► السابق | التالي ◄ |
36 ورقة علمية من 7 دول ... مطلع أكتوبر القادم في جامعة نزوى ... انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الثاني لقسم اللغة العربية
دائرة الإعلام والتسويق
تستعد جامعة نزوى ممثلة في قسم اللغة العربية بكلية العلوم والآداب يومي 3-4 أكتوبر 2023م، لتنظيم المؤتمر الدولي الثاني لقسم اللغة العربية، الذي يأتي هذا العام بعنوان: (الخطاب النَّثريّ العمانيّ الحديث في ضوء نظريّات القراءة). وتأتي فكرة المؤتمر من تلك الأجناس النثرية الأدبية التي شغلت مكانًا رحبًا لها في النِّتاج الفنّيّ في عصر النَّهضة العمانيّة الحديثة، وفي هذا السياق يقول الدكتور مسعود بن سعيد الحديدي، رئيس قسم اللغة العربية ورئيس اللجنة التحضيرية للمتؤتمر: "لم يكن ذلك بدعًا بين الآداب العالميّة؛ ذلك أنَّ النَّثر الحديث مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمدنيّة والحداثة، فالرّواية بمختلف أنماطها هي بنت المدينة، والقياس صحيح على المسرح والقصّة القصيرة، والأمم التي تمرُّ مدنيّتها أو حداثتها من غير اهتمام بالفنون عامّة، والأدب خاصّة، يعتري صورتها الحضاريّة نقص كبير؛ ويجعل إرثها التّاريخيّ عرضة للاندثار والزَّوال، فكلُّ أمارات المدنيّة الماديّة تزول، ولا يتبقّى سوى الأمارات المعنويّة، والأدب منها". ويشهد المؤتمر مشاركة 36 باحثا يقدمون 36 ورقة علمية في موضوعه، إذ بلغ عدد المشاركين الخارجيين 14 مشاركا يمثلون ثلاث عشرة جامعة في ست دول، هي: العراق، الأردن، السعودية، تونس، المغرب، إيران. فيما بلغ عدد المشاركين المحليين 22 مشاركا يمثّلون المؤسسات التعليمية في سلطنة عمان، هي: جامعة نزوى، وجامعة السلطان قابوس، وجامعة صحار، وجامعة الشرقية، ووزارة التربية. ومن المعلوم أن العصر الحديث عُرف بعصر الرّواية أو بصورة عامّة عصر النَّثر، وكان ذلك بتأثير الآداب الأجنبيّة التي تراجع فيها الشِّعر في وقت مبكر من القرن العشرين، وتقدَّم عليه النَّثر حتى طغى على الأدب طغيانًا كبيرًا، وقد تأثَّر الأدب العربي بهذا الانقلاب الفنّيّ؛ فأخذ النَّثر يشقّ لنفسه مجرى واسعًا في الأدب العربيّ الحديث، فتلقَّف الكتّاب كلَّ جديد في أجناسه، وأسالوا مدادًا كثيرًا في كتابة الرّوايات، والمسرحيّات، والقصص بأنماطها المختلفة. يضيف الحديدي: "مهما يكن من أمر النِّزاع بين الفنون، فإنَّ النَّثر بأجناسه المختلفة قد سيطر على المواهب العربيّة الحديثة؛ فأصبح لأدباء الدُّول نتاج فنّيّ نثريٌّ مطبوع بطوابع الدَّولة ومرجعياتها الثَّقافيّة، والاجتماعيّة، والسّياسيّة. ومن هنا كان التَّعبير النَّثريُّ أشد ارتباطًا من الشِّعر بهذه المرجعيّات؛ فالقصيدة لا جنسيّة لها، إن جاز التعبير، لكنَّ الرّواية، والمسرح، والقصة تدخل جميعها في مفهوم الهويّة، والوطن، والمدينة، والحارة، والشّارع، والعادات والتَّقاليد، والقيم والأعراف، فمن السَّهل أن أتبين المخايل المصريّة في نصوص نجيب محفوظ، ومن السهل أن أتبين المخايل السّودانيّة في نصوص الطَّيب صالح... ولنا أن نتبيّن كلَّ المخايل الوطنيّة استنادًا إلى الأجناس النَّثريّة". في حين، إنَّ اختيار موضوع المؤتمر وتخصيصه بالأجناس النَّثريّة العمانيّة، يسنده اتجاهان: أحدهما فنّيّ قوميٌّ، يؤكِّده ارتباط النَّثر العمانيّ الحديث بالنَّوازع القوميّة، والهموم الوطنيّة، التي تجسِّدها الشَّخصيّة العمانيّة في امتدادها الوجوديّ الطَّويل. والآخر فنّيّ موضوعيٌّ يؤكّده النِّتاج الفنّيّ الكبير الذي بدأ يتناسل منذ عصر النَّهضة الحديثة، حتّى فرض نفسه على الجو الأدبيّ في عُمان، وامتدَّت قوَّته