|   11 مايو 2025م

 المؤتمر الدولي الثاني لقسم اللغة العربية

كلية العلوم والآداب - جامعة نزوى

 الخطاب النثري العماني الحديث في ضوء نظريات القراءة

فكرة المؤتمر

شغلت الأجناس النثرية الأدبية مكانًا رحبًا لها في النِّتاج الفنّيّ في عصر النَّهضة العمانيّة الحديثة، ولم يكن ذلك بدعًا بين الآداب العالميّة؛ ذلك أنَّ النَّثر الحديث مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمدنيّة والحداثة، فالرّواية بمختلف أنماطها هي بنت المدينة، والقياس صحيح على المسرح والقصّة القصيرة، والأمم التي تمرُّ مدنيّتها أو حداثتها من غير اهتمام بالفنون عامّة، والأدب خاصّة، يعتري صورتها الحضاريّة نقص كبير؛ ويجعل إرثها التّاريخيّ عرضة للاندثار والزَّوال، فكلُّ أمارات المدنيّة الماديّة تزول، ولا يتبقّى سوى الأمارات المعنويّة، والأدب منها.

وعرف العصر الحديث بعصر الرّواية أو بصورة عامّة عصر النَّثر، وكان ذلك بتأثير الآداب الأجنبيّة التي تراجع فيها الشِّعر في وقت مبكر من القرن العشرين، وتقدَّم عليه النَّثر حتى طغى على الأدب طغيانًا كبيرًا، وقد تأثَّر الأدب العربي بهذا الانقلاب الفنّيّ؛ فأخذ النَّثر يشقّ لنفسه مجرى واسعًا في الأدب العربيّ الحديث، فتلقَّف الكتّاب كلَّ جديد في أجناسه، وأسالوا مدادًا كثيرًا في كتابة الرّوايات، والمسرحيّات، والقصص بأنماطها المختلفة.

ومهما يكن من أمر النِّزاع بين الفنون، فإنَّ النَّثر بأجناسه المختلفة قد سيطر على المواهب العربيّة الحديثة؛ فأصبح لأدباء الدُّول نتاج فنّيّ نثريٌّ مطبوع بطوابع الدَّولة ومرجعياتها الثَّقافيّة، والاجتماعيّة، والسّياسيّة. ومن هنا كان التَّعبير النَّثريُّ أشد ارتباطًا من الشِّعر بهذه المرجعيّات؛ فالقصيدة لا جنسيّة لها، إن جاز التعبير، لكنَّ الرّواية، والمسرح، والقصة تدخل جميعها في مفهوم الهويّة، والوطن، والمدينة، والحارة، والشّارع، والعادات والتَّقاليد، والقيم والأعراف، فمن السَّهل أن أتبين المخايل المصريّة في نصوص نجيب محفوظ، ومن السهل أن أتبين المخايل السّودانيّة في نصوص الطَّيب صالح... ولنا أن نتبيّن كلَّ المخايل الوطنيّة استنادًا إلى الأجناس النَّثريّة.

وعليه، فإنَّ اختيار موضوع المؤتمر وتخصيصه بالأجناس النَّثريّة العمانيّة، يسنده اتجاهان: أحدهما فنّيّ قوميٌّ، يؤكِّده ارتباط النَّثر العمانيّ الحديث بالنَّوازع القوميّة، والهموم الوطنيّة، التي تجسِّدها الشَّخصيّة العمانيّة في امتدادها الوجوديّ الطَّويل. والآخر فنّيّ موضوعيٌّ يؤكّده النِّتاج الفنّيّ الكبير الذي بدأ يتناسل منذ عصر النَّهضة الحديثة، حتّى فرض نفسه على الجو الأدبيّ في عُمان، وامتدَّت قوَّته حتّى بلغ الأجواء الأدبيّة العربيّة عامّة؛ آية ذلك كثرة الأعمال النَّثريّة المنشورة، وحصول بعضها على جوائز قيِّمة تنافس عليها أصحابها مع أقرانهم في البلاد العربيّة.

وتعدُّد الأعمال النَّثريّة العمانيّة واختلاف أجناسها، يدفع النُّقّاد إلى درسها وتحليلها، حتّى لا تبقى الأعمال مجهولة لا يتعرّض له أحد ولا يُعرِّف بها أحد، ووظيفة النَّقد في الأساس تقوم على السَّير مع الأدب، فإن تقاعس عن أدائها ترك الأدب يواجه مصيره الفنّيّ وحده؛ فالنُّصوص التي لا تتعرض للنَّقد هي نصوص ميّتة على الحقيقة، ولا بد أن يسخر لها ناقد محترف يمسح عنها غبار التجاهل، ويبث فيها الحياة من جديد، ومن هنا يسعى المؤتمر إلى تحقيق هذه الغاية، من خلال ثلاثة محاور يشكِّل تكوينها النَّظريّ قراءة متكاملة للأجناس النَّثريّة العمانيّة الحديثة، فتبدأ بالتَّأصيل، وتمرُّ بالتَّطبيق، وتنتهي بالتَّقويم.

