ورقة: "جمالية توظيف التناص القرآني في رواية (السيد مر هن هنا) لمحمد الرحبي" قدّمها الدكتور عيسى بن سعيد الحوقاني من جامعة نزوى. بعد ذلك ناقش الدكتور علي بن شافي الشرجي من جامعة الشرقية والدكتور سالم بن علي البوسعيدي من جامعة نزوى ورقة مشتركة عنوانها: "تعدد الأصوات في روايات علي المعمري"، وختامها ورقة الأستاذ خالد علي إبراهيم من جامعة نزوى في ورقته: "الخطاب الساخر في أدب عبدالعزيز الفارسي".
وبطبيعة الحال، اختصّ المؤتمر في أوراقه بموضوع واحد أعطاه مزيّة على غيره؛ ليمكّن القرّاء المهتمين من الرجوع إلى فهرسه بحثا وتنقيبا في درس النثر العماني الحديث، وما شمله من قراءات منهجية لمختلف فنونه؛ ليجد الباحثون والنقّاد وطلبة الدراسات العليا في الجامعات الباب مفتوحا على مصراعيه لمطالعة مرجعيات علمية رصينة ضمّت فنونا نثرية متعددة كالمسرح والرواية والقصة بأنواعها.
واختتم برنامج المؤتمر بجلسة ثالثة أدارها الدكتور أحمد الرمحي. قدّمت فيها 6 أوراق علمية، ابتدأها الأستاذ الدكتور إبراهيم مصطفى الحمد من جامعة تكريت العراقية، بورقة عنوانها: "دراما المحكي الأسطوري: من السيرة إلى الرواية في رواية ناجم السادس عشر لمحمد بن سيف الرحبي"، والورقة الثانية تناولت موضوع: "هيرمنيوطيقية الفقد في قصص حائط مموج للقاصة إشراق الهندي:، قدّمها الدكتور محمد خليفة الحياني من جامعة التقنية الشمالية العراقية، ثم ورقة مشتركة بين الدكتور مسعود الحديدي والدكتورة مريم البادية من جامعة نزوى، عنوانها: "الأبعاد الحجاجية في عهد الإمام ناصر بن مرشد". وقدّمت الدكتورة فوزية الفهدية الورقة الرابعة في هذه الجلسة، إذ كان عنوانها: "الحمولة المعرفية للكرونوتوب في رواية البيرق للكاتبة شريفة التوبي"، ثم الورقة الخامسة والسادسة تتابعا: "سردية المكان بين اليمن وعمان"، "تحليل الخطاب الروائي في رواية (دِلْشَاد) لبشرى خلفان/(دراسة حجاجية)"؛ للدكتورة غالية بنت عيسى الزبيدية والأستاذ عبدالمنعم أحمد حالو من جامعة السلطان قابوس.
وفي كلمة الجلسة الختامية لمؤتمر "الخطاب النَّثريّ العمانيّ الحديث في ضوء نظريّات القراءة"، التي قدّمها الدكتور عيسى عبدالشافي المصري من جامعة نزوى، قال: "معلوم أن هذا المؤتمر لم يكن احتفاء مجردًا بالنثر العماني الحديث، بل قام على أسباب موضوعيّة كان منها نقد هذا النتاج نقدًا يوضح مكانته في الأدب العربي عامة، غير أن جل الأوراق قد ابتعدت عن الأحكام القيمية واكتفت بالتحليل والوصف، وهذا فرضته طبيعة المناهج التي سلكتها تلك الأوراق، علمًا أن التقويم ضرورة لازمة في الأدب العربي المعاصر عامة، والأدب العماني خاصة؛ فجل الآداب العالميّة في مراحلها الأولى والتجريبيّة قد مرّت بهذه المرحلة، حتى إذا قدرت أعمالها حق قدرها، وأنزلت منزلتها بين الأداب، كان التعامل معها بوسائل النقد الحديثة أكثر اطمئنانًا للناقد والقارئ على السواء، والعودة إلى التقويم لا تعني إحياء أولوية النقد بالبحث عن الجيّد والرديء، بل تعني دراسة إنعاشيّة تصدم جسد العمل الأدبي، وتبعثه من تحت الرماد لتمنحه حياة جديدة، وهذا هو عمل الناقد الحقيقي أيًّا كان منهجه، فكم من دراسة نقديّة أحيت أعمالًا وأدرجتها في روائع اللسان الإنساني، ناهيك عن أن عودة التقويم تبتعد بالأدب من منطقة الخطر التي حذر منها بأخرة من كان يتبعد البنية المستقلة المجردة في دراساته، تودوروف نقصد".
وأضاف: "عليه توصي اللجنة العلميّة بأن يفسح الباحثون والنقاد مجالًا للحكم على الأعمال في دراساتهم القادمة للنثر العماني الحديث، حكمًا يتوافق ومعايير النقد القيمي الدقيقة. وبالجملة، فإن هذه الأوراق قد قدمت في مجموعتها كتابًا مهمًا عن النثر العماني الحديث، اشتمل على قراءات منهجيّة لمختلف فنونه، فشكرًا جزيلًا لكل المشاركين الذين أسهموا في بناء هذا الكتاب".
علما أنّ ذات الجلسة شهدت قراءة توصيات المؤتمر، وإعلان انتهاء أعماله، وتوزيع شهادات المشاركة والحضور، والتقاط صور تذكارية؛ على أمل فتح سبل التعاون المستمر والشراكة الوثيقة في اللغة العربية أدبا ونقدا، وفكرا وثقافة وحضارة. |