|   03 أكتوبر 2024م
السابقالتالي


الجامعةُ ترعى ندوةً أدبيةً عن الشاعر العُماني أبي الأحول الدَّرمكي

نظم المنتدى الأدبي يوم الإثنين (11/5/2009مم) ندوة أدبية عن الشاعر العماني أبى الأحول سالم بن محمد الدرمكي، وذلك بقاعة الشهباء بالجامعة، وتحت رعاية المكرم الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي رئيسِ الجامعة. وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم قدم الدكتور محمد إبراهيم مدني من قسم اللغة العربية بجامعة نزوى تعريفًا بسيطًا عن الندوة، واستعرض جدولها ثم عرّف بالمحاضرين وأوراق العمل، بعد ذلك صدح محاضرو الجلسة في سيرة الشاعر أبي الأحول فبدأهم فضيلة الشيخ الدكتور حسن بن خلف الريامي -قاضي بمحكمة نزوى الابتدائية- حيث قدم الورقة الأولى بعنوان "حياة الشاعر الدرمكي ومكانته العلمية"؛ إذ تحدث الشيخ المحاضر عن ما ورد عن الشاعر في سيرة ابن رزيق عن نسبه، وأنه ينتمي لقبيلة الدرامكة، والتي ينتهي نسبها إلى قبيلةِ الأزد على حسب ما ذكر المؤرخ، وقبيلة الدرامكة حسب ما تذكر المراجِع أن وجودها في إزكي ضارب في القدم. أما نشأته فقد نشأ في بيت علم وأدب ودل ذلك على وجود مجموعة من الأدباء والعلماء والشعراء من أهل بيته والذين عاشوا في القرن الثاني عشر والثالث عشر علاوة على أنه عاش في كنف والده العالم الفقيه محمد بن سالم الدرمكي ، ثم تتطرق المحاضر إلى حياة الشاعر وثقافته ومكانته العلمية، وذكر أن جزءًا من حياته فرط من أيدي المؤرخين، وأن القصائد التي جمعت عنه إنما هي شيء بسيط، كما إنه بدأ تلقي بدايته الدراسية في قرية اليمن بولاية إزكي، وعند تتبعنا لديوانه الشعري نجد أنه امتاز بدرجة عالية من وفرة الزاد المعرفي فوضحت قوة مداركه وسعة معرفته وحفظه، كما دلت بعض الإشارات في ديوانه على أنه كان فقيها متمكنًا؛ فكان يتبارى مع رفاقه في الإنشاد، كما دل على اطلاعه على الموروث الشعري العربي، وذكر المحاضر موضوع اتصاله بالإمام أحمد بن سعيد وأولاده والتي تميز اتصاله بالسيد حمد بن سعيد، والذي خلد ذلك الاتصال قصيدة هي من أروع ما قيل ألا وهي القصيدة النونية، ثم استعرض المحاضر قصائد المدح من القصيدة النونية والقصيدة اللامية، والتي اقتبس الشاعر بعض من معانيها من سورة المزمل . أما وفاة الشاعر فتذكر المصادر أنه توفي ببلدة سداب، وذلك سنة 1224هـ الموافق 1809م ، بعد ذلك عرج الشيخ المحاضر إلى صفات الشاعر وأخلاقه فذكر أنه من خلال شعره استشفينا صفاته، والتي صورت بأنه نحيل البنية وكان - رحمه الله- يحب مجالسة الصالحين وأهل التقوى فحاز على مكانة عالية بين الشعراء والأدباء . وفي الورقة الثانية استعرض الدكتور محمود بن مبارك السليمي مدير عام البعثات بوزارة التعليم العالي ورقته، والتي كانت بعنوان قراءات في ديوان الشاعر أبي الأحول الدرمكي، والتي تمحورت في النقد لصورة الشعر في شعر ديوان الدرمكي، فبدأ السليمي ورقته بمدخل حيث أعطى مقدمة عن النقد والتباين فيه، وأشار إلى مفهوم الشعر ومفهوم الشعر الذي يكتبه الدرمكي ذاته كشاعر، وما هو مفهوم القصيدة في مديحها غالبا أو هجائها أحيانا، وما هو مفهومه للشاعر وكيف ينسج الشاعر قصيدته ولماذا، ولعل القراءة تقترب من الصدق النقدي إزاء شاعر يدرك