السابق | رجوع | الرئيسة | التالي |
حصل الباحث هلال بن حمود بن محمّد الرّحبي، الأستاذ المساعد في كليّة الصّيدلة والتّمريض بجامعة نزوى، والمبتعث عن طريق مركز إنماء الموارد البشريّة بالجامعة، على درجة الدّكتوراه في علم التّمريض من جامعة فيلانوفا بولاية بنسلفيينا الأمريكيّة؛ وذلك عن أطروحته باللّغة الإنجليزيّة، الَّتي حملت عنوان "الإدارة الذّاتيّة لدى العُمانيّين المصابين بالسُّكري-DIABETES SELF-MANAGEMENT (DSM)IN OMANI WITH TYPE-2 DIABETES".
وتأتي هذه الدّراسة ضمن توجّه جامعة نزوى لدعم الموارد البشريّة وإنمائها بالتأهيل والتّدريب، ولإعداد جيلٍ من المتخصّصين العُمانيّين. وهدفت دراسة الرّحبي إلى تقييم مستوى الإدارة الذّاتيَّة لمرض السُّكري لدى العُمانيّين المصابين بالسُّكري من النّوع الثّاني، وتقييم أو قياس العلاقة بين مستوى الإدارة الذّاتيَّة ومستوى التّحكُّم في مستوى السُّكري في الدّم (Glycemic Control)، وتقييم العلاقة بين مستوى الإدارة الذّاتيّة والمعلومات الدّيموغرافيّة لدى المرضى المشاركين، إلى جانب المقارنة بين محافظتي مسقط والدّاخليّة من حيث مستوى الإدارة الذّاتيّة ومستوى التّحكُّم بالسّكري من النّوع الثّاني.
وتحمل الدّراسة في طيّاتها خمسة فصول؛ حيث ألقى الفصل الأول نظرةً عامّةً إلى مرض السّكريّ بصورةٍ مجملةٍ، ومقدّمةٍ عن المرض شملت أسباب المرض وعلاجه وكيفيّة الكشف عنه، ومدى انتشاره عالميًّا، وعلى مستوى السّلطنة. كما ركّز الفصل الأوّل على قضيّة البحث الرّئيسة، وهي الإدارة الذّاتيّة لمرضى السُّكري، وأهميّتها في عمليّة التّحكّم في السُّكري، وتحسين جودة حياة مرضى السّكري. إلى جانب شرحٍ لأهداف الدّراسة، والنّتائج المرجوّة منها بالنسبة للحقل الطّبيّ، وبالنِّسبة للسّلطنة. وشمل الفصل الثّاني من الدّراسة ما يسمّى بـ"مراجعة الأدبيّات"، وهي النّظر إلى ما قدّمه العلم من بحوثٍ ودراساتٍ وتجارب فيما يخصّ الإدارة الذّاتيّة لمرضى السُّكريّ من النَّوع الثّاني. وقد خلص هذا الفصل إلى عدم وجود أيّة دراسةٍ مسبّقةٍ أجريت في سلطنة عُمان مشابهةٍ للدّراسة الحاليّة. فيما حوى الفصل الثّالث شرحًا عن جميع الأمور المتعلّقة بطريقة إجراء الدّراسة، وما يتبع ذلك من تخطيطٍ وتجهيز. تلاه الفصل الرّابع؛ مركّزًا على عمليَّة عرض نتائج الدّراسة، وما يتعلّق بها من رسوماتٍ بيانيّةٍ وإجراءاتٍ إحصائيّة. أمّا الفصل الخامس الأخير من الدراسة فكان عبارة عن مناقشة نتائج الدّراسة وتنقيحها وقراءتها باستفاضة؛ للوصول إلى الحقائق والنّتائج العلميّة المستفادة منها، مع الأخذ في الحسبان مقارنة نتائج هذة الدّراسة بالدِّراسات الّتي أجريت خارج السّلطنة كما هو معمولٌ به عند الباحثين.
