السابقرجوعالرئيسةالتالي


الجامعة تشارك في مؤتمر "المبرّد الأزدي.. جهوده العلميّة وآثاره اللّغوية والأدبيّة" بجامعة آل البيت الأردنية


       شاركت الجامعة، ممثّلةً بقسم اللغة العربيّة، في الفترة من 15 إلى 16 من الشهر الحالي في المؤتمر العلمي العاشر لجامعة آل البيت في المملكة الأدردنية الهاشميّة، الّذي نظّمته وحدة الدّراسات العُمانيّة بجامعة آل البيت بالتّعاون مع مركز الدّراسات العُمانيّة في جامعة السّلطان قابوس تحت عنوان "المبرد الأزدي: جهوده العلمية وآثاره اللغوية والأدبية". وقد مثّل الجامعة في المؤتمر كلٌّ من الأستاذ الدّكتور سعيد جاسم الزبيدي –أستاذ اللغة والنّحو بقسم اللغة العربية في الجامعة-، والدّكتور خميس بن ماجد الصّباري –أستاذ مساعد في الأدب العربي الحديث بقسم اللغة العربية في الجامعة-. حيث قدّم الأستاذ الدّكتور سعيد الزبيدي ورقةً بحثيّةً بعنوان "الكامل" من دواوين الأدب الأربعة.. الاختيار معيارٌ نقدي"، اعتمد فيه على ما نقله ابن خلدون عن شيوخه عنوانًا ومنطلقًا لقراءةٍ منهجيّةٍ في "كامل المبرد". ويضيف الزبيدي: إلى المبرد أبي العباس محمد بن يزيد بن عبدالأكبر الثمالي الأزدي، انتهت رئاسة المذهب البصري في النحو، الذي عاصر أبا العباس أحمد بن يحيى الشيباني ثعلبًا إمام الكوفيين في النحو واللغة، وبموتهما انطفأت روح المنافسة، والعصبية المذهبية، وظهرت "جماعة من علماء النحويين واللغويين ممن خلط المذهبين"، فتركب منهم مذهب ثالث، أطلقنا عليه "مذهب الاختيار في النحو". وقد خرج الأستاذ الدّكتور بعدّة نتائج من بحثه، يقول: كان المبرّد أشكل بعصره في كتابه "الكامل"؛ إذ ساد فيه منهج يقوم على مختارات متنوعة من النثر والشعر، فبنى كتابه عليهما، ثم طفق يفسر كل ما وقع فيه، ومن زوايا نظر مختلفة: صرفًا، ونحوًا، ونقدًا، وتفسيرًا، وقراءةً، وعروضاً. وقد توصّلت هذه الورقة إلى أنّ كتاب "الكامل" أمالٍ انطلق فيها المبرّد إلى هدفٍ تعليمي، ممًا حدا شيوخ ابن خلدون إلى عدّه من دواوين الأدب الأربعة الّتي تنعقد عليها مجالس التعليم، وأنّ منطلق المبرّد هو النّصوص التي اختارها ما بين كلامٍ منثور، وشعرٍ مرصوف، ومثلٍ سائر، وموعظةٍ بالغة، وخطبةٍ شريفة، ورسالة بليغة، فظهر على غير شخصيّته التي وجدناها في "المقتضب"، وأنّ الاختيار معيارٌ نقديّ يحكمه ذوقه، ومعرفته الدّقيقة بأساليب العربية، وأنّ الاستطراد سمة غالبة في "الكامل"؛ ليستريح إليه القارئ، ويدفع عن مستمعه الملال. وقد أوصى الزبيدي في خاتمة بحثه بإشاعة هذا المنهج "النّص أوّلا" ثم يشقق الكلام عليه في مستويات الدّرس اللّغوي الحديث: صوتًا، وصرفًا، ومعجمًا، ونحوًا، ودلالةً، وبلاغةً، ونقدًا؛ لنعيد حيوية مجالس التعليم التي كانت تنعقد على وفقه.


          كما شارك الدّكتور خميس الصّباري بورقةٍ بحثيّةٍ بعنوان "قراءةٌ وصفيّةٌ تحليليّةٌلباب مراثٍ بليغة، وعظات موجزة، وأبيات مستحسنةمن كتاب "الفاضل" لأبي العبّاس، محمّد بن يزيد المبرِّد الأزدي"، تناول فيها "باب مراثٍ بليغة وعظات موجزة وأبيات مستحسنة"، وهو أحد أبوب كتاب "الفاضل" لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد (ت 285هـ).حيث يعدّ كتاب "الفاضل" أحد كتب المبرد الأدبية المهمّة.وركّز على سبب اختيار هذا الباب؛ ليكون ميدانًا لدراسته؛ وأهميّة هذا النوع من البحوث المركزة؛ كما ركز على عناصر محددة؛ تتعلق بهذا الباب؛ من حيث المنهج الذي اتبعه في عرضه، وأهمية هذا الباب في كتابه، والمصادر التي استقى منها مختاراته الشعرية رواية أو نقلا،  والشعراء الذين كتب لهم، وما يتعلق بشعرهم من مناسبة ومرثيين، وما أصدره المبرد نفسه من أحكام نقدية، وما استشهد به؛ لتأكيد هذه الأحكام. وهي عناصر في مجملها نوعان: أولهما يتصل بالمؤلِّف، والآخر يتصل بالمؤلَّف. وكلاهما مهم في القراءة التحليلية التي تعتمد على الربط الآني للجزئيات؛ رغبة في الوصول إلى الكليات التي تعدّ سيماء عامة لأي عمل ينهج هذا النهج البحثي. وخلص الصّباري في بحثه إلى هذا الباب من كتاب المبرّد يمثّل فرادةً بين أبواب الكتاب؛ إذ إنّ المبرد قد خصّ به كتابه دون ذكْر أقرانه من الأغراض الأُخَر. ويقول الصّباري: يروي المبرّد في بابه هذا رواياتٍ شعريةً ونثريةً؛ قصدُه منها حسن الاختيار؛ منها ما سمعها؛ فيوردها بإسنادها، ومنها ما يكون قد اختارها من محفوظه، وأنّ جلّ ما يرويه مقطوعات شعرية؛ يركز فيها على الأبيات المستحسنة، وهو يعتمد الإسناد في بعض رواياته التي يسمعها عن طريق ما ينشد إياه، أو يحدث به، كما أنّه يروي لشعراء وشاعرات من العصر الجاهلي والأموي، ويشاكل المبرّد بين رواياته؛ فيجعل ما يشاكل بعضها بعضا قرين بعض. ولا يحدد اتجاهًا واحدًا للرثاء؛ بل يروي رثاءً لللأخ وللابن، ولغيرهما، ويذكر مناسبة ما يورده من شعر، ويصدر أحكامًا نقدية على جلّ ما يرويه، كما أّن المبرّد يعزّز بعض رواياته بالحديث النبوي الشريف؛ لغرض الوعظ.   




© 2025 جامعة نزوى