|   29 يوليو 2024م
السابقالتالي


شعره الأريب بين الاتّباع والإبداع ...

جامعة نزوى تحتفل بيوم اللغة العربية العالمي احتفاءً بأديب عماني معاصر

 

دائرة الإعلام والتسويق

 

تزامنا مع احتفال منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) باليوم العالمي للغة العربية، تحت عنوان: "إسهام اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية" في مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس؛ احتفت جامعة نزوى ممثلة في قسم اللغة العربية بكلية العلوم والآداب بهذا الحدث في فعالية عنوانها: "شعر الشيخ هلال بن سالم بن حمود السيابي بين الاتّباع والإبداع".



3


 

انطلقت الفعالية تمام الساعة 10 صباح الأحد الموافق 18 ديسمبر 2022م، في قاعة الشهباء بالحرم الجامعي المبدئي ببركة الموز؛ وذلك تحت رعاية المكرم الشيخ الدكتور عبدالله بن راشد السيابي، عضو مجلس الدولة. وقد تضمّن برنامج الفعالية جلسة افتتاح وجلستين علميتين عرضتا أوراقا بحثية احتفاءً بشعر الشيخ هلال السيابي. فيما دأب قسم اللغة العربية بالجامعة أن يحتفي باللغة العربية في كل عام، مستلهما في ذلك رؤية الجامعة، ومستنيراً بأهدافها الرامية إلى غرس مبادئ اللغة العربية بين أبنائها؛ لتبني جيلاً يعتز بهويته وقوميته.

 

وقد استهل هلال بن عادل الهنائي، طالب في الجامعة، الجلسة الافتتاحية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تبع ذلك كلمة رئيس قسم اللغة العربية الدكتور مسعود بن سعيد الحديدي بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، قال في مطلعها: "اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، هو اليوم الذي اعتمدتْ الجمعيّةُ العامةُ للأممِ المتّحدةِ (اليونسكو) اللغةَ العربيّةَ لغةً رسميّةً عالميّةً في عام 1973م ضمن ست لغات رسمية في العالم، ولقد قررت (الهيئةُ الاستشاريّةُ للخطّةِ الدوليّةِ لتنميةِ الثقافةِ العربيّة) أن يكون محور الاحتفاء بهذه المناسبة في هذا العام 2022م بعنوان: (إسهام اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية)".



ATTENDS


 

وأضاف الحديدي: "إن اللغة كائن حي يتشكل ويتطور، تموت فيها بعض الكلمات، وتولد أخرى، وتتحور أخرى، في حركة دائبة لا تتوقف، نتيجة لاختلاط الناس ببعضهم بعضا، ونتيجة للثورة الصناعية والتقنية والاقتصادية في العالم؛ لذا فقد باتت مسؤولية عظيمة تجاه اللغة العربية في الحفاظ عليها ..." ويكمل: "العمانيون سدنة للغة منذ العصور الأولى، ولا يخلو قرن من القرون إلا وفيهم النحوي النحرير، واللغوي البارع، والخطيب المفوّه، والشاعر المبدع، يقول الجاحظ عن أهل عمان في كتابه (البيان والتبيين): "لربما سمعت من لا علم له يقول: من أين لأهل عمان البيان؟ وهل يعدون لبلدة واحدة من الخطباء البلغاء ما يعدون لأهل عمان"، فتوالت جهودهم عبر الزمان إلى يومنا المعاصر، وإن منهم الشيخ الأديب الأريب الشاعر هلال بن سالم السيابي الشخصية المحتفى بها".



