تغطيَة- عبدالله بن محمَّد البهلاني:
تصوير- تركي بن محمَّد اليحمدي:
سعيًا من جامعةِ نزوى إلى تنميةِ مواردِها البشريةِ، وحرصًا منها على أهميَّةِ التَّطويرِ الشَّخصيِّ لكوادرِها العاملينَ فيها، إلى جانبِ إيمانِها الثَّابتِ بأنَّ الإنسانَ هو ثروةُ الوطنِ وأساسُ نمائِه، نظَّم "مركزُ التَّعلُّمُ مدى الحياةِ" بالجامعةِ، بالتَّعاونِ مع مركزِ "إنجَاز" لتَنميةِ المواردِ البَشريَّةِ دورةً تدريبيَّةً بعنوانِ "قيمُ المهنةِ". شاركَ فيها عددٌ من موظَّفي الجامعةِ واستغرقتْ يومينِ من 1/10 إلى 2/10/2009م.
وقد قدَّمَ هذه الدَّورةَ الدُّكتورُ أحمَد بن علي  المعشنِي – محاضر ومدرِّب للتَّنميةِ الذَّاتيَّة-، تطرَّقَ من خلالِها إلى عدَّةِ محاورَ منها: مفهومُ القِيم (Values)، ومداخلُ التَّعاملِ مع القِيم، ومكوِّناتُ القِيم، ومراحلُ تكوُّنِها، وبنيةُ القيمِ في الشَّخصيَّة، والقيمُ المهنيَّةُ ومصادرُها والعواملُ المؤثِّرةُ فيها، وقيمُ المهنةِ وعلاقتُها بالجودةِ الشاملةِ للمؤسَّسة، وتأثيرُها على المؤسَّسةِ.
كما عرَّجَ المعشنيُّ على قيمِ المهنةِ وعلاقَتِها بقوانينِ الذَّكاءِ الرُّوحي، وكيفيَّةِ تفعيلِها في المؤسَّسة، ووسائلِ ذلك. تخلَّلَ الدَّورةَ عدَّةُ تدريباتٍ عمليَّةٍ قامَ بها الموظَّفون عبر مجموعاتٍ متعدِّدة.
وقدِ التقينَا الدُّكتورَ أحمدَ المعشنيِّ – محاضرُ الدَّورةِ- وحدَّثنا عن أهدافِ الدَّورةِ قائلًا: "تهدفُ الدَّورةُ إلى تطويرِ وعيِ المشاركينَ بمفهومِ القيمِ -عمومًا-، وزيادةِ وعيِهم بقيمِ المهنةِ وأهميَّتِها بالنِّسبةِ للموظَّف والمؤسَّسةِ والمجتمع". وأضاف: "كما تهدفُ إلى إكسابِ المشاركينَ تقنياتِ استخلاصِ قيمِ المهنةِ واستراتيجياتِها على ضوءِ رؤيةِ الجامعةِ ورسالتِها وأهدافِها، وصياغتِها في خطَّةٍ قابلةٍ للتَّحقيق، بالإضافةِ إلى إكسابِ الموظَّفِ المشاركِ عددًا من التقنياتِ منها: تقنيةُ تفعيلِ الرَّقابةِ الذَّاتيَّة، والمحاكاة، والإيحاءِ الذَّاتي، والتَّخيُّل". وأكَّد المعشنيُّ في حديثِها على تفاعلِ الموظَّفينَ المشاركينَ وإيجابيَّةِ مشاركتِهم وحرصِهم الكبيرِ على استثمارِ جميعِ محتوى البرنامجِ وتدريباتِه.
وقالَ الدُّكتورُ أحمد المعشني في كلمةٍ وجَّهها إلى جامعةِ نَزوى: "أهنِّئُ جامعةَ نَزوى على هذا المستوى الذي حقَّقتهُ في غضونِ سنواتٍ قلائل، وعلى اكتسابِها ثقةَ مجتمعِها، وأتمنَّى لها المزيدَ من التَّقدُّمِ والإزدهار". الجديرُ بالذَّكرِ أنَّ الدُّكتورَ أحمد المعشنيّ هو مؤسِّسُ مركزِ النَّجاحِ للتَّنميةِ البسريَّةِ، ومساعدُ رئيسِ جامعةِ ظفار لشؤونِ الطَّلبة –سابقًا-، وعملَ سابقًا في وزارةِ التَّربيةِ والتَّعليم، ولهُ عدَّةُ مؤلفاتٍ في مجالِ التَّنميةِ البشريَّة، منها: "أنتَ أعظمُ سر"، و"اجعلِ الظروفَ تعملُ لصالحِك"، "ويوميَّاتُ رجلٍ متفائل" وغيرِها. 
