السابق | رجوع | الرئيسة | التالي |
كتب :مصطفى بن محمد شريفي
نظَّمت الجامعة العربية المفتوحة بالسلطنة، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية الملتقى الرابع تحت عنوان: «التاريخ العُماني، قراءات وتحليلات»، خلال يومي: 12-13 محرَّم 1436هـ / 4 - 5 نوفمبر 2014م. في فندق سيتي سيزنز بمسقط.
وقد تفاوتت المداخلات، من محاضر لآخر، في عمق طرحها، وجدَّة موضوعها، كما تفاوت تجاوب الحاضرين معها، متابعة وتفاعلا ونقاشا، حسب تفاوت مساسها بالواقع المعيش، والإشكالات الجادَّة المطروحة.
وكان حفل الافتتاح برعاية سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافيَّة، وابتدأ بتلاوة آيات بيِّنات من الذكر الحكيم. تلته كلمة افتتاحيَّة قدَّمها مدير الجامعة العربيَّة المفتوحة فرع سلطنة عمان الدكتور موسى بن عبد الله الكندي. ثمَّ كلمة سعادة الدكتور حمد بن محمَّد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنيَّة. كما قدَّم الدكتور حمد بن محمَّد بن صراي كلمة بالنيابة عن المشاركين في الملتقى.
دامت أشغال الملتقى يومين، في ستِّ جلسات عُرضت فيها 23 ورقة بحثيَّة.
l اليوم الأوَّل: بعد مراسيم الافتتاح، كانت الجلسات العلميَّة على الشكل الآتي:
- الأولىبعنوان: «عمان في الوثائق الفرنسيَّة والبريطانيَّة»، كانت فيها ثلاث مداخلات.
- الثانيةعنوانها: «عمان من القرن الثالث الهجريِّ وحتَّى الثالث عشر الهجري»، عُرضت فيها خمس أوراق عمل.
- الثالثة:موسومة بـ: «مصادر التاريخ العماني»، عُرضت فيها ثلاث أوراق عمل.
l اليوم الثاني: افتتح أشغاله الشيخ أحمد الفلاحي تناول عدَّة إشكالات مطروحة في التاريخ العمانيِّ. ثم بدأت أشغال الجلسات العلميَّة، وهي كالآتي:
- الرابعةتحت عنوان: «التاريخ الديني والاجتماعي في عُمان»، عُرضت فيها أربع مداخلات.
- الخامسة:عنوانها: «التاريخ الشفهيُّ العماني»، ألقيت فيها أربع محاضرات.
- السادسة:عُنونت بـ: «قراءات في خطاب التاريخ العماني»، وتضمنت ثلاث محاضرات.
- حفل الختام:كان الحفل برعاية سعادة حمد بن محمَّد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنيَّة. وفيه تمَّ تلاوة البيان الختامي، وتوزيع الهدايا والشهادات للمشاركين والمسهمين في الملتقى، وتبادلت هيئة الوثائق والجامعة العربيَّة المفتوحة الهدايا التذكاريَّة.
المداخلة موسومة بـ: «دراسة وصفيَّة لمجموع مخطوطات للشيخ ناصر بن أبي نبهان وأبيه جاعد الخروصي وآخرين، من المسجد الإباضي، بطانقا - تنزانيا». وتضمَّنت بَعد المقدِّمة ما يأتي:
lمدخل فيه لمحة تعريفيَّة بمشروع المخطوطات العمانيَّة والمغاربيَّة، والذي كان هذا المجموع ضمن المخطوطات المصوَّرة في المشروع، وبيَّنت أهداف المشروع، وانطلاقته، والأعمال التي يقوم بإنجازها.
l المواصفات التقنيَّة العامَّة للمجموع، وصورة من أوَّل المخطوط وآخره.
