|   09 أكتوبر 2024م
السابقالتالي


نحوَ رؤيةٍ علميَّةٍ لتنميةِ الإبداعِ الطُّلابي ورعاتِه في الجامعات.. رئيسةُ الهيئةِ العامَّةِ للصِّناعاتِ الحرفيَّةِ ترعى حفلَ افتتاحِ المؤتمرِ الطُّلابي الثَّاني بجامعة نزوى

كتب- عبدالله بن محمَّد البهلاني:

رعت معالي الشَّيخة عائشة بنت خلفان بن جميِّل السِّيابيَّة – رئيسةُ الهيئةِ العامَّةِ للصِّناعاتِ الحرفيَّة- يوم الإثنين (22/2/2010م) في قاعةِ الشَّهباء افتتاحَ المؤتمر الطُّلابيِّ الثاني لجامعةِ نزوى، الَّذي يحملَ هذا العامَ شعارَ (الإبداعُ الطُّلابيُّ في الجامعات)، حيثُ يأتي بعدَ النَّجاحِ الذي شهدهُ المؤتمر الطلابيِّ الأوَّل (الأنشطةُ الطُّلابيَّةُ محورُ الارتكازِ في المجتمعِ الأكاديمي) الذي يعدُّ الأوَّل من نوعِه في السَّلطنة.

       ويهدفُ مؤتمرُ الإبداعِ الطُّلابيِّ في الجامعات إلى تأكيدِ أهميَّةِ رعايةِ الإبداعِ الطُّلابيِّ ودعمِه في مؤسَّساتِ التَّعليمِ العالي بشكلٍ خاصّ، ومؤسَّساتِ المجتمع بشكلٍ عام، ويُركِّزُ على مسؤوليَّةِ اكتشافِ الإبداعِ الطُّلابي ورعايتِهِ في مؤسَّساتِ التعليمِ العالي، والتَّأكيدِ الفعليِّ على أهميَّةِ مشاركةِ طلابِ الجامعاتِ في إعدادِ البحوثِ العلميَّةِ وتقديمِها، وتنظيمِ الأنشطةِ الفعالياتِ المختلفةِ وإدارتِها، إلى جانبِ الاستفادةِ من تجاربِ المؤسَّساتِ المشاركةِ في الاهتمامِ بالمتميِّزين والمبدعينَ وسبلِ رعايتِهم وتشجيعِهم.

       وقد بدأ حفلُ الافتتاحِ بلوحةٍ ترحيبيَّةٍ إبداعيَّةٍ استُهلَّت بتلاوةٍ لآيٍ من القرآنِ الكريمِ للطالبِ أحمد البلوشي، تبعَتها قصيدة شعريَّةٍ ترحيبيَّةٍ بالمشاركينَ والحضور للطَّالبة علياء العمرية، ثمَّ ألقت رئيسةُ المجلسِ الطُّلابيِّ بالجامعةِ الطَّالبةُ ليلى بنت خلفان الرَّحبيَّة كلمةَ المجلِس رحَّبت فيها بمعالي الشيخةِ راعيةِ الحفل، والحضور والمشاركينَ في المؤتمر، وقالت فيها: إنَّ جامعةَ نزوى – باعتبارِها مؤسَّسةً علميَّةً أهليَّةً ذاتَ نفعٍ عام- لتفخرُ وتعتزُّ بما حقَّقتهُ خلالَ مسيرتِها النَّمائيَّة من إنجازاتٍ وتطلُّعاتٍ أضحتْ واقعًا ملموسًا بعدَ أن كانت فكرةً طموحة. وإنَّ من بينِ تلكَ الإنجازاتِ الَّتي تحقَّقت هذا المؤتمرَ الطُّلابيَّ الَّذي نتفيَّأُ اليومَ ظلالَه، والَّذي دُشِّنت أوَّلُ نسخةٍ منهُ العامَ الماضي 2008/2009م تحتَ شعار (الأنشطةُ الطُّلابيَّةُ محورُ الارتكازِ في المجتمعِ الأكاديمي)، حيثُ تُوِّجَ له بالنَّجاح –فللهِ الحمدُ والمنَّة-.

وأضافت الرَّحبيَّةُ قائلةً: عشرونَ ورقةًً بحثيَّةً –على مدارِ ثلاثةِ أيَّام- ستحلِّقُ بنا إلى آفاقِ الإبداعِ والتَّميُّز، وسيكونُ أهمُّ محاورِها حولَ صناعةِ الإبداعِ الطُّلابيِّ واستراتيجيَّاتِ كشفِه، وطرقِ تنميتِه وسُبلِ دعمِه في مؤسَّساتِ التَّعليمِ العالي.

