► السابق | التالي ◄ |
دائرة الإعلام والتسويق: احتفلت جامعة نزوى أمس الأربعاء بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية؛ وذلك في فعالية نظّمها قسم اللغة العربية بكلية العلوم والآداب ومركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية – تحت رعاية الشيخ المكرم محمد بن عبدالله الخليلي. وألقى الدكتور خميس بن ماجد الصباري، رئيس قسم اللغة العربية، كلمة ترحيبية قال في مطلعها: "إنّ الاحتفاء باللغة العربية في اعتقادنا لا يتحدد بيوم واحد فقط هو الثامن عشر من ديسمبر من كل عام؛ بل هو احتفاء واعتزاز بها في كل يوم؛ لأن الحاجة إليها كحاجة الإنسان إلى أنفاسه وناسه؛ فبها نقرأ القرآن، ونؤدي العبادات، ونتعرف على الفكر، وندرس العلم، وبها يُعبر القلب عن مكنونه من العواطف والمشاعر والأحاسيس". وأضاف الدكتور الصباري: "ولو أمكنت الظروف لصحّ الاحتفاء بها مرارا وتكرارا عند كل مسجد وجامعة ومعهد ومدرسة ونادٍ ومنتدى". ثم قدّم الأمين المساعد لقطاعي الثقافة والاتصال باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم الأستاذ محمود بن عبدالله العبري، كلمة التعريف بتسجيل الشخصيات المؤثرة في منظمة (اليونسكو). ومما قال فيها: "ويأتي هذا الاختيار بيانا لفضلها وتأثيرها بشكل مباشر وغير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم، فهناك من اللغات ما يكتب بحروف عربية كالأوردية والفارسية والتركية والسواحيلية (قبل أن تتحوّل حروفها إلى اللاتينية)، بل إن أصل بعض الكلمات الإنجليزية يعود إلى اللغة العربية". وقد سبق كلمة الافتتاح تدشين معرض الكتاب ومعرض الخط العربي المصاحب، هذا المعرض ضمّ ركنين أساسين: ركن لإصدارات مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي ومؤلفات الباحثين المتعاونين معه، وركن آخر عُرض فيه إنتاج ورشة الخط العربي بالجامعة. توثيق لإسهامات الشيخ أبي مسلم وصاحب الفعالية ثلاث جلسات حوارية: الجلسة الأولى بعنوان: "شخصية أبي مسلم البهلاني الرواحي؛ شخصية عمانية عالمية"، استهلها الشيخ المكرم محمد بن عبدالله الخليلي للحديث عن أبرز إسهامات الشيخ أبي مسلم في مجتمعه، ودوره الأدبي والثقافي في صون اللغة العربية وإحياء معالمها. ونوّه الشيخ الخليلي لأهمية الدور الذي يجب أن توليه المؤسسات الرسمية للعناية بإرثه الخالد. فيما أبان الدكتور هلال بن سعيد الحجري عن المكانة الشعرية التي تتربّع عليها قصائد الشيخ أبي مسلم، ودور الباحثين وأهل الاختصاص في دراستها وتحقيقها؛ ولجامعة نزوى الأحقية كونها تمثّل البقعة الجغرافية التي نشأ فيها الشيخ. بينما دعا الدكتور حميد بن سيف النوفلي، من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، لأهمية توحيد الجهود الأهلية والمؤسساتية، وإشراك جميع اللجان الوطنية في توثيق العقول العمانية. وقد خلصت هذه الجلسة لتوجيهات مهمة، أبرزها: 1- التوثيق المكاني لتنقلات الشيخ أبي مسلم البهلاني وطاقاته وعقله وبعده الاستراتيجي. 2- ترميم بيت الشيخ أبي مسلم؛ ليكون متحفا تعريفيا به. 3- إنشاء مركز علمي وثقافي باسم الشيخ أبي مسلم؛ يقوم عليه باحثون وطلبة العلم. 4- إعادة إحياء أماكن جميع الشخصيات العمانية التي تم إدراجها في منظمة اليونسكو. 5- توثيق العقول العمانية المهاجرة.
