|   02 أكتوبر 2024م
السابقالتالي


\"ندوةُ مفاهيمِ العلاقاتِ الطلابيَّة\" باستضافةِ الرِّيامي والعدوي

كتب- عبدالله بن محمَّد البهلاني في إطار فعالياتِ الموسم الثقافي الخامسِ بجامعةِ نزوى نظَّم مركزُ الإرشادِ الطلابي بالجامعة مساءَ الثلاثاء (14/4/2009م) ندوةً دارتْ حولَ مفاهيمِ العلاقاتِ الطلابية، واسْتُضيفَ فيها الشيخُ محمَّد بن ناصر الرِّيامي – عضوُ مجلسِ أمناء جامعة نزوى- والأستاذُ محمَّد بن عبدالله العدوي – مساعدُ الرَّئيسِ لشؤونِ الطلاب-. وقد بدأتِ النَّدوةُ بفقرةٍ تعريفيَّةٍ بمركزِ الإرشادِ الطلابي والجماعةِ التابعةِ له وأهدافِهما، إضافةً إلى عرضِ أهمِّ أعمالِهما. تبعَ ذلك جلسةٌ أبويَّةٌ نقاشيةٍ دارتْ محاورُها حولَ العلاقاتِ العاطفيةِ الطلابية استضيفَ فيها كلٌّ من الشيخِ الرِّيامي والأستاذِ العدوي. وقد تحدَّث الشيخُ محمّد الريامي في البدايةِ عن الاختلاطِ بينِ الجنسينِ ومضارِه وآثارِه، مؤكِّدًا أنَّ المجتمعاتِ الإسلاميةِ اغترتْ بقشورِ الحضارةِ الغربيةِ، وانخدعتْ أيَّما انخداع بظاهرةِ الاختلاط. وحذر الشيخُ الريامي من الاختلاطِ باعتبارِها سببًا رئيسًا في حدوث العلاقاتِ العاطفية غير الأخلاقية، مستشهدًا على ذلك بكتابِ الله وسنةِ رسولِه – صلى الله عليهِ وسلم-؛ إذ قال رسولُ الله: "لعنَ اللهُ المتشبِّهينَ من الرِّجالِ بالنِّساء، والمتشبِّهاتِ من النساء بالرِّجال". كما استدلَّ الشيخُ الريامي على خطورةِ الاختلاطِ بشهادةِ الكاتبةِ الأمريكيةِ الشهيرةِ هيلين التي تحدَّثت عن العواقبِ الوخيمةِ التي خلَّفها الاختلاط على المجتمعِ الأمريكي كمثلِ الزنا والاغتصاب وغيرها من الفواحش. ثمَّ انتقلَ الحوارُ إلى الأستاذِ محمَّد العدوي؛ إذ دعا الطلابَ إلى حضورِ مثلِ هذه النَّدواتِ والمحاضرتِ لأهميَّتِها، ودعا إلى الاستفادةِ منها والأخذِ بإيجابيَّاتها. كما نصحَ العدوي الطلابَ بالاتعاظِ من كلامِ الشيخِ الرِّيامي. وأوضحَ الأستاذُ العدوي أنَّ بيئةَ الجامعةِ هي جزءٌ لا يتجزأ من بيئةِ الأسرة، فما لا يُسمحُ بهِ في بيئةِ الأسرةِ لا يُسمحُ بهِ – كذلك- في بيئةِ الجامعةِ، مشيرًا بذلك إلى العلاقاتِ العاطفيةِ بين الطلاب. ودعَا العدوي الطلابَ إلى التَّسلُّح بالمعرفةِ والمهارةِ والفضيلةِ؛ مؤكدًا أنَّ هذه الأمورَ هي من أولوياتِ الجامعةِ وأهدافِها. كما أوضحَ أنَّ النَّجاحَ والسَّعادةِ ينطلقانِ من البيتِ والأسرةِ، وأضاف إنه لا يوجدُ هناك ما يُسمى فارسُ الأحلامِ ولا فارسةُ الأحلامِ؛ إنَّما الرَّجلُ هو الذي يصنعُ فارسةَ أحلامِه بنفسِه، وكذلك المرأةُ هي التي تصنعُ فارسَ أحلامِها بنفسِها. وقال: "إنَّ أفضلَ عشقٍ وأفضلَ غرامٍ هو ما أتى في إطارِ الفضيلةِ والدِّين"، مستشهدًا على ذلك بقَصصٍ من الواقعِ الذي عايشَه. وقد تخلَّل النَّدوةَ لقاءاتٌ متلفزةٌ مع طلابِ الجامعةِ عن هذه الظاهرة، ودارتْ محاورُ اللقاءاتِ حول الدوافعِ التي تؤدي إلى العلاقاتِ العاطفيةِ، ومَن المسؤولُ المباشرُ عنها؟