|   02 أكتوبر 2024م
السابقالتالي


المفتي العام للسلطنةِ يلقي محاضرةً بعنوان \"الإسلامُ والتَّحدياتُ المعاصرة\" بالشهباء

كتب- عبدالله بن محمد البهلاني: استضافتْ جامعةُ نزوى اليومَ السبت (18/4/2009م) سماحةََ الشيخ أحمدَ بن حمد الخليلي – المفتي العام للسلطنة-، ليلقيَ محاضرةً بعنوانِ "الإسلامُ والتَّحدِّياتُ المعاصرة"، وتأتي هذه المحاضرةُ ضمن فعالياتِ الموسمِ الثقافي الخامس. بدأ اللقاءُ بتقديمٍ للمكرمِ الأستاذِ الدُّكتور أحمدَ بن خلفان الرَّواحي – رئيسُ الجامعة-، معرِّفًَا بسماحةِ الشيخِ الخليلي، وأشارَ إلى أنَّ سماحتَه واحدٌ من مؤسِّسي الجامعةِ، وعضوٌ من أعضاءِ مجلسِ أمنائها، ثمَّ دعا سماحةَ الشيخَ للتفضلِ بإلقاءِ المحاضرة. وقد تحدَّث سماحتُه في بدايةِ المحاضرةِ عن الإسلامِ وشموليتِه لنواحي الحياةِ كافَّة، وقال: "إنَّ الإسلامَ يجمعُ بينَ جنباتِه كلَّ ما تحتاجُه هذه الإنسانيَّة، وقد جمعَ اللهُ للإنسانِ في هذا الإسلامِ كلَّ ما يصبُوا إليه حتى يصلَ إلى سلامةِ الدُّنيا وسعادةِ العقبى"، وأوضحَ سماحتُه أنَّ حلَّ كلِّ الأزماتِ والمشكلاتِ في هذه الحياةِ كامنٌ في الإسلامِ؛ وذلك بالاستبصارِ بنورِ القرآنِ فاللهُ تعالى جعلَهُ هدايةً للعالمين، قال تعالى: "(إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)، واستدلَّ بأحاديثَ نبويَّةً تدلُّ على أنَّ القرآن فيهِ الهدايةَ والرَّشاد لخيري الدنيا والآخرة. ثمَّ تحدَّثَ سماحته عن استقلاليَّةِ الإسلامِ، وأنَّ المسلمَ لا بدَّ أن يكونَ مستقلًا عن غيره من النَّاس، ولا يكونَ تابعًا منقادًا لغيرِه، فهو لم يخلقْ ليسايرَ الركبَ البشري حيثُ اتجهَ وسار، بل خلقَ ليقودَ ويوجِّه الأمةَ على نورٍ من الله تعالى، وكانَ لزامًا عليهِ أن يجرَّ النَّاسَ إلى طريقِ الخير. وقد تطرَّقَ سماحةُ الشيخِ الخليلي في محاضرتِه إلى تطوُّرِ العلومِ وتشعُّبِها، وأنَّ ما تحصَّل عليهِ العلماءُ من علومٍ ما هو إلا قشور، مستشهدًا سماحتُه لذلك بعددٍ من الحقائقِ العلميةِ كالخلايا البشريةِ وعددِها في جسمِ الإنسان وشكلِها، وأوضحَ أنَّها تعدُّ مملكةً بما فيها من أمورٍ يعجزُ العقلُ عن تفسيرها، وأشارَ إلى أنَّ الاكتشافاتِ تقولُ إنَّ الإنسانَ يستهلكُ (700 مليونَ) خليَّةً بشريَّةً في الدقيقةِ الواحدة. ومما قالَه سماحتَه في هذا الجانب أنَّه تبيَّن "أنَّ شريطَ الوراثةِ ينسِفُ الفلسفةَ الماديَّةِ نسفًا"، كما تعرَّضَ إلى عظمةِ جسمِ الإنسانِ ما يحتويه، وأكد أنَّ عجزَ الإنسانِ عن الإلمامِ بحقائقِ نفسِه وما يحتويه من عجائب لهو شاهدٌ على عظمةِ الله تعالى (ومَا أُوتِيتُم مِن العلمِ إلاَّ قليلًا). ثمَّ عرَّج سماحتُه إلى الحديثِ عن عجائبِ الله في الكونِ من حيثُ نظامُ الكواكب والمجرات في الفضاء وسيرِها بنظامٍ دونَ أن تصدم، وأوضحَ أنَّ ما يعلمُه الإنسانُ عن ذلك ما هو إلا النزر اليسيرُ، وما هو إلا ظاهرٌ من الحياةِ الدنيا. بعدَها انتقلَ سماحتُه إلى الحديثِ عن الإسلامِ وحلِّه لكلِّ مشكلاتِ الحياةِ الإنسانية، وبيَّن أنَّ النظامَ البشريَّ الوضعيَّ مصيرُه الزوال مثلمَا زالَ النظامُ الشيوعي والآنَ النظامُ الرأسمالي في طريقِه إلى الزَّوال، وقال: إنَّ تجاربَ البشرِ أعطيتْ عقولًا بشرية، والعقولُ البشريةُ محدوةٌ وقاصرة، فلا بد من الرجوعِ إلى الإسلامِ والاستبصارِ بنورِ كتابِ الله. كما تحدَّث سماحتُه عن الأزمةَ الماليةَ المعاصرة، ونبَّه بأنَّ الحلَّ هو في الإسلامِ، والإسلامُ لا يمكنُ أن يكونَ قطعَ غيارٍ لحلِّ المشكلاتِ التي يعاني منها العالم، فالإسلامُ لا يقبلُ التجزئة فهو حلٌّ لجميعِ المشكلاتِ الإنسانية. وفي ختامِ المحاضرةِ أتيحَ المجالُ لأسئلةِ الحضور، وقد حضرَ المحاضرةَ عددٌ من أعضاءِ الهيئةِ التدريسيةِ والإدارية بالجامعة، وجمعٌ كبيرٌ من الطلبةِ والطالباتِ الذين امتلأت قاعةُ الشهباء بهم. وعلى هامشِ المحاضرةِ تفضَّلَ المكرمُ رئيسُ الجامعةِ بتسليمِ سماحةِ الشيخِ الخليلي هديَّةً تذكاريةً من الجامعة.

المفتي العام للسلطنةِ يلقي محاضرةً بعنوان \"الإسلامُ والتَّحدياتُ المعاصرة\" بالشهباء