► السابق | التالي ◄ |
الشيخ إبراهيم الصوافي يجدد ذكرى المولد النبوي في جامعة نزوى
دائرة الإعلام والتسويق
نظّم مركز خدمة المجتمع بالتعاون مع برنامج الإنماء الطلابي (وعي)، صباح يوم الثلاثاء الموافق 26 سبتمبر 2023م، محاضرة توعوية احتفاء بحلول ذكرى المولد النبوي الشريف؛ وذلك في قاعة الحزم بالحرم المبدئي لجامعة نزوى.
وقد استضافت الجامعة الشيخ الدكتور إبراهيم بن ناصر الصوافي، أمين الفتوى في مكتب سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام سلطنة عُمان، إذ أحيا في محاضرته هذه الذكرى العطرة على الأمتين العربية والإسلامية؛ اعترافا بفضل الله العظيم ونعمته عليهما بهذه الهدايةِ (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
استهل الشيخ الصوافي حديثه بأهمية استثمار العقل البشري، خاصة عقل المسلم الذي أكد على أنّه لن يتخلّف عن غيره إذا ما أعطي مساحة الإبداع وحيّز الابتكار والعمل؛ إذ قال: "عقولنا نحن المسلمين أصفى من غيرنا". وقد تحدث الشيخ في هذا السياق عن أهمية ثقة المسلم بنفسه حتى يتلمّس أدوات الإبداع والتميّز؛ بل إنّ عقل المسلم ميزته أنه متوائم مع الفطرة السوية (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها)؛ بعيدا عن الأهواء وشهوات النفس التي تُبقي العقل مشوشا ومتناقضا مثلما يحدث الآن في العالم الغربي المليء بالصراعات والانتكاسات رغم تقدّمه في العلم؛ وذلك لبعده عن كتاب الله وسنة نبيه؛ كونمها هديان يرسّخان ثوابت فطرة العقل البشري التي لا تمسّ مبادئ الإنسان؛ بل تسمو بها.
وبعد هذه المقدمة التي اختصّ فيها الشيخ إبراهيم طلبة العلم؛ ليدركوا قيم العطاء والإنتاج والعمل في طلب العلم الذي يجب أن يحتسبه الإنسان لله عز وجل، الذي بيده مقاليد كل شيء، ودور الإسلام في الحثّ إليه، انتقل للحديث عن رسول الله محمد ﷺ الذي يُعد أعظم شخصية خلقها الله إلى أن يرث سبحانه الأرض ومن عليها، فصحيح الإسلام مقرون بطاعة الله وطاعة رسوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)، فأحد شواهد عظمته يتجلى في ذكر سيرته في كل آن وحين في شتى بقاع الكون؛ وهذا فضلٌ عظيمٌ اختصه الله به وحده ليجري على الألسن ليكون قدوة للعالمين (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)؛ لذا يجب على الشباب أن يبحثوا في سيرة رسول الله ليجدوا ذلك الأثر الجليل والعطاء النافع في دينهم ودنياهم وآخرتهم؛ خلافا لما نراه اليوم في واقع الأمة من الإعجاب والتأثّر بشخصيات لا حظّ لهم فيها سواء متاع زائل ... متطرّقا إلى سير صحابة رسول الله في اقتدائهم به وتأسّيهم بخصاله (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
وفي ختام الحدث، التي حضره الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي -رئيس الجامعة- وجملة من الكادرين الأكاديمي والإداري وطلبة الجامعة، أشار الشيخ إبراهيم الصوافي إلى أنّه يجب على الإنسان تقييم كل مرحلة في حياته؛ وذلك كي لا يخدع نفسه ويغترّ بأمانييها، ومما يعين على ذلك دقّته في اختيار أصحابه ممن يجد فيهم الخير والصلاح، وهذه فرصة عظيمة لطالب العلم كي يرقى بمنزلته في الدنيا والآخرة.
|