السابقرجوعالرئيسةالتالي


جامعة نزوى تحصد المركز الثالث في مسابقة عمان لتصميم البيوت الصديقة للبيئة



تغطية – نوال بنت بدر الصمصامية –

حصدت الكلية التقنية العليا بمسقط المركز الأول في مسابقة عمان لتصميم البيوت صديقة البيئة، وجاءت الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في المركز الثاني، في حين جاء المركز الثالث من نصيب جامعة نزوى، ولم يحالف الحظ جامعة السلطان قابوس وجامعة ظفار في المسابقة.

جاء ذلك خلال إعلان مجلس البحث العلمي النتائج النهائية للمسابقة أمس تحت رعاية صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد، مستشار جلالة السلطان رئيس مجلس البحث العلمي، وبحضور أصحاب السمو، والمعالي، والمكرمين أعضاء مجلس الدولة، وأصحاب السعادة. وقال صاحب السمو السيد شهاب بن طارق: إن هذه المسابقة ذات أهمية كبرى، حيث تأتي في صميم مهام مجلس البحث العلمي وهو دعم وتشجيع الابتكار والبحوث العلمية في شتى المجالات، إلى جانب دعم المتسابقين للخروج بتصاميم وأفكار وإبداعات تمخضت عن تحصيل خمس فرق متأهلة، وأضاف: «نحن، في مجلس البحث العلمي، راضون عما شاهدناه من مشاريع ونتمنى للفرق مواصلة الجهود وتقديم الأفضل في المسابقات المقبلة في عالم الابتكارات، والاستفادة من الخبرات الدولية، ومن البحوث العلمية المتقدمة في المساهمة في تطوير المباني الصديقة للبيئة واستدامتها وتخفيض الاعتماد على الطاقة، ونهنئ الفائزين ونشكر جهود كل من ساهم في إنجاح هذه المسابقة.
وأكد رئيس مجلس البحث العلمي وجود خطط للاستفادة من المشاريع الفائزة من خلال تطبيقها في المجمعات السكنات والإنشاءات المستقبلية وأنه سيتم الإعلان عن مواصلة هذا المشروع مستقبلا. من جانبها، قالت معالي الدكتورة مديحة الشيبانية، وزيرة التربية والتعليم، لـ«عمان» إن «مسابقة البيوت صديقة البيئة تعزز مفاهيم التنمية المستدامة، فمشروع استراتيجية التعليم وفلسفة التعليم في وزارة التربية والتعليم أكدا هذه المفاهيم، وهذه المسابقات هي ترجمة لهذه الجوانب على الواقع، وعلى الرغم من أن تنفيذها تم في مؤسسة التعليم العالي فإن الجانب التوعوي يستهدف المدارس، كما أنه لدينا مشاريع أخرى مع مجلس البحث العلمي في موضوع حاضنات الابتكار وهو المشروع القائم بين الوزارة والمجلس، ويعد مشروعا ناجحا ساهم في تنمية قدرات الطلاب». وأضافت الشيبانية: توجد لدينا خطة لتوسعة مشروع تنمية القدرات الابتكارية القائم حاليا ليغطي جميع المدارس ويأتي في إطار جهود الوزارة لتعزيز لتدريس مواد العلوم والرياضيات والهندسة إلى جانب مسابقة التنمية المعرفية التي جاءت بتوجيهات سامية فكل هذه المسابقات مكملة لبعضها البعض والدعم الكبير من مجلس البحث العلمي.