حتّى بلغ الأجواء الأدبيّة العربيّة عامّة؛ آية ذلك كثرة الأعمال النَّثريّة المنشورة، وحصول بعضها على جوائز قيِّمة تنافس عليها أصحابها مع أقرانهم في البلاد العربيّة. إلى جانب ذلك، يشكل المؤتمر فرصة علمية لمناقشة تعدد الأعمال النَّثريّة العمانيّة واختلاف أجناسها، إذ يدفع النُّقّاد إلى درسها وتحليلها، حتّى لا تبقى الأعمال مجهولة لا يتعرّض له أحد ولا يُعرِّف بها أحد، ووظيفة النَّقد في الأساس تقوم على السَّير مع الأدب، فإن تقاعس عن أدائها ترك الأدب يواجه مصيره الفنّيّ وحده؛ فالنُّصوص التي لا تتعرض للنَّقد هي نصوص ميّتة على الحقيقة، ولا بد أن يسخر لها ناقد محترف يمسح عنها غبار التجاهل، ويبث فيها الحياة من جديد، ومن هنا يسعى المؤتمر إلى تحقيق هذه الغاية، من ثلاثة محاور يشكِّل تكوينها النَّظريّ قراءة متكاملة للأجناس النَّثريّة العمانيّة الحديثة، فتبدأ بالتَّأصيل، وتمرُّ بالتَّطبيق، وتنتهي بالتَّقويم. أمّا المحور الأول فيعرض لتأصيل الأجناس النَّثريّة وتطوّرها في الأدب العمانيّ الحديث، والغرض منه توثيق تاريخيّ لأصول الرّواية، والمسرح، والقصّة منذ عام 1970م، وهو عام النَّهضة العمانيّة الحديثة، فيعمل الباحثون على تتبُّع المؤثِّرات الثَّقافيّة والاجتماعيّة والسّياسيّة، ودورها في نشأة الأجناس النَّثريّة وتطوّرها وازدهارها، وأثرها في تشكيل الذَّوق الأدبيّ الخاصّ بالشَّخصيّة العمانيّة، وبيان المكانة التي استوى عليها هذا الذَّوق بين الآداب العربيّة والعالميّة على السّواء. وأمّا المحور الثّاني فمداره على الخطاب النَّثريّ ونظريّات القراءة، ويقدِّم دراسات تطبيقيّة عن الأجناس النَّثريّة العُمانيّة منذ عصر النَّهضة الحديثة، كالرّواية، والمسرح، والقصّة بأنواعها...؛ وذلك وفق مناهج القراءة الحديثة من بنيويّة، وسيميائيّة، وأسلوبيّة، وتأويليّة، وثقافيّة... وغيرها من المناهج التي ينتهجها النُّقّاد في دراساتهم، والهدف من ذلك كلّه تعريض هذه الأعمال للنَّقد، والكشف عن أشكالها الفنيّة ومضامينها الفكريّة، وقيمتها الفنيّة العامّة، فتكون هذه الدِّراسات ناقدة للحالي، وموجِّهة في الوقت نفسه إلى القادم. وأمّا المحور الثّالث فمداره على التَّقويم النَّقديّ للدِّراسات السّابقة التي تناولت الأجناس النَّثريّة العمانيّة، من شخوص الأدباء أو نصوصهم، وهو ما يقع تحت مفهوم (نقد النَّقد)، والغاية منه تقديم مراجعة لكلِّ ما سبق من دراسات، والوقوف على مواطن الضَّعف والقوّة فيها، ورصد نظرتها إلى الأجناس النَّثريّة العُمانيّة. ويؤكد رئيس اللجنة التحضيرية على أهمية المؤتمر بقوله: "بالجملة، فإنَّ الأجناس النَّثريّة عامّة، والعُمانيّة خاصّة، تحتاج إلى دراسات كثيرة حتّى تنجلي قيمتها الفنيّة، وأثرها في البناء الثَّقافيّ للأدب، ومن هنا جاءت فكرة هذا المؤتمر لفتح باب الحوار بين الباحثين والنُّقّاد لدراسة هذه الأجناس في تمثيلاتها المختلفة، ووضعها في مكانها المناسب ضمن الأدب العُمانيّ الخاصّ، والأدب العربيّ العامّ".
الجدير بالذكر أن المؤتمر الدولي الثاني لقسم اللغة العربية (الخطاب النَّثريّ العمانيّ الحديث في ضوء نظريّات القراءة)، يسعى في أهدافه إلى تعريف النُّقّاد والباحثين بالأجناس النَّثريّة العُمانيّة الحديثة، وتسليط الضَّوء على حركة الأدب العُمانيّة الحديثة، وتوثيق أصول الأجناس النَّثريّة العمانيّة الحديثة،وبيان مكانة الأجناس النَّثريّة العُمانيّة في الأدب الحديث، وتقديم دراسات نقديّة عميقة للأجناس النَّثريّة العمانيّة،وإظهار أوجه الاتِّفاق والافتراق في الدِّراسات التي تناولت الأجناس النَّثريّة العُمانيّة. |