السابقرجوعالرئيسةالتالي


مركز الخليل بن أحمد للدِّراسات العربيَّة بجامعة نزوى منهلٌ لروَّاد اللُّغة ومقِصدٌ فريدٌ للباحثين والمتخصِّصين

من منطلق أنَّ أهمَّ ما يميِّز التَّعليم العالي عن بقية أنواع التَّعليم ومستوياته أنََّه مجالٌ في التَّحصيل لا يقوم على التَّلقين بقدر ما يقوم على تدريب الطَّالب على البحث وتأهيله للتَّعامل مع المعرفة لا بمنطق التَّسليم؛ بل بأسلوبٍ في التَّلقِّي يقوم على التَّمثُّل والتَّهيُّؤ بروحٍ نقديّةٍ موضوعيَّةٍ إلى المساءلة والمطارحة، وفتح آفاق النَّقد النَّزيه المشرَّع لتواصل البحث وضمان الجدّة والإضافة والطَّرافة، ولكون البحث العلمي في المؤسّسات الجامعيّة سبيلا إلى تطوير العلوم وتجديد المعارف، وأنَّه من المقاييس االأساسيّة التي تقاس بها جديَّة المؤسّسة الجامعيّة وكفاءتها ومساهمتها في الحياة العلميّة والاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة، ومساهمتها في إنشاء المجتمع الأفضل؛ جاء إنشاء مركز الخليل بن أحمد للدِّراسات العربيَّة بجامعة نزوى، ليكون رافدًا مهمًّا ومنهلًا يرِدُه الباحثون والمتخصِّصون في علوم اللُّغة العربيَّة وآدابها.

واعتبارًا لمنزلة الخليل العلميَّة، واعتزازًا بنسبته العُمانيَّة أطلقت الجامعة على مركز البحث العلمي للدِّراسات العربيَّة التَّابع لها اسم الخليل بن أحمد الفراهيدي؛ باعتبار الخليل من روَّاد الفكر العربيِّ الأوائل الَّذين تميَّزوا بذكاءٍ حادٍّ وقدرةٍ عجيبةٍ على تمثُّل الكون واكتشاف النِّظام الخفيِّ المتحكِّم في جملة من الفنون العربيَّة، فكان كاشفًا عن البنى الإيقاعيَّة الَّتي خضع لها الشِّعر العربيُّ والقواعد المسيِّرة لنظام اللُّغة العربيَّة في كيفيَّة بناء التَّركيب العربي نحوًا، وكيفيّة بناء الأوزان العربيّة صرفًا، وكيفيَّة بناء الألفاظ معجمًا؛ فجعلت منه الجامعة رمزًا معبِّرًا عن المكانة العالية الَّتي تحظى بها اللّغة العربيَّة القوميَّة في أنشطة الجامعة وحرصها على المساهمة في إحياء التُّراث العُماني الزَّاخر بشتَّى العلوم.

ويهدف مركز الخليل بن أحمد للدِّراسات العربيَّة إلى إذكاء روح البحث العلميِّ الرَّصين في مجالات اللُّغة العربيَّة على كافَّة المستويات، والإسهام الجادِّ في التََّعريف بالتُّراث العُماني خاصَّة، والعربيِّ عامَّة الزَّاخر بنتاج علمائنا الأفذاذ، والعمل على التَّواصل مع التَّجارب العلميَّة المعاصرة والاستفادة منها بما يتيح خدمة اللُّغة العربيَّة وإثراءها، كما يهدف إلى تنشيط حركة التَّأليف والتَّرجمة؛ لمواكبة تطوُّر العلوم والمعارف، والإسهام الفاعل في تحقيق المخطوطات والنِّتاج الفكريِّ العُماني ونشره، وإيجاد القنوات الدَّاعمة للتَّبادل العلميِّ لا سيَّما في مجالات البحوث العربيَّة بين المركز والمؤسَّسات العلميَّة العربيَّة والعالميَّة. ويسهم المركز في صقل المواهب والقدرات النَّاشئة في مجالات اللُّغة العربيَّة.