معنى الفن والفكر ومعنى البيت الشعري وكيف يصاغ من قبل صاحبه، ثم قدم المحاضر قراءة تحليلية في نقد قصائد المدح لأبي الأحول ومثالها قصيدة النونية، والتي تعتبر درة قصائد شعره، واستعرض المحاضر البناء الفني والجمالي اللذين دائما كانا الشغل الشاغل للشاعر في تقديم الفائدة، وأنه يستعين بالشعر في عالم الحياة ويمزج من الطرافة بين الحياة والشعر؛ فدائما ما يبحث عن مفهوم الشعر في مفهوم الحياة، كما أن للشاعر وعيًا كبيرًا بروابط التراث الفني؛ لأن الرموز التراثية كانت حاضره بقوة في شعره وهي موضوعة وموظفة توظيفًا جيدًا، كما بين السليمي الجوانب الجمالية في الشعر واستغلال الشاعر للمعاني وطبيعة الشعر وشكله وجوهره وروحه، ثم اختتم ورقته بقراءة في تحليل نص من نصوص الشاعر الشعرية، وذكر التقابلية والملاحظات والأسلوب، والتي أضفت بعدًا جماليًّا أوجد حسا للقارئ وجرسا موسيقيًّا فريدًا. وفي الورقة الثالثة التي قدمها الدكتور محمد بن ناصر المحروقي بعنوان "قراءة تحليلية في نونية الشاعر أبي الأحول الدرمكي والقصائد التي عارضتها"، حيث بدأها بالتعريف بالقصيدة الشهيرة، وبين الانسجام الفني فقرأ مقدمة لأبيات القصيدة، وذكر علاقة مدينة إزكي والقصيدة، وأنَّ الشاعر وظف المكان وذكرياته؛ فبدأ القصيدة بالمكان الذي كان يعيش فيه حيث قال: ما بين بابيَ عين سعنة واليمن سوق به تباع القلوب بلا ثمن كما أن الشعر أوضح في قصيدته ما كان يعانيه من الفقر وضيق المعيشة وندرة المادة، كما أنه تحدث عن صدق العاطفة؛ فهو مقتنع بالشخصية التي مدحها ثم تعرض المحاضر إلى مناسبة القصيدة، وهي تدل على طابع إنسانية السيد حمد بن سعيد بن الأمام أحمد؛ فتوافرت في القصيدة صدق العاطفة؛ وذلك نتيجة لاعتراف الشاعر بالجميل الذي قدمه له السيد حمد بعد أن أكرمه وأمر له ببناءِ بيت يجهز بمؤنه وأن يحضر جميع أفراد أسرته ليجدهم الشاعر في البيت، ومن ناحية الأسلوب فنجده أسلوبًا منتظمًا مترابط المعاني، والذي بدأ بالغزل ثم انتقل الى المدح، والمميز في الصورة الشعرية هذان الجانبان، ففي جانب الغزل تبرز حاسية الطابع؛ فتحدث عن المسك والزعفران وماء الورد، وفي جانب المدح غلب عليها علاقات التقابل والكنايات . ثم وصف الدكتور في محاضرته قصيدة الدرمكي بالنص الجميل الجريء ففي وصف الأول بين صدق العاطفة وبعده عن التكلف والبهاريج اللفظية والمعنوية، كما أنها تمتاز بإحكام نظمها وتتابع معانيها واستيفائها كما وضحت جمال صوره وموسيقاه ، أما وصفه الثاني ينحاز الشاعر في هذه القصيدة إلى التحليل الشعري . بعد ذلك ذكر المحروقي الشعراء الذين عارضوا قصيدة أبي الأحول كابن رزيق وناصر بن سليمان الخروصي على الرغم من تأثرهم بالشاعر، وختم المحاضر ورقته ببيان البناء الدائري المحكم في قصيدة أبي الأحول وأنه ختمها بمثل ما بدأها : ما بين بابيَ عين سعنة واليمن سوق به تباع القلوب بلا ثمن بعد ذلك فتحت الجلسة باب النقاش والمداخلات التي دارت في محاور أوراق العمل التي قدمها المحاضرون ثم قام المكرم الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي رئيس الجامعة راعي الندوة بتكريم محاضري الندوة والقائمين على تنظيمها .

الجامعةُ ترعى ندوةً أدبيةً عن الشاعر العُماني أبي الأحول الدَّرمكي