8 جوائز تشجيعية

تنافس في المسابقة خمس كليات وجامعات من مؤسسات التعليم العالي لتصميم بيوت مبتكرة معمارياً وهندسياً وتراثياً، تدمج بين مواصفات البيوت العصرية والطراز المعماري المبتكر بما يتناسب مع البيئة والهوية العمانية، وتم منح 8 جوائز تشجيعية شملت المجالات التفصيلية للمسابقة، وهي: التصميم والعمارة والهندسة والاستدامة والاتصالات وإنتاج الطاقة واستهلاكها، وكفاءة الأجهزة المنزلية والتصميم الملائم للبيئة، وجاءت نتائجها على النحو التالي: في مرحلة التصميم والتخطيط: فازت الجامعة الألمانية للعلوم والتكنولوجيا، وفي مجال التصميم المعماري: فازت الجامعة الألمانية للعلوم والتكنولوجيا، وفي مجال التصميم الهندسي فازت الكلية التقنية العليا، وفي مجال التصميم المستدام: فازت الكلية التقنية العليا، وفي مجال الاتصالات فازت الجامعة الألمانية للعلوم والتكنولوجيا، وفي مجال إنتاج واستهلاك الطاقة: فازت كلية التقنية العليا وجامعة نزوى والجامعة الألمانية للعلوم والتكنولوجيا (مكرر) وفي مجال البيئة الملائمة للسكن فازت الجامعة الألمانية للعلوم والتكنولوجيا وفي مجال كفاءة الأجهزة المنزلية: فازت الكلية التقنية العليا.وهنأ الدكتور سيف بن عبدالله الهدابي، الأمين العام المساعد للبحوث والبرامج العلمية بمجلس البحث العلمي رئيس اللجنة التوجيهية لمسابقة عمان لتصميم البيوت صديقة البيئة، الفرق الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى بالمسابقة، مشيراً إلى أن البيوت صديقة البيئة متأصلة في الهندسة المعمارية العمانية القديمة، فالحارات والبيوت العمانية القديمة كانت تتميز بمواصفات المباني صديقة البيئة من حيث التصميم المعماري الهندسي، والمواد المستخدمة وآليات إدارة المياه وقضايا استغلال الطاقة في عمليات التبريد، وبناء المنازل على ارتفاعات معينة، وفي اتجاهات محددة بالنسبة للأودية وأشعة الشمس واتجاه الظل على مدى الفصول الأربعة خلال السنة، وقال: إن المسابقة هدفت إلى إحياء الموروث الحضاري العماني المتمثل في الهندسة المدنية المعمارية للعمارة العمانية القديمة التي تمتاز بمواصفات المباني صديقة البيئة، والتوعية بأهمية البناء الأخضر المستدام ورفع الكفاءة وإمكانية استخدام الطاقات المتجددة في المنازل، وربطها بثقافة البحث العلمي والابتكار في مجالات تصميم المباني وإدارة البيئة والمياه والطاقات المتجددة وغيرها من الأهداف. وأوضح الأمين العام المساعد للبرامج العلمية والبحوث بأن مجلس البحث العلمي قام بتشكيل لجنة محايدة لتقييم البيوت المشاركة عن طريق لجنة خبراء مكونة من (12) من المحكمين الدوليين ونظرائهم المحليين الذين قاموا بزيارة البيوت المشاركة ميدانيا في شهر سبتمبر الماضي لمدة خمسة أيام، وتم تقييم المشاريع بواسطة أربع لجان متخصصة تشمل الجوانب المتعلقة بالجوانب المعمارية والهندسية والجوانب المتعلقة بالاستدامة والبيئة بالإضافة إلى جزء الاتصالات ونشر الوعي بالمشروع، كما تم تقييم كمية إنتاج واستهلاك الطاقة وكفاءة الأجهزة والتصميم الملائم للبيئة عن طريق استخدام أجهزة قياس خاصة تم تركيبها في البيوت صديقة البيئة وذلك لمراقبة كفاءتها ومطابقتها لخصائص البيوت صديقة البيئة على أرض الواقع. كما كان هناك دور أساسي للجنة التوجيهية للمسابقة من حيث متابعة إنجاز برنامج المسابقة والتحقق من التزام الفرق بالمعايير المحددة لتنفيذ البيوت وذلك عن طريق الزيارات الميدانية المقررة مسبقا في لائحة المسابقة.

روح التحدي والإبداع

«عمان» استطلعت آراء الفرق الفائزة بالمراكز الأولى، وقالت منى بنت عبدالله الفارسية، رئيسة فريق البيت صديق البيئة بالكلية التقنية العليا، مهندسة معمارية ومحاضرة بقسم الهندسة: إن «الجائزة أوقدت الفكر وروح التحدي وحركت الإبداع والابتكار بين الطلبة والأكاديميين، والمشروع تحدٍّ لجميع الأكاديميين والطلاب لأنه يعمل بالطاقة الشمسية والمشكلة التي واجهتنا في البداية أن البيوت صديقة البيئة غير موجودة بكثرة في الوطن العربي بسبب مشاكل الطاقة، وعند سؤالنا عن اختيار «العش الأخضر» مسمى للبيت صديق البيئة، قالت الفارسية: العش الأخضر هو نوع من الاستعارة لأنه لا يتكون إلا إذا توفرت لديه الشجرة الكبيرة المناسبة وتظل البيئة هي المهيمنة والمباني مكملة لها وليست الأساس، وبعد هذا الفوز ستكون هناك محادثات مع أصحاب الشأن ويتم عمل مخططات لمباني جديدة وبدأنا بتدريس هذه المواد كمواد أساسية سيكون لدينا في التصميم مدارس خضراء وكليات خضراء وسيكون في مشاريع التخرج التشجيع على العمل بمثل هذه المباني. وتابعت الفارسية: «البيت سيكون مختبراً وتتوفر به الآن القياسات الموفرة من البحث العلمي ونسعى إلى تكملة هذه المنظومة في السلطنة بالذات ونتمنى وجود مثل هذه البيوت وأن ينشروا الفائزين الفكرة للمجتمع، حيث يتكون الفريق من 150 طالباً وطالبةً و11 مدرساً و6 شركات داعمة. وعبرت مريم بنت علي الدغيشية، رئيسة قسم العمارة بالكلية التقنية العليا، عن فرحتها الشديدة لحصول الفريق على المركز الأول وقالت: «سماء التقنية تمطر ذهباً والفرحة تعم الكليات السبع بالمركز الأول ونشكر الله على هذا التتويج بعد الجهد المبذول ونشكر مجلس البحث العلمي على جهوده وثقته الرائعة في مهندسين المستقبل، ونتمنى أن نكمل هذا المشوار بالمزيد من الإنجازات العلمية لجعل عُمان بيئة مستدامة.
أما نجيدة بنت محمد المسكرية من فريق الجامعة الألمانية للتكنولوجيا تقول: حصول الجامعة على المركز الثاني يعد إنجازاً من عدة نواح، أهمها البحث العلمي والتعرف على أهمية البيوت الصديقة للبيئة كونه من المواضيع المهمة في عصرنا ولا بد من أخذ الجوانب الإيجابية لهذه البيوت. وعقبت رحاب بن سليمان الزكوانية من فريق جامعة نزوى قائلة: التعاون والانسجام بين الطلبة والأكاديمي بالجامعة على إنتاج عمل سيثري المجال البحثي خطوة مهمة تسجل في قائمة إنجازاتنا الطلابية، وفي إنجازات الجامعة، كما أن الفوز ليس محصورا فقط على المركز الأول أو الأخير وإنما رؤية جهودنا المبذولة على أرض الواقع هي إنجاز بحد ذاتها.






© 2024 جامعة نزوى