وخلص الدّكتور هلال الرّحبي في دراسته هذه إلى عدّة نتائج أهمّها: أنّ الإدارة الذّاتيّة لدى مرضى السُّكّري من النّوع الثّاني متدنّية؛ إذ إنّ نسبة المرضى الّذين التزموا بتناول غذاءٍ صحيّ بلغت (17%)، فيما بلغت نسبة المرضى الّذين التزموا بالقيام بالنّشاط البدنيّ (18%). كذلك كانت نسبة المرضى الّذين التزموا بالفحص الذّاتي للسُّكر في المنزل تقدّر بـ(5%).
ومن جانبٍ آخر خلصت الدّراسة إلى أنّ المرضى الّذين بلغت مدَّة تشخيصهم أكثر من 5 سنواتٍ كانوا أكثر التزامًا بالإدارة الذّاتيّة من المرضى المشخّصين حديثًا. في حين حقّق المرضى من الرّجال مستوياتٍ مرتفعةً، مقارنةً بالنّساء في قضيّة الالتزام بالنّشاط البدني، بينما حقَّقت النّساء مستوياتٍ عاليةً في قضيّة الالتزام بتعاطي الأدوية مقارنةً بالرّجال. وقد أجرى الرّحبيّ دراسته في سلطنة عُمان؛ حيث شارك فيها (135) مريضًا بالسّكري من النّوع الثّاني من محافظة مسقط، و(131) مريضًا من محافظة الدّاخلية، وشملت ستّة مراكز ومجمّعاتٍ صحيَّةٍ من محافظة الدّاخليّة، و(13) مركزًا صحيًّا من محافظة مسقط.
وختم
الباحث دراسته العلميّة بعدّة توصيَّات قال في بدايتها: إنّ سوء الإدارة الذّاتيّة
للسُّكري بين المشاركين في الدّراسة يشير إلى الحاجة لمزيدٍ من البحث في القضيّة. ومن
أهمّ التوصيات في ذلك: أنّه يمكن إجراء دراسةٍ لتقييم البرامج الحاليّة للإدارة
الذّاتيّة لمرض السّكريّ فيما يتعلَّق بالفعاليّة والشّموليّة والملاءمة، والاتّساق
مع المعايير المحليَّة والعالميَّة لإدارة مرض السّكري، ومثل هذه الدّراسة تتطلّب جهدًا
مشتركًا بين الأطباء والممرّضين وأخصائيّي التّغذية والصّيادلة ومعلّمي السّكريّ المعتمدين،
والعاملين في مجال الصّحّة العقليّة، وأيضًا المرضى الّذين يعانون من مرض السّكري أنفسهم.
ويضيف الرحبي: بما أنّ المرضى العُمانيّين مسلمون فإنّه بالإمكان إجراء دراسةٍ في سلطنة
عُمان لمعرفة دور الدّين والثّقافة والمعتقدات في التّأثير على الإدارة الذّاتيَّة
للسّكري؛ وذلك قد يساعد في وضع برامج ملائمة ثقافيًّا ودينيًّا، كما يمكن إجراء دراسةٍ
لمعرفة العوامل المساعدة في عمليّة الإدارة الذّاتيّة للسّكري.
ويعمل الدّكتور هلال الرّحبيّ حاليًّا في جامعة نزوى أستاذًا مساعدًا في مدرسة التّمريض بكليّة الصّيدلة والتّمريض، وكان قبلها رئيسًا لقسم التّمريض في ديوان البلاط السّلطاني، كما شغل وضيفة ممرضٍ قانونيّ في المكان نفسه بين عامي 1992 و2003م، وقد بدأ حياته العمليّة "ممرضًا ملحقًا" في وحدة العناية المركزة للكبار ووحدة الطوارئ في المستشفى السُّلطاني عام 1992م. وحصل على درجة الماجستير في علم التّمريض عام 2006م من جامعة فيلانوفا الأمريكيّة، وكان قد حصل على درجة البكالوريوس من الجامعة نفسها عام 2002م، أمّا درجة الدّبلوم فقد حصل عليها من معهد العلوم الصّحيّة بمسقط.