السابق | رجوع | الرئيسة | التالي |
شارك قسم اللُّغة العربيَّة بكليَّة العلوم والآداب في الجامعة في الملتقى الدَّولي الأوَّل لمخبر الحركة النقدية بالجزائر، التابع لقسم اللغة العربية بجامعة الدُّكتور الطاهر مولاي في ولاية سعيدة بالجزائر، والّذي حمل عنوان «الأدب: رسالةٌ وإصلاح»، الذي أقيم في الفترة من 16 إلى 17 إبريل 2013م. وقد شارك من القسم الباحثة الأستاذة شيخة البادي -المُحاضرة بقسم اللغة العربية بالجامعة-، حيث قدَّمت الأستاذة ورقةً بحثيَّةً بعنوان «قضايا اجتماعية وسياسية في الرواية العُمانية المعاصرة (بن سولع لعلي المعمري) أنموذجًا للدراسة».
تناولت الباحثة في دراستها الرواية السياسيّة العُمانيّة، مؤكدةً أن الرواية السياسية عمدت إلى تأكيد الوعي بقضايا المجتمع ومشكلاته اللذين يشكلان جزءًا من عمليّة الإصلاح، وقد ذكرت في مقدمة الورقة الطرق التي اتبعتها الرواية العّمانية في تناول قضايا المجتمع السياسية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية المعاصرة، وقسمتها إلى: الطريقة المباشرة، وطريقة التلميح والإشارات المتخيلة واستعمال الرمزي والإيحائي ومثلت الباحثة على ذلك بعدد من الروايات العمانيّة.
ثم تناولت بالبحث والدراسة رواية «بن سولع» لعلي المعمري تحت عنوان «استحضار التاريخ ومحاكمة الواقع»، وقد جعلتها أنموذجا لدراستها؛ معللة بأنّ هذه الرواية تكتسب أهميتها من كونها تثير أسئلة متعددة ومهمة مرتبطة بالواقع السياسي والاجتماعي، كما أنّها «تختصر تاريخًا طويلاً يرتبط بالواقع مبرزة خصائص البنية الثقافية والاجتماعية في حقبة يريد النص إسقاطها على الحاضر» بسبب تشابه بعض القضايا التي يثيرها النص مع بعض القضايا السياسية والاجتماعية المعاصرة. ومن القضايا التي رصدتها الباحثة في رواية بن سولع قضية الاستعمار والقمع السياسي كما أشارت إلى أن الرواية طرحت واقع الطبقية المجتمعية والتمييز العنصري، وتطرقت إلى قضايا تتعلق بالفساد المجتمعي ومنها: الرشوة، والواسطة.
ومن أبرز القضايا التي رصدتها الدراسة، والتي تلح على البطل منذ بداية الرواية قضية الخلاص الفردي؛ هذه الفكرة التي تجسدت في رغبته في الهجرة من وطنه، كما رصدت الباحثة بعض الآراء التي وردت في نص الرواية التي تنتقد وضع المرأة في المجتمع منها تغليب سلطة الرجل وحضوره وتهميش دور المرأة ومشاركتها الفعليّة في نظام الحياة المجتمعية.
في الختام أشارت الباحثة في ورقتها إلى أن «بن سولع» نجحت في احتضان الخصوصيّة الثقافيّة للمجتمع بإشاراتٍ متعددة إذ حوّل الكاتب بعض العناصر الدالة على البنية الثقافيّة إلى عناصر سرديّة مثل توظيفه بعض الأغاني الشعبيّة والأمثال والمقولات التراثية، واللهجة المحليّة. كما شارك من السلطنة الباحث خميس بن هلال العريمي في الملتقى بورقة حملت عنوان «تجليات الفكر الأخلاقي في شعر محمد عيد آل خليفة» تناول فيها رصدًا لقضايا نقديّة متعلقة ببحور ومواضيع شعر آل خليفة من حيث علاقتها بالإصلاح المجتمعي والفكري.