ولتحقيق تلك الأهداف وإبرازها حقيقةً على أرض الواقع، فإنَّ للمركز عددًا من الآليَّات والوسائل الَّتي تتلخَّص في إجراء البحوث والدِّراسات في مجالات اللُّغة والأدب والنَّقد والحضارة العربيَّة، وعقد حلقات النِّقاش والنَّدوات العلميَّة في مختلِف القضايا الفكريَّة ذات الصِّلة بمجالات المركز، كما يسعى إلى إنشاء مجلةٍ علميَّةٍ محكّمة، وهو متخصِّصٌ في التَّأليف والتَّرجمة، وتحقيق المخطوطات العربيَّة، ولاسيما العُمانية في مختلِف العلوم، وتفعيل مجالات التَّعاون العلميِّ مع الجامعات العُمانيَّة والعربيَّة والعالميَّة. ومن الوسائل الَّتي يقوم بها المركز إنشاء قاعدة معلوماتٍ جامعةٍ للإنتاج العُماني عبر العصور في مختلف مجالات اللُّغة والأدب والحضارة، وتكوين فريق البحث في مواضيع مختلفة ودعم نشاطها ونشر بحوثها، وعقد ورشات التَّكوين المعرفي في بعض التَّخصُّصات، وعقد موائد مستديرة في التَّأطير والتَّدريب على مناهج البحث.

ومن منجزات المركز في العام الأكاديمي الحالي (2010/2011م) أنَّه قام بنشر عددٍ من المشاريع البحثيَّة المتميِّزة لأساتذةٍ متخصِّصين في علم اللُّغة وآدابها، ومن ذلك "قاموس المصطلحات الفنيَّة لكتاب "النقد الأدبي" المعرّب" للأستاذ الدُّكتور الهادي الجطلاوي –مدير مركز الخليل بن أحمد للدِّراسات العربيَّة بالجامعة-، وبحث "القبائل السِّتّ في رواية اللُّغة.. أسطورة ووهم" للأستاذ الدُّكتور سعيد الزُّبيدي – أستاذ بقسم اللُّغة العربيَّة بالجامعة-، وبحث " المتكلِّم في السَّرد الدِّيني" للدُّكتور محمَّد زرُّوق – أستاذ مساعد بقسم اللُّغة العربيَّة بالجامعة-.

كما أنَّ المركز أصدر عددًا من الإصدارات الأدبيَّة والعلميَّة، فقد أصدر مؤخَّرًا كتاب "فنُّ الرِّثاء عند شاعرات الجاهليَّة" للأستاذ خميس بن ماجد الصَّبَّاري – محاضر بقسم اللُّغة العربيَّة بالجامعة-، وهو كتابٌ سعى من خلاله الباحث إلى جمع ما أمكنه من شعر الرِّثاء عند شاعرات الجاهليَّة، ودراستها دراسةً استقرائيَّةً تحليليَّة؛ تعتمد على قراءة الخصائص والسِّمات الجزئيَّة الخاصَّة، وصولًا إلى العموميَّات الَّتي تنتظم في هذا اللَّون من الشعر لفظًا ومعنًى وصورة، والكتاب في مجمله يقع في 284 صفحة.

كما أصدر المركز كتابًا بعنوان "ندوة القراءة وإشكاليَّة المنهج"، وهو عبارةٌ عن كتابٍ توثيقيٍّ لأعمال النَّدوة العلميَّة الَّتي أقامها مركز الخليل بن أحمد في الفترة من 28 إلى 30 مارس 2010م، في الجامعة، والَّتي شارك فيها أربعون باحثًا متخصِّصًا في اللُّغة، من جامعاتٍ عربيَّة مختلفة؛ من العراق ومصر وتونس والجزائر وفلسطين والأردن والسعودية واليمن والإمارات، إلى جانب جامعاتٍ وكليَّات عُمانيَّة تأتي في مقدِّمتها جامعة السُّلطان قابوس، وجامعة صحار. والكتاب يتضمَّن ستةً وعشرين ورقةًبحثيَّةً قدِّمت في النَّدوة؛ تناولت مناهج القراءة كالمنهج الموضوعي والثقافي والسيميائي وغيرها، ومنها ما هو تحليل عمليّ لنصوصٍ متنوِّعةٍ قرآنيَّة وغير قرآنيَّة، قديمةٍ وحديثة، شعريَّة ونثريَّة، ويقع الكتاب في 584 صفحة.

           مركز الخليل بن أحمد للدِّراسات العربيَّة بجامعة نزوى منهلٌ لروَّاد اللُّغة ومقِصدٌ فريدٌ للباحثين والمتخصِّصين    مركز الخليل بن أحمد للدِّراسات العربيَّة بجامعة نزوى منهلٌ لروَّاد اللُّغة ومقِصدٌ فريدٌ للباحثين والمتخصِّصين



© 2024 جامعة نزوى