فيما التقينَا بعددٍ من المشاركينَ في الدَّورةِ الذينَ أبدَوْا إعجابَهم بالدَّورةِ وما احتوتهُ من تطبيقاتٍ عمليَّة، يقولُ محسن بن سعيد العبري – موظفٌ بعمادةِ القَبول والتَّسجيل-: "لقد كانتِ الدَّورةُ إضافةً جديدةً إلى رصيدي المعرفيّ، وموجِّهًا قويًّا لإيجادِ قيمٍ مهنيَّةٍ تساعدُ على تكوينِ مناخٍ مؤسَّسيٍّ ومهنيٍّ راقٍ، يسمو بدورِي كموظَّف في النُّهوضِ بجامعةِ نَزوى". وتحدِّثُنا أمل بنت عبدالله الإسماعيليَّة –موظَّفة بكليَّةِ الاقتصاد والإدارةِ ونظمِ المعلومات- عن انطباعِها حولَ الدَّورةِ ومدى استفادتِها منها؛ قائلةً: "كانتِ الدَّورةُ ثمينةً جدًّا ومفيدةً للغاية؛ استفدنَا منها كثيرًا، فقد كانَ أسلوبُ المحاضرِ رائعًا جدًّا، كما أنَّنا حصلنا معلوماتٍ مهمَّةٍ عن قيمِ المهنةِ، وسنسعى جاهدينَ لتطبيقِها في المستقبلِ من أجلِ تطويرِ ذواتِنا، ولا يفوتُنا أن نشكرَ المدرِّبَ على مجهودِه الطيِّبِ، وجامعتَنا الفتيَّةِ على إتاحتِها الفرصةِ لنا للمشاركةِ في مثلِ هذه الدَّوراتِ التَّنمويَّة".
كما شاركنا الموظَّف عبدالله بن راشد الحجري –من دائرةِ المواردِ البشريَّة-، فقال: "إنَّ هذهِ الدَّورةَ جدُّ متميِّزةٍ؛ إذ قدَّمتْ لي ولزملائي عددًا من المهاراتِ المهنيَّةِ كنَّا جاهلينَ بها، وأنارتْ لنا طريقًا جديدًا نحوَ التَّطويرِ والتَّجديدِ وبناءِ شخصيَّتِنا ومؤسَّستِنا، كما أنَّها بيَّنتْ لنا كيفَ نجوِّدُ أعمالَنا عن طريقِ القيمِ المهنيَّةِ ووسائلِها". وأضافَ الحجريُّ : "أشكرُ الدُّكتورَ المعشنيَّ على ما بذلَهُ من جهدٍ في إفادتِنا وتنويرِنا بهذهِ الدَّورةِ، ونشكرُ مركزَ "التَّعلمُ مدى الحياة" على إتاحتِه لنا الفرصةَ في هذه الدورة، والشكرُ موصولٌ إلى جامعتِنا الزَّاهرة ِعلى سعيِها على تطويرِنا وتقديمِ سبُلِ النَّجاحِ لنا".
وفي ختامِ الدَّورةِ تمَّ توزيعُ شهاداتِ المشاركةِ في الدَّورةِ على الموظَّفينَ المشاركين. يذكرُ أنَّ مركزَ "التَّعلمُ مدى الحياَة" هو من أهمِّ المراكزِ التَّعليميَّةِ الَّتي يدورَ حولَها رحى التَّعليمِ  بجامعةِ نَزوى، وهو مركزٌ متخصِّصٌ بتقديمِ الدَّوراتِ التعليميَّةِ والتطويريَّةِ لشتَّى أطيافِ المجتمع - من موظَّفينَ وأكاديمينَ وطلابٍ وكبارِ السِّن وطلابِ مدارس-؛ ليمكِّنَهُم منَ المضيِّ قدُمًا في الحيَاةِ المهنيَّة والتعليميَّةِ، ومن توسيعِ آفاقِ معارفهِم العلميَّةِ والاقتصاديَّةِ والاجتماعيَّة.