، والعواقبِ التي تؤولُ إليها. وقد أجمعَ الطلابُ من خلالِ حديثِهم على أنَّ الدَّوافعَ المسببةَ لهذه العلاقاتِ هي الفراغُ والنقصُ العاطفي، والمشكلاتُ النفسيةُ والاجتماعيةُ والأكاديميةُ التي يواجهُها الطالبُ، بالإضافةِ إلى الصحبةِ السَّيِّئة. أمَّا عن المسؤولِ المباشرِ عن مثلِ هذه العلاقاتِ غير المرغوبِ فيها، فقد رأى معظمُ الطلابَ أنَّ المسؤولَ هو الأسرةُ والمجتمع، بالإضافةِ إلى مسؤوليَّةِ المؤسساتِ التي تحتويهم. وأجمعَ الطلابُ على أنَّ مصيرَ هذه العلاقاتِ العاطفيَّةِ غيرِ المرغوبِ فيها هو الفشل. وبعد اللقاءاتِ المتلفزةِ مع الطلاب وجّه سؤالٌ إلى الشيخِ محمَّد الريامي عن الوسيلةِ إلى إقناعِ الطلابِ بمضارِّ العلاقاتِ العاطفية وعواقبِها، فتحدَّث الشيخ الريامي مستدلًا بسنَّةِ رسولِ الله صلى الله عليهِ وسلم وسيرتِه الطاهرةِ، ومستشهدًا بسيرةِ الصحابةِ – رضوانُ الله عليهم-، داعيًّا إلى العلمِ والقراءةِ والتزامِ الأخلاقِ والفضائلِ التي حثَّ عليها ديننا الحنيف. وشاركهُ الأستاذُ محمَّد العدوي بدعوتِه الطلابَ وكلَّ من يقدمُ على مثلِ هذه العلاقاتِ إلى تحكيمِ العقلِ والدِّين، وحثِّهم على شغلِ الفراغِ بالقراءةِ والجدِّ والاجتهاد، مقتبسًا لذلك قبساتٍ من نورِ النبوةِ المحمَّدية وسيرةِ صحبِه، وقَصصًا من الواقعِ المعاش. وقد نصحَ العدوي الحضور بملازمةِ الآباءِ والأمهاتِ ومصادقتِهم والإحسانِ إليهم، واستشارتِهم في مثلِ هذه الأمور، ودعاهم إلى اتباعِ الفضيلةِ، والتخطيطِ وتنظيمِ الوقت وشغلِ الفراغ، بالإضافةِ إلى استشارةِ أهلِ الثقة والمؤتمنين. بعدَ ذلك تمَّ عرضُ لقاءاتٍ متلفزةٍ من الشارعِ العُماني لعددٍ من أولياءِ الأمور والمقبلينَ على الزَّواجِ ممن أنهَوا حياتَهم الجامعية، وقد شاركَ في عقدِ هذه اللقاءاتِ الأستاذُ خالد الزدجالي – مذيعٌ بتلفزيون سلطنة عُمان-، وقد هدفت اللقاءاتُ إلى معرفةِ آرائهم وانطباعاتهم حول ظاهرةِ العلاقاتِ الطلابية العاطفية، وأسبابها وعواقبِها التي تؤولُ إليها. تبعَ ذلك تعليقاتٌ من ضيفي النَّدوةِ على بعضِ اللقاءاتِ المعروضة، وفي الأخيرِ تمَّ عرضُ مسرحيةٍ هادفةٍ من إعدادِ جماعةِ الإرشاد الطُّلابي، هدفت إلى توعيةِ الطلابِ بمفهومِ العلاقات العاطفية الطلابية وحدودها، بالإضافةِ إلى التوعيةِ بعواقِبها ومضارِها على الفرد والأسرةِ والمجتمع بشكلٍ عام. حضر النَّدوةَ المكرمُ الأستاذُ الدُّكتورُ أحمد الرواحي - رئيسِ الجامعة- وعددٌ من عمداء الكلياتِ وأعضاءِ الهيئةِ التدريسيةِ والإداريةِ بالجامعة، وجمعٌ غفيرٌ من الطلاب والطالباتِ امتلأ بهم ميدانُ مكتبةِ الجامعةِ المفتوح.

\"ندوةُ مفاهيمِ العلاقاتِ الطلابيَّة\" باستضافةِ الرِّيامي والعدوي