|   29 يوليو 2024م
السابقالتالي


د. سيف الهادي يناقش الإلحاد ضمن فعاليات الموسم الثقافي الثامن عشر بجامعة نزوى

 

دائرة الإعلام والتسويق

احتفت مكتبة جامعة نزوى صباح الإثنين الموافق 13 فبراير 2023م، بمشاركتها في فعاليات الموسم الثقافي الثامن عشر (إبداع وابتكار)؛ وذلك باستضافة الشيخ الدكتور سيف بن سالم الهادي، خبير إعلامي في وزارة الإعلام ومحاضر في كلية التربية بجامعة السلطان قابوس، الذي قدّم محاضرة في قاعة الشهباء بالحرم المبدئي عنوانها: "الإلحاد ... قراءة تفكيكية".

تصدّرت المحاضرة كلمة ترحيبية استفتح بها الدكتور جمال بن مطر السالمي، مدير مكتبة جامعة نزوى، هذا الحدث مؤكدا فيها على أهمية المكتبة ودورها الجوهري الذي يعد شريانا حيويا يغذي أوردة الجامعة وطلبة العلم، ويعزز القيم والهوية الوطنية، كما أنها تصنّف العلوم وتوثّق مصادر المعرفة، وتناقش قضايا المجتمع وثقافاته الأصيلة.

1

استهل الدكتور سيف الهادي محاضرته بتطويع مفهوم المعرفة وأهمية استنباطه من مصادره الصحيحة؛ من جملة ذلك مفهوم قضية الإلحاد، الذي عاش سابقا وسط إرهاصات لم تسمح له بالحرية الإعلامية في الطرح والتناول والنقاش؛ حتى أصبح منتجا متداولا بين الجميع بسبب العولمة الثقافية. وفي ذات السياق أكد الهادي على أهمية السؤال؛ كونه مفتاحا لطلب العلم ومواجهة هذه الأفكار الرائجة التي تواشجت معتقداتها بسبب التداخل التاريخي والفكري له بما جاء به أبرز مفكري الإلحاد وفلاسفته؛ بيد أنّ ذلك مرهون باقتفاء أهل الاختصاص "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"، فطبيعة الفطرة الإنسانية تؤدي به إلى التفكير وطرح التساؤلات.

ومن بين القضايا التي ناقشها المحاضر معنى الفكر ومتصوّره الذهني وتعريفه في اللغة وحجته بين المصدر والمنهج، كذلك التفكير عبر التراكيب اللغوية والتحليلية؛ وصولا إلى حسم الجدل في عصر الحداثة حول البحث في الجمل الصادقة إلى العقلانية الموضوعية سبيلا إلى المعرفة. كذلك ناقش فطرية الأسئلة لدى الإنسان ودليل وعيه، إذ إن أبرز الأسئلة التي يضعها في قضية الوجود هي: من صنع هذا؟ (سؤال الخلق) – لماذا صنعه؟ (سؤال الغائية) – أين يذهب؟ سؤال المصير؛ لتفرز هذه الأسئلة ثلاثة مفاهيم، هي: استحقاق الصانع (المدح أو الذم) – موقفي منه (الأخلاق) – علاقتي به (الأنواع الثلاثة).

2

لماذا سقطت الأسئلة الوجودية والغائية والأخلاقية؟ تساؤل طرحه الدكتور سيف وأجاب عنه بقوله: "سقطت بفضل ثلاثة عوامل، هي: اقتران الثورة العقلية بالثورة الصناعية، وتحويل التفكير العقلي من الموضوعية إلى الأداتية، واستكمال الإجراءات القانونية لإنشاء مجتمع الحداثة، إذ سيكون التفكير مجتمعيا لا فرديا". وبسبب الجدل القائم في موضوع هذه القضية، انتهى الجدل حول العقل والحس بانتصار المذهب الحسي واعتماد العلم التجريبي. كذلك تحدّث عن أنّ وجود خالقٍ لهذا الكون البديع جعل كل شيء فيه يسير وفق نظام وقانون لم يسمح للمخلوقات بإباحة كل شيء لنفسها والتعدي على الآخرين.

وعددت المحاضرة أبرز نتائج الإلحاد بعد فقدان المرجعية المعيارية المتمثلة في عنصري الدين والأخلاق، وهي: تحويله إلى أيديولوجيا – انتقاء الأصناف البشرية النافعة بعلم اليوجينيا – تأكيد سيطرة الأرسطقراطيين والبرجوازيين بفكرة الحتمية البيولوجية – العمل على نشره والسيطرة به على العالم – كثرة الجرائم البشرية. وقد شهدت البشرية للإلحاد بجرائم شنيعة خصوصا بعد تشكّله السياسي، ذُكر منها: إعدام ستالين، قائد الاتحاد السوفييتي، 20 مليون فلاح سوفييتي في قضية الإصلاح الزراعي، وقتل 40 مليون صيني في أثناء الثورة الثقافية في الصين في عهد ماو تسي، كذلك قتل مليوني مواطني كمبودي على أيدي الخمير الحمر. كذلك من بين أبرز الويلات التي عانت منها المجتمعات في العالم كثيرا بسبب الإلحاد قضية اغتصاب الأطفال "البيدوفيليا"، وهو ما أدى إلى تفشي المثلية الجنسية الذي أقرّت به عدد من الدول.

 

الجدير بالذكر أن هذه المحاضرة تهدف إلى تفنيد شبه الإلحاد وحججه ودحض معتقداته بطريقـة منهجية وتفسير علمي لآثاره؛ وذلك لتنمية الاعتزاز بحقيقة التوحيد لدى الفرد والمجتمع؛ مستندة على "كتاب مصرع الإلحاد ببراهين الإيمان" لمؤلفه سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي، المفتي العام للسلطنة.