وبعدَ كلمةِ المجلسِ الطُّلابي تمَّ عرضُ فيلمٍ وثائقيٍّ عن الجامعةِ وأهم مرافِقِها وكليَّاتها وما شهدته من تطوُّراتٍ عبرَ السَّنواتِ الماضيةِ، تليَهُ عرضٌ إبداعيٌّ لفنَّي الرَّزحةِ واليُولَةِ الشَّعبيَينِ قدَّمهما عددٌ من الطلبةِ والطًّالباتِ بالجامعة. وفي ختامِ حفلِ الافتتاحِ قامت معالي الشَّيخة – رئيسةُ الهيئةِ العامَّةِ للصِّناعاتِ الحرفيَّةِ- بتقليدِ الطلابِ أعضاءِ المجلسِ الطُّلابيِّ مسمَّياتِهم.

وعلى هامشِ المؤتمرِ افتتحتِ معالي الشيخةِ عائشةُ السِّيابيَّة معرِضَ الورشةِ الفنِّيَّةِ بالجامعةِ، حيثُ تجوَّلت في المعرِض، وفي لقاءٍ مع معاليها حدثتنا عن انطباعِها حول المؤتمرِ قائلةً: أوَّلًا يسرُّني أن أقدِّمَ التَّهنئةَ لإدارةِ الجامعةِ للجهودِ المبذولةِ للنهوضِ بهذهِ الجامعةِ الفتيَّةِ في الوطن، وما هذا المؤتمرُ إلا إحدى ثمراتِ هذه الجهودِ الَّتي بذلتها الإدارةُ القائمونَ على الأنشطةِ الطُّلابيَّةِ على وجهِ الخصوص. وأضافت: أعتقدُ أنَّ المؤتمرَ الطُّلابيَّ معنيٌّ بالإبداعِ الطُّلابي؛ فقد شاركَ فيه مجموعةٌ من جامعاتِ السَّلطنةِ وكلِّياتِها الخاصَّة –أيضًا-، إلى جانبِ مشاركاتٍ من دولٍ شقيقةٍ عربيَّةٍ وخليجيَّة، والشُّكرُ لكلِّ المشاركين، وأعتقدُ أنَّ اندماجَ الطلبةِ داخلَ حرمٍ جامعيٍّ واحد يعتبرُ ملتقًى لثقافاتٍ مختلفةٍ، وإثراءً لأفكارِ هؤلاءِ الطُّلاب، وأنَّ تنظيمَ مؤتمرٍ ينبثقُ من الطَّلبةِ بأنفسِهم تنظيمًا وتنفيذًا يَعني في الوقتِ نفسِه إبداعًا. وقالت معاليها: أهنِّئُ جميعَ الطلبةَِ، وأتمنَّى لهم التَّوفيقَ، وأتمنَّى لهذه الجامعةِ أن تكونَ منارةَ إشعاعٍ كما أُريدَ لها وكما خطِّط لها، إشعاعًا حضاريًّا، إشعاعًا علميًّا، وإشعاعًا ثقافيًّا في السَّلطنةِ، وأن تكونَ أنموذجًا يُحتذى به في الجامعاتِ الأخرى.

وعن معرِضِ الورشةِ الفنيَّةِ المصاحبِ حدَّثتنا معالي الشَّيخة قائلةً: هذا المعرِض قد يكونُ خيرَ معبِّرٍ عن الجهودِ والإبداعاتِ الفنيَّةِ والفكريَّةِ المتوفِّرةِ في جامعةِ نزوى، فقد وصلتْ درجةُ الإبداعِ في هذا المعرضِ إلى حدِّ الدَّهشة؛ فهناكَ تناغمٌ جميلٌ جدًّا بينَ الخطوطِ والأنوارِ والمساحاتِ، وهناكَ لوحاتٌ تعبيريَّةٌ تقدِّمُ رؤًى وفكرًا نيِّرًا للقائمينَ على هذا المعرِض.