الشعر البهلاني وتخلل الجلستين الأولى والثانية قصيدة ألقاها الأستاذ الدكتور سعيد جاسم الزبيدي، قال في مطلعها: تألقْ أيها الحرف الجميلُ فكم أغنى معانيكَ الخليلُ وكم أولتكَ بصرتُنا اهتماماً وكوفتنا وذا نزرٌ قليلُ ثم انطلقت الجلسة الثانية وعنوانها: "دراسة نقدية في شعر أبي مسلم البهلاني الرواحي"، إذ قُدّمت فيها ثلاث أوراق عمل، الورقة الأولى بعنوان: "من مظاهر الزهد في شعر أبي مسلم الرواحي"، عرض فيها الأستاذ الدكتور عبدالمجيد بنجلالي أبرز مظاهر الزهد التي تجلّت في شعر الشيخ، متخذا محطات ومراحل مختلفة، أهمها مما ذكر: عدم الركون إلى الدنيا – التعلّق بالشعر الإلهي – ذكر الموت والغابرين من الملوك والجيران والأقارب – ذكر الذين يلهثون وراء القصور والأموال – الحب النبوي – أسماء الله الحسنى. أما الأستاذ الدكتور أحمد حالو فكانت ورقته بعنوان: "قصيدة المديح النبوي في شعر أبي مسلم البهلاني (الشكل والمضمون)"، أكد فيها أن الشيخ عايش من طريق شعره ميادين شتى في مجالات الأدب وفنونه، فترك الشاعر قرّاءه على أبواب السلوك والتذلل إلى الله عزّ وجل؛ كما شكّلت قصيدته هذه محِل الدراسة ملحمة شعريّة خالدة في الوصل بالرسول الأعظم، التي مُلئت بالتّناص القرآني والاقتباس النبوي. وقد أشار الدكتور حالو أنه درّس طلبته لأكثر من عقدين من الزمن المديح النبوي في شعر أبي مسلم البهلاني. وقد اختتمت الجلسة الثانية بورقة عنوانها: "دراسة نقدية في شعر أبي مسلم البهلاني الرواحي"، قدّمها الدكتور راشد بن ماجد الحسيني. إذ عرّق فيها بالحقل الدلالي معجمياً ونظرية الحقل الدلالي. فكان مما استعمله الشيخ أبي مسلم في شعره، مفردات معجمية من الألفاظ التي لها طابع سلوكي في الذكر والتوحيد والمديح والثناء. ومن دلالات الألفاظ التي تطرق إليها الدكتور راشد: ألفاظ العبادات وما يدلّ عليها، ألفاظ خاصة بالحيوانات والطيور، ألفاظ خاصة بالنباتات، ألفاظ خاصة بالسلاح والحرب .. وغير ذلك. تدشين (ض) واختتمت الفعالية بتدشين مجلة (ض)؛ مجلة تُعنى باللغة العربية يصدرها مركز الفراهيدي. وقد أقيمت جلسة حوارية لتقويم العدد الأول من المجلة، شارك فيها من قسم اللغة العربية في إدارة الحوار الدكتور محمود بن ناصر الصقري، والنقد الأستاذ يعقوب بن سالم آل ثاني، والأستاذ طالب بن هلال المعمري، مدير تحرير مجلة نزوى. وقد خلص الباحثون في جلستهم لأهمية وجود أكثر من مجلة في دور العلم؛ وهذه الدوريات بحاجة مستمرة لتصحيح المسار بما يمسّ الهوية والذات والعمل الإبداعي؛ فاستمرارية وجودها يتأتّى من معاصرة محتواها للتقدم الحاصل في العالم. ونوّهت الجلسة لضرورة اشتغال المجلة بإرث اللغة ومعارفها وفكرها الراهن؛ لتأخذ طابعها وهويتها الرصينة. ومن المحاور التي ناقشتها الجلسة، أهمية وجود غرض أسمى تحققه المجلة؛ لتُغري كبار الكتاب والباحثين المتخصصين. إضافة لذلك أهمية انسجام المحتوى والموضوعات والشكل الفني. في حين، طُرحت مبررات لإصدار المجلة علمية غير محكّمة؛ حتى لا تضع نفسها أمام معوقات التحكيم المقيِّدة للنشر؛ كي لا تحجر فرص النشر أمام الباحثين المتمكنة أقلامهم. وأوصت المجلة بطرح موضوعات جديدة تشترك والعلوم الأخرى، ومتابعة الجديد في علم اللغة العربية؛ علما أن الحوار انتهى عند نقطة أن العدد الأول نموذج مهم ولو بشكله البسيط، بيد أنه قابل للإحياء والتطوير.
|