|   09 سبتمبر 2024م
السابقالتالي


جانب من المحاضرة

ضمن سلسة الخدمات الإرشادية المتنوعة التي يقدمها مركز الإرشاد الطلابي، قدم المركز يوم أمس الاثنين الموافق(27/4/2015م) محاضرة إرشادية بعنوان" أساليب التعامل مع مشكلات الأطفال" ألقتها الدكتور آمال محمد بدوي – أستاذة بقسم التربية والدراسات الإنسانية -  تحدثت فيها عن أهمية تنشئة الأطفال تنشئة سليمة إذ أنهم يعتبرون استثمار مهم في هذه الحياة؛ فهم عماد الأمة ومستقبلها، وأن أي مجتمع يقاس تقدمه بمدى اهتمامه بمرحلة الطفولة المبكرة. وأشارت إلى مجموعة من المعرفات التي تمكن الأسرة من الحُكم على سلوك الطفل ما إذا كان سوي أو غير ذلك من خلال محددات هي المرحلة العمرية للطفل، والموقف الذي يظهر فيه السلوك، وتكرار السلوك من الطفل، والكبار المحيطين بالطفل.

 وذكرت الدكتورة أسباب السلوك المضطرب عند الأطفال والتي تتركز على الغيرة من ولادة أخ جديد في الأسرة، وفقدان الإحساس بالأمن، ونقص الاهتمام بالطفل، والتدليل الزائد والحماية الزائدة من الوالدين أو أحدهما، واتباع نظام صارم وشديد في التعامل، وعدم إعطاء الطفل قدراً كافياً من حرية الحركة واللعب والتعبير، وكذلك عدم إعطائه القدر الكافي من الحنان ؛ لإنشغال الوالدين بالحياة اليومية ،وتقليد الأطفال من نفس عمره.

     بعد ذلك تطرقت الدكتورة إلى بعض المشكلات السلوكية لدى الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة كمشكلة العناد، ومشكلة عزوف الأطفال عن الطعام، ومشكلة الغضب، ومشكلة الشجار ما بين الأطفال، وذكرت بأن العناد طبيعي في مراحل الطفولة المبكرة وتنمو معه، في حين أنها تعتبر مشكلة إذا ما استمرت إلى ما بعد سن الثامنة، وتحدثت عن أنواع العناد والتي تشمل العناد غير المنطقي، والعناد مع النفس ، والعناد كاضطراب سلوكي، وذكرت الأسباب التي تؤدي إلى هذه المشكلة، وأساليب علاجها المتمثلة في رواية القصص التربوية والابتعاد عن القصص الخيالية، والتحايل وتحويل الانتباه، والتقليل من التعليق على سلوكيات الطفل، والتغاضي عن بعض الأخطاء أو الاكتفاء بنظرة حادة أو كلمة بسيطة، وغيرها من الأساليب.

جانب من المحاضرة

ثم أشارت المحاضرة إلى عزوف الطفل عن الطعام كمشكلة أخرى من مشاكل الطفولة مشيرة إلى مجموعة من الأسباب من ضمنها شبعه وعدم رغبته في الطعام، أو أنه يمر بفترة تسنين، أو تكرار نوعية الطعام الذي يقدم للطفل، وأضافت بأن أنجح الوسائل لجذب انتباه الطفل للغذاء التنويع في الأكل، والتنويع في أدوات الطعام وإن لم تنفع فيجب الوقوف عند سبب فقدان الشهية.

    وقالت الدكتورة آمال بأن الغضب عند الأطفال أمر طبيعي؛ إذ يعتبر نوع من الانفعال وردة الفعل، ويعتبر مشكلة إذا ما ووجه التوجيه الصحيح عن الطفل، وذكرت بأنه هناك أشكال للغضب فهناك الغضب الإيجابي والغضب السلبي  وتحدثت عن الأسباب التي تولد الغضب عند الطفل، وكيفية التغلب عليه، وكذلك تحدثت عن مشكلة الشجار بين الأطفال وأساليب تعديل هذا السلوك ومن ضمنها عدم التدخل السريع لحل الشجار من الوالدين، وترك فسحة للأبناء لتصفية الشجار فيما بينهم، وإن تعذر لزم التدخل مع مساعدتهم أيضاً على كيفية حل الشجار بينهم.

    وفي نهاية الحديث ذكرت الدكتورة آمال أنه إذا طمح الوالدين إلى تنشئة سليمة لأبنائهم لا  بد من الاطلاع على خصائص مراحل النمو المختلفة لدى الطفل، فإذا ما عرفت سهل عليهم التعامل مع مشكلاتهم، وأن الشخصية المعتدلة للأم يمكنها من التصرف حيال مشكلات أبنائها؛ إذ أن الأبناء يعتبرون أمانة من منطلق الحديث الشريف: " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.." ، وحتى لا نشتكي من عقوقهم لا  بد من إعطاءهم فسحة كبيرة من الاهتمام والرعاية.