نزوى - العمانية
دشنت اللجنة الثقافية لفعاليات نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية اليوم برنامجها الثقافي بتقديم محاضرة حول "الإنتاج العلمي العماني في مجالات الزراعة والعمارة والطب والفلك" وذلك بقاعة الشهباء بجامعة نزوى تحت رعاية سعادة الشيخ حمد بن سالم الأغبري والي نزوى.
بدأت المحاضرة بكلمة ألقاها سعادة الشيخ حمد بن سالم الأغبري والي نزوى أشار فيها إلى أهمية المناسبة التي تحتفي فيها السلطنة بمدينة نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية 2015م
من جانبه أكد الدكتور ناصر بن صالح الكندي رئيس اللجنة الثقافية أن هذه المحاضرة بمثابة إضاءات لأفكار جديدة سوف تتبلور عنها ندوات قادمة تضيئ جوانب من التاريخ الثقافي العماني.
بعد ذلك ألقى المحاضرة سلطان بن مبارك بن حمد الشيباني، الباحث في مكتب الافتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية والتي تحدث فيها عن الملف الحضاري العماني في مجال الزراعة والطب والعمارة والفلك والإسهام العماني في العلوم التجريبية تدوينا وتحريرا، وأهم العلماء البارزين في هذه العلوم مع التركيز على استعراض حضور التجربة العملية في نتاجهم، وجوانب إبداعهم في هذا الجانب.
وحول إسهام العمانيين في علم الزراعة قال سلطان الشيباني.. لقد ارتبط العماني بالزراعة وخاصة محاصيل النخيل بأصنافها، نظرا للعلاقة الحميمة بينه وبين النخلة، وفي الكتب القديمة نجد اصطلاحات خاصة بالعمانيين في هذا الشأن، كالتنبيت والتحدير والخراف والجداد والدراك والطناء والدوس والكناز.
واكد المحاضر على اهتمام فقهاء عمان في كثير من المطولات الفقهية في مجال المزارعة والمساقاة وحرث الأرض ومما هو داخل في علوم الزراعة ، كما نجد أبوابا أخرى في أحكام إحياء الأرض الموات وزراعتها، وشهدت الرموم - وهي الأرض الخراب حضورا كبيرا لديهم وعقدوا لها فصولا مطولة في كتبهم، تدل في مجملها على حرصهم الشديد على تنظيم الاستفادة منها وضرورة إصلاحها.
تدشين فعاليات نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية بجامعة نزوى..اضافة اولى واخيرة وأضاف المحاضر .. يندرج تحت هذا الجانب حرص العمانيين على تقسيم حصص المياه وعدم التعدي فيها والاستفادة من الماء الفائض، وغير ذلك مما يتصل بالآبار والعيون والأفلاج، وفي هذه الأخيرة أثرت سجلات مخطوطة توضح قسمتها وتوثق حصصها، عرفت بنسخ الأفلاج " والأفلاج بحد ذاتها نظام ري يتداخل تصنيفه بين علوم الزراعة والهندسة والفلك" لما فيه من أساليب إبداعية أتقنها العمانيون وتوارثوها عبر الأجيال.
واشار المحاضر إلى ثلاثة مصنفات درست علم النبات ورصدت أسماء الأشجار المزروعة بعمان وفوائدها واستعمالاتها الطبية وهي كتاب لناصر بن جاعد الخروصي المسمى « السر العلي في خواص النبات بالتصريف السواحلي»، وكتاب «كنوز الأسرار في علم الأشجار والأحجار بلغة أهل السواحل وعمان» للكاتب محمد بن جمعة المغيري و كتاب « هداية الأخيار إلى مناهج الأسرار» لعبد الله بن حمود العذالي.
وفي جانب العمارة تحدث المحاضر عن سمات الإبداع العماني في هذا الجانب، رغم شح المصنفات، والتراث العمراني يدل على وجود معايير لاختيار موقع المدينة أولا، ثم تحديد مواضع المرافق الأساسية فيها كالمسجد والسوق والفلج ومسكن الوالي والضواحي والبساتين.
وفي علم الطب قال المحاضر إن عناية العمانيين به بدأت منذ القدم، لكنها لم تكن كبيرة حيث انه في أواخر القرن العاشر الهجري وأوائل القرن الحادي عشر برز مجدد علم الطب وحامل لوائه ومحيي آثاره الطبيب راشد بن عميرة الهاشمي العِيني الرستاقي المتفنن في تدوين علم الطب بأساليب شتى وطرق متنوعة، بين النظم والشرح والمجربات والمطولات والمختصرات منها/ كتابه (فاكهة ابن السبيل)، ومختصره (منهاج المتعلمين) للمبتدئين، و(مقاصد الدليل وبرهان السبيل) ورسالة في الكي بالنار، وأرجوزة مع شرحها في تفصيل مراحل عمر الإنسان منذ الطفولة ثم الشباب ثم سن الكهولة انتهاء بالشيخوخة وسن الهرم.
وفيما يتعلق بإسهام العمانيين في علم الفلك فقد ذكر المحاضر الشيباني أن العمانيين اهتموا به كثيرا وذلك نابع من تجربة، ومبني على خبرة ومراقبة لحركة النجوم ودورة الشمس والقمر، وهذا يتجلى في تطبيقات فلكية عديدة كتحديد اتجاه القبلة بواسطة الشمس نهارا وبالنجوم ليلا وحساب مواقيت الزراعة الموسمية بالنجوم، والاهتداء بالنجوم في الأسفار، وحساب حصص الأفلاج وقسمتها، ولأجل هذا كان علم الفلك مقصد الفلاحين والبحارة والرحالة ووكلاء الأفلاج والفقهاء والأطباء وعلماء الأسرار ومن أبرز فروع علم الفلك( علم الميقات، ويرادفه بالمصطلح العصري علم الحساب الفلكي)..مشيرا الى علماء عُمان الذين اهتموا بعلم الفلك، ومن أهم مؤلفاتهم في هذا الجانب كتاب «كشف الأسرار المخفية، في علوم الأجرام السماوية،