السابق | رجوع | الرئيسة | التالي |
كلية العلوم والآداب تشارك في مؤتمر (خطاب الرحلة في الأدب العماني: مقاربات بينية) بجامعة الشرقية
كلية العلوم والآداب
الصور من: مصدر الخبر
شارك قسم اللغة العربية بكلية العلوم والآداب في أعمال المؤتمر الدولي الثالث
الموسوم بـ (خطاب الرحلة في الأدب العماني: مقاربات بينية) الذي نظمته جامعة الشرقية
بالتعاون مع الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في الفترة 5 - 7 نوفمبر 2024.
وجاءت مشاركة القسم بأربع أوراق بحثية مع رئاسة جلستين علميتين، ففي الجلسة الأولى كانت الورقة الأولى بعنوان (شعرية المكان في أدب الرحلة " عبر وذكريات" للشيخ سعيد الحارثي نموذجا) للأستاذ الدكتور فليح مضحي السامرائي تحدث فيها عن الخصائص الجمالية المتعددة في أدب الرحلات؛ التي تتعدد وتتنوع بحسب طبيعة كل رحلة وأهدافها ومقاصدها وهويتها، وتحدث فيها كذلك عن شعرية الأمكنة في جوهر الرحلة؛ لأنّ المكان يعدّ العنصر الأبرز في فعالية تشكيلها، وتعدّ رحلات الشيخ سعيد الحارثي من أهم الرحلات التي تركت أثراً معرفياً وثقافياً وأدبياً غزيرا، لما حملته من رؤية رحلية اتّسعت كي تشمل بلداناً ومدناً وأمكنة لا حصر لها.
وأما الورقة الثانية التي قدمت في الجلسة العلمية الثالثة فكانت للمحاضر في القسم الدكتور سالم سعيد البوسعيدي بعنوان ( الرحلة الكمشكية وإشكالية التجنيس) تحدث في المحور الأول منها عن التعريف بصاحب الرحلة الكمشكيّة عبر مراحل حياته السبع، المليئة بالرحلات إلى دبي ومكة والمدينة والإحساء والكويت واليمن وغيرها، ثم معالم شخصيته من خلال هذه الرحلات، وأثرها في حياته، وأما المحور الثاني فكان موضوعه التعريف بالرحلة الكمشكيّة، بالنظر إلى دواعيها، وأسباب كتابتها، وعناصرها [الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية] ومنهج تدوينها، وأهميتها الأدبية والعلمية، وفي المحور الثالث فهو إشكالية التجنيس في الرحلة الكمشكيّة، حيث يعالج الباحث هنا إشكالية تجنيس الرحلة الكمشكيّة بين السيرة الذاتية وأدب الرحلة، بين عنوان المؤلف "ذكريات حياتي" وعنوان المحقق "الرحلة الكمشكيّة"، ناظرا في مدى حضور خصائص أدب الرحلة فيها.
وكانت الورقة الثالثة التي قدمت في الجلسة
العلمية الرابعة بعنوان (فعل الماء في رحلة المتقفي من خلال تغريبة القافر لزهران القاسمي)
قدمها الدكتور بلقاسم مارس، إذ عمل على مقاربة في الرّحلة من منظور الفلسفة ودراسات
الهويّة فعْلُ الماء في رحلة المقتفي من خلال "تغريبة القافر" لزهران القاسمي،
وتحدث عن القضايا التي تثيرها الرواية في قضيّة الرّحلة الذّهنية أو الماديّة بحثا
عن الماء باعتباره مرجعًا قصصيّا تسعى مختلف الشّخصيات للحصول عليه، لذلك عُدّت ثيمة
السّفر (الرّحيل) في الرّواية عنصرًا مؤسّسا ومركزيّا في بناء النّصّ الرّحليّ وطرائق
تشكيله، على أنّ الرّحلة ليست بالضرورة انتقالاً من مكان إلى مكان بواسطة وسيلة نقل
فحسب، فقد تكون الرّحلة ذهنيّة استرجاعيّة فتتحقّق عبر تذكّر الماضي واستحضاره أو استباقيّة
عبر تقنية التّخييل (Imagination ) على سبيل المثال، وتبعًا لذلك وجب تتبّع تلك
الحدود الفاصلة بين خصائص الخطاب الرّحليّ في الرّواية والخطاب التخييليّ الذي يُحيل على عوالم ممكنة الوقوع.
وجاءت الورقة الرابعة التي قدمها الأستاذ الدكتور هاني إسماعيل أبو رطيبة في الجلسة العلمية الخامسة بعنوان "يوتوبيا الذات والآخر في فلفل أزرق لمحمد الحارثي"؛ إذ كان منطلق دراسته الاهتمام بعالم اليوتوبيا المثالي الذي يسعى إليه الفلاسفة تنظيرًا وتطبيقًا على أرض الواقع، تسعى للكشف عن الأبعاد الفلسفية في رحلة محمد الحارثي الموسومة بفلفل أزرق التي من خلالها بدا حضور الذات والآخر واضحًا، لكنّه لم يكن بصورة نمطية أو مسايرة لما هو سائد، بل غلب عليهما – أي الذات والآخر- البعد اليوتوبي الموغل في الهروب من الواقع إلى عالم المثل والفضيلة الإنسانية.
وكذلك حظيت مشاركة القسم بتميز آخر من خلال ترأس جلسات علمية تمثلت في مشاركتين: إذ ترأس المحاضر الدكتور حافظ أمبوسعيدي رئاسة الجلسة العلمية الرابعة، وكذلك ترأس الدكتور يعقوب آل ثاني رئاسة الجلسة العلمية السادسة بالنيابة عن الدكتور مسعود الحديدي رئيس القسم، وحظيت الأوراق المشاركة باهتمام المشاركين والباحثين ودارت حولها مناقشات مستفيضة أثناء العرض، وتميزت رئاسة الجلسات بإدارتها العلمية، واسهمت الأوراق البحثية الثلاث في اظهار خطاب الرحلة العمانية بحلة متميزة.