5


 

وأكمل حديثه في السياق ذاته: "ويأتي هذا الاختيار لكون سعادة الشيخ هلال السيابي بصم الشعر العماني، فضلا عن الجانب السياسي والديبلوماسي، ببصمة خاصة قوامها القدرة على الجمع بين استلهام الماضي وفقه الحاضر ونسْج قصائده بسلاسة شعرية تسحر الألباب، بعدما ذلّت له القوافي، وانساب الشعر على لسانه، وتداعت موارد ومواهب الإبداع على مخيّلته، فارتوى منها الشاعر وأروى بها كلَّ ظامئ متعطّش وناقد متذوّق وقارئ للشعر متشوّق"، وقد استمثرت الفعالية حضور شخصية الحدث المحتفى بها، إذ ألقى الشيخ السيابي قصيدة شعرية مما جادت به مائدة قصائده الإبداعية من خزانة أدبه الأريب. قال الشيخ هلال في مطلع قصيدته المكونة من 58 بيتا، بمناسبة تفضل جامعة نزوى بتكريمه في اليوم العالمي للغة العربية، وقد كانت بعنوان (في رحاب جامعة نزوى):

 

هذي المعالم، لا جيد ولا شنب

مهوى الفؤاد، ولا جفن ولا هدب !

أزورها وضحاها مِن هَوىً أنُفٌ

وأنثني ودجاها من هَوىً يجب

 

وانطلق بعد ذلك برنامج الفعالية، إذ أدار أد. عيسى بن محمد السليماني، أستاذ النقد الأدبي الحديث بالجامعة، الجلسة الأولى، التي كان موضوعها: (شهادات في حق سعادة الشيخ هلال بن سالم بن حمود السيابي). وقد قُدمت في هذه الجلسة ثلاث أوراق بحثية، هي: الأولى قدمها الشيخ الدكتور عبدالله بن راشد السيابي، عضو مجلس الدولة راعي الفعالية، بعنوان: "فارس القصيدة العربية"، فيما قدّم الشيخ الأديب أحمد بن عبدالله الفلاحي، والأستاذ سند بن حمد المحرزي، ورقتين تتابعا، عنوانهما: "السفير الشيخ هلال السيابي: شخصيته وثقافته وفكره"، "ومضات من سيرة الشيخ هلال السيابي".



6


 

وكان عنوان الجلسة الثانية: (شعر الشيخ هلال بن سالم بن حمود السيابي بين الاتّباع والإبداع)، أدارها د. محمود بن ناصر الصقري، أستاذ الأدب القديم بالجامعة، وقد قدّم فيها أستاذة قسم اللغة العربية بجامعة نزوى خمس أوراق عمل، هي: ("باريس" بين الإبداع والدين والسياسة في قصيدة "إلى باريس..مدينة النور" للشاعر السفير هلال السيابي)، للأستاذ الدكتور عبدالمجيد بنجلالي. (الدلالة في قصيدة "يا عُرْب" لـهلال بن سالم السيابي "دراسة معجمية")، للدكتور راشد بن حمد الحسيني. "القصيدة في الظل" للدكتور محمود بن يحيى الكندي. "استدعاء الشخصيات في شعر هلال السيابي، وآليات توظيفها"، للدكتور عيسى بن سعيد الحوقاني. (الجرح الفلسطيني في شعر الشيخ هلال السيابي "قصيدة أخي يا ابن الجهاد نموذجا")، للدكتور بدر بن هلال اليحمدي.



PRE


 

وعلى هامش الفعالية، قدّمت جامعة المسرح والموسيقى التابعة لمركز التميز الطلابي بالجامعة، مقطوعة تمثيلية قصيرة شائقة، تمتعت بروح الأصالة والانتماء للغة العربية؛ كونها لغتنا الأم ولغة ديننا الحنيف. وفي الختام كرّم رئيس الجامعة المشايخ الأجلاء الحضرين والأساتذة الذين أثروا الحدث. ويأتي هذا الحدث تعزيزا وانتماء لما قدمته هذه اللغة من بصمة واضحة في حضارات الشعوب، وبما أثرته من إسهامات قيّمة في الثقافة الإنسانية، ولما لها من علاقة بالتواصل الحضاري في أشكاله المتعددة، منها علاقة اللغة العربية باللغات الأخرى في ظاهرة الاقتراض اللغوي، وعلاقتها بحضارات الشعوب غير العربية لا سيما الشعوب المسلمة.