السابق | رجوع | الرئيسة | التالي |
تواصلًا لفعاليَّات الأسبوع الإرشادي الَّذي ينظِّمه مركز الإرشاد الطُّلابي، وضمن خطَّة الأسبوع الَّتي تهدف إلى رفع الرُّوح المعنويَّة لدى الطُّلاب واكتشاف ذواتهم ومهاراتهم؛ نظَّم المركز يوم الإثنين (30/4/2012م) تدريباتٍ عمليَّةً لكسب مهارة تأكيد الذَّات قدَّمتها الدُّكتورة هدى أحمد ضوى-أستاذة الإرشاد النفسي- حيث بدأت الجلسة بتوزيع مقياسٍ لتحديد مستوى تأكيد الذَّات عند المشاركين؛ وذلك لمعرفة المستوى الَّذي يقف عنده كلُّ مشاركٍ في توكيد ذاته، وتمَّت خلاله مناقشة أهمِّ المواقف الَّتي تشعر المشارك بالعجز عن تأكيد الذَّات، وأكثر الاستجابات الَّتي يجد صعوبةً في ممارستها، وذلك من خلال جدولٍ وزَّع عليهم، كما دار حوارٌ عن الأفراد الَّذين نشعر بضعف قدرتنا عن التَّعبير لهم عن مشاعرنا، وذلك عن طريق الإجابة في جدولٍ موزَّعٍ على المشاركين به 13 شخصيَّةً من المحيطين مثل:(الوالدين – المعلم – زملاء الدراسة – كبار السن ...الخ) وقام كلُّ مشارك باختيار خمسةٍ من هؤلاء يشعر بالضّيق أو التَّوتُّر في التَّعامل معهم وتمَّت مناقشتهم في استجاباتهم.
بعد ذلك أوضحت الدُّكتورة مفهوم تأكيد الَّذات الَّذي تعنيه مع توضيح نماذج من السُّلوك لمعرفة الفرق بينها، منها: السُّلوك السِّلبي، والسُّلوك العدواني، والسُّلوك السلبي العدواني- وفي الأخير السُّلوك التَّوكيدي. ثمَّ انتقلت الدُّكتورة إلى توضيح مرحلةٍ جديدةٍ من مهارات توكيد الذَّات عبر التَّدرُّب على استخدام الأعين من خلال تقديم ثلاثة نماذج (توكيدي- عدواني-غير توكيدي) والتَّدرُّب على وضع الجسم ووضعيَّة الجلوس والوقوف وكيف تعكس السُّلوك التَّوكيدي أو غير التَّوكيدي، كما تمَّ التَّدرُّب على استخدام تعبيرات الوجه، بحيث تعكس ما يقوله الفرد والتَّدرُّب على حركات اليدين لتكون متناسبةً مع ما يقال، والتَّدرُّب على استخدام اللَّمس ومتى يتحوَّل إلى استجابة عدوانيَّة، والتَّدرُّب على الصَّوت بتقديم ثلاثة مستويات مختلفة، وكذلك التَّدرُّب على تقديم الثَّناء من الآخرين وتلقيه، والتَّدرُّب على التَّعبير عن المشاعر السِّلبيَّة، والتَّخلُّص منها، والتَّدرُّب على الدِّفاع عن الحقوق سواء كانت هذه الحقوق عامة أم خاصَّة، والتَّدرُّب على مهارة التَّوكيد التَّعاطفي، وذلك بإظهار الامتنان له حتَّى يتضاءل ردُّ فعله السّلبي حيال ما سيقوله الفرد من عبارات توكيديَّة.
بعد ذلك انتقل المشاركون إلى التَّدرب على رفض مطالب الآخرين الَّتي قد تسبّب لهم ضررًا، والتَّقدُّم بمطالب شخصيَّة، وذلك من خلال فنيَّة التَّغليف التَّوكيدي الَّتي تمرُّ بأربع مراحل، هي: التَّوكيد المركَّز الَّذي يعبِّر عن مشاعره وآرائه ويدافع عن حقوقه على نحوٍ لا يتضمَّن مهاراتٍ اجتماعيَّةً أخرى مصاحبةً كالتَّعاطف والإقناع، كأن يقول لشخص يشوِّش عليه أثناء حديثه: "هلا تركتني أكمل ما أريد قوله، وهناك التَّوكيد التَّعاطفي، وذلك بإظهار الامتنان أو قول: أقدر لك رأيك، ولكن هلا تركتني أكمل ما أريد قوله. والتَّوكيد التَّصادمي الَّذي يتضمَّن النَّهر على السُّلوك غير المرغوب من الطَّرف الآخر، ولكن بشكلٍ حادٍّ كقول: "لو لم تتركني أكمل ما أردت قوله سأغادر المكان فورًا أو سأخرجك خارج القاعة، وهو مطلوبٌ في مواقف معيَّنةٍ خاصَّةً إذا كان الطَّرف الآخر يتعامل بعدوانيَّة، أمَّا التَّوكيد التَّصاعدي فهو المرور بكلِّ الأنواع السَّابقة بشكلٍ متدرّج.
واختتمت التَّدريبات بالتَّدرُّب على النَّقد، وتقبُّل نقد الآخرين، والتَّدرُّب على التَّريُّث في الإجابة عن الأسئلة المبهمة الَّتي يلقيها الآخرون. وهكذا اكتسب المشاركون مهاراتٍ جديدةً إلى جانب اكتساب مزيدٍ من الثِّقة في توكيد الذَّات، وقد أبدى الجميع تفاعلهم من خلال المناقشة والحوار وتطبيق التَّدريبات.