كما التقينا على هامشِ مؤتمرِ الإبداعِ الطُّلابي المكرَّمَ الأستاذَ الدُّكتور أحمد بن خلفان الرَّواحي –رئيسَ الجامعةِ- وصرَّح قائلًا: هذا المؤتمرُ الطُّلابيُّ الثاني يأتي في إطارِ تفعيلِ النَّشاطِ الطُّلابي بما يصقلُ مهاراتِ الطُّلابِ وينمَّي لديهم الثَّقةَ، ويجعلَهم قادرينَ على الإسهامِ في تطويرِ المجتمعِ وبنائهِ ونمائه –بإذنِ الله-. وإنَّ الحياةَ الجامعيَّةَ فرصةٌ لإعادةِ تشكيلِ الشخصيَّةِ المتَّزنةِ والمواطنةِ الصَّالحةِ، وبنائها. ويضيفُ المكرم: جامعةُ نزوى –كما نعرف- تسعى دائمًا إلى نشرِ الفكرِ الإيجابيِّ، ورسالةُ نشرِ الفكرِ الإيجابيِّ تأتي من النَّاحيةِ العلميَّة أن يتمَّ تكوينُ وتشكيلُ الشَّخصِ المتَّزِنِ المتفهِّمِ لاحتياجاتِ أمَّتِه ووطنِه ومجتمعِه وأسرتِه، وأن يقدِّم َ الحلولَ العمليَّةَ للإسهامِ في مسيرةِ النَّماءِ والتَّطوُّر على هذه الأرضِ الطَّيِّبةِ المعطاءة.

وعن كيفيَّةِ تفعيلِ الجانبِ الطُّلابيِّ في إدارةِ المؤتمرِ الطُّلابيِّ وتنظيمِه يقولُ المكرَّم –رئيسُ الجامعة-: كما رأيتُم، فإنَّ كلَّ الجهدِ جاءَ من الطُّلابِ، وكانَ دورُ الأساتذةِ والمشرفينَ الآخرينَ نوعًا توجيهيًّا ومحاولةً لوضعِ مسارِ العملِ باتِّزان، أمَّا بقيَّةُ الجهدِ والأفكارِ فقد أتت من الطُّلاب، والجامعةُ وفَّرتْ كلَّ ما احتاجوا إليهِ، حتَّى استضافةَ الأساتذةِ والمختصِّينَ من مختلفِ التَّخصُّصات.

وبشأنِ التعاملِ مع توصياتِ المؤتمرِ الطًّلابي الثاني يقولُ المكرَّم الأستاذُ الدُّكتور أحمد الرَّواحي: نحنُ نسعى دائمًا إلى التَّطوير، وفكرةُ الجودةِ في التَّعليمِ تقومُ دائمًا على أن يكونَ لديكَ فكرةٌ لتطبِّقها ثمَّ تقيِّمَها ثمَّ تخرجَ منها بتوصياتٍ للتَّطوير، وهذا ما تمَّ من خلالِ المؤتمرِ الأوَّل؛ فقد كانت هناك توصياتٌ، وبالفعلِ قامت الجامعةُ بتبنِّيها ونفَّذتها هذا العام، فأيُّ توصياتٍ تأتي من هذا المؤتمر ومن طلابِ الجامعاتِ والكليَّاتِ المشاركةِ لدينا من داخلِ السَّلطنةِ وخارجها ستُثري –بإذن الله – مسيرةَ الإبداعِ الطُّلابيِّ والنَّشاطِ الطُّلابي بوجهٍ عامٍ في مختلف الكلياتِ والجامعات، كما يعدُّ هذا المؤتمر –أيضًا – فرصةً للتَّعاونِ والتَّلاقي بينَ طلابِ الجامعاتِ والكليَّاتِ من داخلِ السَّلطنةِ وخارجِها.

وممَّا يجدرُ ذكرُه أنَّ المؤتمر الطُّلابيَّ الثاني في جامعةِ نزوى سيتمرُّ لمدَّةِ ثلاثةِ أيامٍ متواليةٍ، وسيعرضُ فيها 20 ورقةً بحثيَّةً مقدَّمةً من جامعاتٍ وكليَّاتٍ محليَّةٍ إلى جانبِ جامعاتٍ خليجيَّةٍ وعربيَّةٍ شقيقةٍ من المملكةِ العربيَّةِ السُّعوديةِ، ودولةِ الإماراتِ العربيَّةِ المتَّحدةِ، وجمهوريَّةِ مصرَ العربيَّة، والمملكةِ الأردنيَّةِ الهاشميَّة، بالإضافةِ إلى جامعةٍ ألمانيَّة وهي جامعةُ كولون.