أمّا المحور الأول فيعرض لتأصيل الأجناس النَّثريّة وتطوّرها في الأدب العمانيّ الحديث، والغرض منه توثيق تاريخيّ لأصول الرّواية، والمسرح، والقصّة منذ عام 1970م، وهو عام النَّهضة العمانيّة الحديثة، فيعمل الباحثون على تتبُّع المؤثِّرات الثَّقافيّة، والاجتماعيّة، والسّياسيّة ودورها في نشأة الأجناس النَّثريّة، وتطوّرها، وازدهارها، وأثرها في تشكيل الذَّوق الأدبيّ الخاصّ بالشَّخصيّة العمانيّة، وبيان المكانة التي استوى عليها هذا الذَّوق بين الآداب العربيّة والعالميّة على السّواء.

وأمّا المحور الثّاني فمداره على الخطاب النَّثريّ ونظريّات القراءة، ويقدِّم دراسات تطبيقيّة عن الأجناس النَّثريّة العُمانيّة منذ عصر النَّهضة الحديثة، كالرّواية، والمسرح، والقصّة بأنواعها...، وذلك وفق مناهج القراءة الحديثة من بنيويّة، وسيميائيّة، وأسلوبيّة، وتأويليّة، وثقافيّة...، وغيرها من المناهج التي ينتهجها النُّقّاد في دراساتهم، والهدف من ذلك كلّه تعريض هذه الأعمال للنَّقد، والكشف عن أشكالها الفنيّة ومضامينها الفكريّة، وقيمتها الفنيّة العامّة، فتكون هذه الدِّراسات ناقدة للحالي، وموجِّهة في الوقت نفسه للقادم. وأمّا المحور الثّالث فمداره على التَّقويم النَّقديّ للدِّراسات السّابقة التي تناولت الأجناس النَّثريّة العمانيّة، من خلال شخوص الأدباء أو نصوصهم، وهو ما يقع تحت مفهوم (نقد النَّقد)، والغاية منه تقديم مراجعة لكلِّ ما سبق من دراسات، والوقوف على مواطن الضَّعف والقوّة فيها، ورصد نظرتها إلى الأجناس النَّثريّة العُمانيّة.

وبالجملة، فإنَّ الأجناس النَّثريّة عامّة، والعُمانيّة خاصّة، تحتاج إلى دراسات كثيرة حتّى تنجلي قيمتها الفنيّة، وأثرها في البناء الثَّقافيّ للأدب، ومن هنا جاءت فكرة هذا المؤتمر لفتح باب الحوار بين الباحثين والنُّقّاد لدراسة هذه الأجناس في تمثيلاتها المختلفة، ووضعها في مكانها المناسب ضمن الأدب العُمانيّ الخاصّ، والأدب العربيّ العامّ.

محاور المؤتمر

المحور الأول: تأصيل الأجناس النثرية وتطورها في الأدب العماني الحديث

المؤثرات الثقافية في ظهور الرواية العمانية.

المؤثرات الثقافية في نشوء المسرح العماني.

المؤثرات الثقافية في انتشار القصة القصیرة.

أثر شيوع الأجناس النثرية في المشهد الثقافي العماني

مكانة الأجناس النثرية العمانية في الأدب العربي.

المحور الثاني: الخطاب النثري ونظريات القراءة

أولا- الرواية

الخطاب الروائي العماني في ضوء البنيوية

الخطاب الروائي العماني في ضوء الأسلوبية.

الخطاب الروائي العماني في ضوء السيميائية

الخطاب الروائي العماني في ضوء التأويلية

الخطاب الروائي العماني في ضوء الدراسات الثقافية

ثانيا- المسرح

الخطاب المسرحي العماني في ضوء البنيوية

الخطاب المسرحي العماني في ضوء الأسلوبية.

الخطاب المسرحي العماني في ضوء السيميائية

الخطاب المسرحي العماني في ضوء التأويلية

الخطاب المسرحي العماني في ضوء الدراسات الثقافية

ثالثا- القصة القصيرة

الخطاب القصصي العماني في ضوء البنيوية

الخطاب القصصي العماني في ضوء الأسلوبية.

الخطاب القصصي العماني في ضوء السيميائية

الخطاب القصصي العماني في ضوء التأويلية

الخطاب القصصي العماني في ضوء الدراسات الثقافية

المحور الثالث: الدراسات التطبيقية في الأجناس النثرية العمانية الحديثة (عرض وتقويم)

الدراسات البنيوية في الرواية والمسرحية والقصة القصيرة.

الدراسات الأسلوبية في الرواية والمسرحية والقصة القصيرة.

الدراسات السيميائية في الرواية والمسرحية والقصة القصيرة.

الدراسات التأويلية في الرواية والمسرحية والقصة القصيرة.

الدراسات الثقافية في الرواية والمسرحية والقصة القصيرة.