► السابق | التالي ◄ |
في الوقت الذي يشهد فيه العالم نمواً متسارعا في الاقتصاد المبني على المعرفة والنواتج المبنية على البحث العلمي، وكذلك ظهور التكتلات الاقتصادية والتي صاحبتها تكتلات علمية؛ أصبح من الضرورة بمكان وجود تكامل داخلي في السلطنة بين مختلف القطاعات التي تختص بالبحث العلمي وإشراك القطاع الخاص بينهم في دعم وتمويل البحوث، ونحن اليوم نشهد أحد هذه التكاملات ممثلا بمركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بجامعة نزوى ومركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية بمجلس البحث العلمي في إنشاء بنك للجينات، وشركة تنمية نفط عمان كشريك في تمويل جهاز التسلسل الجيني (NGS)، حيث تم يوم أمس الأربعاء الموافق (18/4/2018م) تدشين هذا الجهاز والذي يعد من أحدث وأكثر الأجهزة تطوراً في إكمال وتحليل تسلسل الجينوم الذي يتميز بكفاءته العالية في إخراج البيانات. وقد مثل الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن سليمان الحراصي –نائب الرئيس للدراسات العليا والبحث العلمي والعلاقات الخارجية- في حين مثلت مركز عمان للموارد الوراثية والحيوانية والنباتية بمجلس البحث العلمي الدكتورة نادية السعدية –المديرة التنفيذية للمركز-، ومثل شركة تنمية نفط عمان المهندس عبد الأمير بن عبدالحسين العجمي- المدير التنفيذي للشؤون الخارجية والقيمة المضافة بالشركة- وكان في استقبال هذه الوفود الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي -رئيس الجامعة- حيث ناقش الجميع سبل التعاون العلمي بين هذه الجهات والنتائج التي قد يحققها على الصعيد العلمي في مستقبل الأبحاث العلمية وأهم ما سيتم إنجازه في الفترات القادمة، والتوجهات المستقبلية لتلك الأبحاث. بعد ذلك انتقلت الوفود لتدشين جهاز التسلسل الجيني (NGS) بمركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بالجامعة، واطلعوا على الأبحاث التي يقوم بها المركز وأهم الأجهزة التي يحويها ، إلى جانب الأبحاث التي ستقام على الجهاز الجديد، حيث يستخدم هذا الجهاز في إكمال وتحليل تسلسل الجينوم الكامل، الكلوروبلاستيدات الخضراء والمايتوكوندريا لمختلف أصناف النخيل العُمانية والنباتات الطبية العمانية. وكذلك إكمال تسلسل الجينومات والترانسكريبتوم، والذي سوف يساعد بالتعمق في فهم الخصائص الجينية لشجرة النخيل مما يساهم مستقبلاً في إيجاد فصائل جديدة ومخصصة قادرة على مواجهة التغيرات المناخية والأمراض التي تقلل من إنتاج هذه الشجرة. إضافة إلى ذلك يستخدم الجهاز في إكمال تسلسل الجينومي لحشرة دوباس النخيل، حيث يساهم ذلك في فهم نمط الإصابة بالمرض والآليات الكامنة في وضع استراتيجيات للسيطرة وتقليل الأضرار الناتجة من هذه الحشرة حيث لم يسبق دراسة هذا الجانب من حشرة الدوباس في العالم من قبل، وفهم الترانسكربتوم الكامل لأصناف عديدة من ثمرة التمر على المستوى الجيني، حيث يساعد ذلك على تحسين إنتاج التمور بجودة عالية. إلى جانب ذلك يساعد جهاز التسلسل الجيني على دراسة المحاصيل ذات الأهمية الاقتصادية، والنباتات الطبية العُمانية، والحيوانات المهددة بالإنقراض، والأسماك والكائنات البحرية التى توجد في عُمان على وجه التحديد والذي سيسهم في حفظ هذه الانواع، وسيتم انتاج كمية هائلة من البيانات التسلسلية العلمية من خلال هذا الجهاز، والتي ستكون بمثابة محوراً ومصدراً للمعلومات العلمية للأجيال الحالية والمقبلة في السلطنة.
|