|   27 نوفمبر 2024م
السابقالتالي


شارك الدكتور عبدالله بن سيف الغافري، مدير وحدة بحوث الأفلاج بجامعة نزوى، عضواً ضمن اللجنة العلمية لـ(موسوعة جبال عُمان)، التي حازت بداياتها على ثقة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد الذي بأوامره السامية لإصدار موسوعة خاصة عن الجبال العمانية، فقد أُطلقت في أواخر شهر ديسمبر من العام ٢٠٢٠م برعاية صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع؛ إذ تقع هذه الموسوعة في ٣ مجلدات بين دفوفها ١٧٠٠ صفحة.


غلاف


ماذا يتوقع القارئ من موسوعة جبال عمان؟

يقول الدكتور عبدالله الغافري: "الموسوعة اسمها جبال عُمان، الجبال كائن حيٌّ، وليست مجرد صخور صمّاء ومعادن فقط، بل كنز ضخم يحفظ تفاعل الإنسان وآثار الحضارات التي تعاقب على عُمان منذ أمدٍ سحيق إلى الآن، فالموسوعة رصدت ما تزخر به سلطنة عُمان من تراث طبيعي وإنساني على مرّ التاريخ".

إنّ ارتباط الإنسان العماني وعلاقته القوية بجبال وطنه، دفع الموسوعة إلى رصد علاقات المجتمع والحضارة بالجبال في مجالات عديدة، أهمها: التأريخ والتراث والزراعة والاقتصاد والتجمعات العمرانية والأفلاج والعيون؛ ليدلل ذلك -كما أشار الدكتور الغافري- على ارتباط كافة المجالات ببعضها بعضاً، فالموسوعة لم تكتفِ برصد الجانبين العلمي والفني لهذه الجبال؛ بل وثّقت علاقات المجتمع بها في عصور متباينة.


عملٌ موسوعيٌ

ويشير الدكتور الغافري إلى أن العمل على موسوعة جبال عُمان استغرق ٨ سنوات؛ فقد كان عملا كبيراً لم يخلُ من مشقة وصعوبات؛ لعدم توفر مصادر في مواضيع جديدة رصدتها الموسوعة لم يُتطرق لها مسبقاً. في سياق ذلك يقول: "تعاقدت هيئة تحرير الموسوعة مع كُتَّاب وباحثين متخصصين، ما يزيد على ١٠٠ باحث؛ للمشاركة في تحريرها، فموسوعة جبال عُمان تحتوي على نصوص عن البيئات الطبيعية والجغرافية للجبال، وتكوينها الجيولوجي، والمشهد البيئي والغطاء النباتي، وبيئات الطيور والحشرات والزواحف، والمناخ وتغيّراته، والمصادر المائية، والمجتمع وثقافته، والاقتصاد والزراعة والآثار وغيره بالنص والصورة".


g9


توثيق للتأريخ

ويأكد الدكتور الغافري على أن الإنجاز به جهد موسوعي، إذ يقول: "شملت الموسوعة جميع السلاسل الجبلية العمانية من مسندم شمالاً إلى ظفار جنوباً، لتوثّق أكثر من ٤٠٠ سلسلة جبلية، هذا التوثيق الذي صاحبته ١٣٧٧ صورة غطّت السلاسل الجبلية باستعمال أحدث تقنيات التصوير بدقة وجودة عاليتين، وقد يتحوّل هذا العمل إلى متحفٍ طبيعي مستقبلاً؛ ليعكس ما تزخر به طبيعة عُمان الجبلية وتفاعل الإنسان فيها على مرّ العصور. كما سيعين هذا التوثيق الفني الجهات المعنية بصون البيئة لحفظها وحمايتها واستغلال مواردها، وسيظل تراثاً للأجيال القادمة؛ خاصة إذا ما علمنا أن الموسوعة تحوي ٨٣٢ خارطة موثقة من الهيئة العامة للمساحة؛ صٌممت خصيصا لموسوعة جبال عُمان".


قدرة الوصول

وكان صاحب السمو السيد شهاب بن طارق قد ذكر في أثناء الافتتاح أن (موسوعة جبال عُمان) تعد مشروعًا ضخمًا وقيمًا وله فوائد علمية كثيرة، أعطت عُمان حقها -لما تزخر به- من الدراسة والبحث؛ خاصة فيما يتعلق بالجبال والكهوف والحيوانات والطبيعة والحياة الفطرية؛ لتكون مرجعًا للباحثين على المستويين المحلي والعالمي. وفي سياق ذلك، قال الدكتور عبدالله: "الموسوعة ستكون متاحةً للمتلقي في شهر مارس من العام المقبل ٢٠٢١م، ويميزها مقدرتها على مخاطبة المتخصص والعامة؛ بمعنى أن بها معلومات ومعطيات دقيقة مفصلة لمتخصص، ومعلومات أخرى وصور غنية لغير المتخصص. كما أنها بوابة لعُمان؛ توثّق طبيعتها وتراثها وإنسانها، وهي مكسب للترويج والتسويق السياحي للسلطنة".


3 مجلدات


الجدير بالذكر أن مشروع (موسوعة جبال عُمان) كان تحت إشراف مباشر من معالي محمد الزبير، مستشار صاحب الجلالة لشؤون التخطيط الاقتصادي، وترأس تحريره معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري، وزير الاقتصاد، إلى جانب جهد جمعيٍّ واسعٍ لباحثين ومختصين عمانيين وأجانب من مختلف الجامعات والمراكز والجهات ذات العلاقة بهذا العمل الضخم؛ ليكون مرجعاً لصون البيئة الجبلية وثرائها  البيولوجي الفريد.