l المواصفات التفصيليَّة للمجموع، لكلِّ كتاب على حدة، مع ترجمة موجزة لكلِّ مؤلِّفي تلك الكتب والرسائل والقصائد المجموعة في هذا المجلَّد، وعرض لمحتواها. وهي على التوالي:
1- الكتاب الأوَّل:أجوبة ومسائل، وهي لعدَّة مشايخ، وهم: الشيخ جاعد بن خميس الخروصي، والشيخ ناصر بن أبي نبهان، والشيخ جمعة بن علي بن سالم الصائغي، والشيخ سعيد بن أحمد بن سعيد الكندي، والشيخ هلال بن عبد الله بن مسعود العدوي، والشيخ سعيد بن بشير الصبحي، والشيخ محمد بن خميس بن سالم البوسعيدي. عرضنا فيه تفصيل الأجوبة والمسائل المطروحة، بذكر حجمها (عدد صفحاتها أو أسطرها)، مضمونها، خلاصة جوابها.
2- الكتاب الثاني:سيرة الشيخ ناصر بن أبي نبهان إلى الشيخ سعيد بن خلفان، وهي عبارة عن رسالة للشيخ ناصر بن أبي نبهان تتضمَّن أجوبة على أسئلة طرحها عليه الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي، وجَّهها إليه النصارى، في سبعة مسائل، تتنوَّع بين التاريخ والعقيدة والفقه.
3- الكتاب الثالث:سيرة إلى الوهَّابيَّة، للشيخ جاعد الخروصي، ومن أهمِّ ما تتضمَّنه: التوصية باتِّباع آثار أئمَّة الهدى، وامتيازاتهم، والتحذير من التنكُّب عن صراطهم، وما أحدثته الوهابيَّة من تشريك أهل القبلة واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم، والنصح بعدم الاغترار بأفكارهم، لاسيما منها تسرُّعهم إلى التشريك دون تثبُّت، وبيان أنَّ ذلك مخالف لسيرة النبي المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم. وانتقد حملهم الناس على التديُّن بالشدَّة، وإرغامهم على الأخذ بأحد الآراء المختلف فيها، وما ينجرُّ عنه من تديُّن منقوص.
4- الكتاب الرابع:نصيحة وكلام للشيخ جاعد الخروصي، ويتضمَّن: الاستدلال على أهمِّـيَّة النصيحة من الكتاب والسنَّة، وآثار السلف، ونصائح للمعلِّمين ومربِّي الصبيان، وكيفية التعامل مع المتعلِّمين وتأديبهم، وعدم الانشغال عنهم بأشياء خارجة عن مهمَّة تعليمهم. وهي نصائح مفيدة للمعلِّمين في كلِّ زمان ومكان على أداء واجبهم على أحسن ما يرام.وأحكام الأوقاف المخصَّصة للتعليم، وكيفيَّة استغلالها.
5- الكتاب الخامس:مجموع قصائد، لعدَّة علماء وشعراء، منهم: الشيخ جاعد بن خميس الخروصي، ومن قصائده الواردة هنا: قصيدة «يا أيُّها الغرُّ الجهول الغافل»، وقصيدة «حياة الأرواح، وتقويم الأشباح، وراحة الارتياح، وإيضاح زجاجة مشكاة الاستصباح...»، وقصيدة في«توالي حروف الأبجدية»، وقصيدة: «سبحان مَن كلٌّ يسبحه به»، وقصيدة: «تبيَّن أخي في الله قولي»، وقصيدة: «إيَّاك والدنيا الدنيَّة»، وأشعار للشيخ محمَّد بن سعيد الخروصي، والشيخ سعيد بن محمَّد بن راشد بن بشير الخليلي الخروصي، الشهير بالغشري.
إلى جانب قصائد أخرى منسوبة إلى الإمام عليِّ بن أبي طالب، أو الواعظي، وإسماعيل ابن المقري، ومحمَّد بن صالح المنتفقي، وعبد الرحيم بن أحمد البرعي، والإمام الشافعي.
l وفي الأخير كانت الخاتمة لعرض نتائج البحث، ببيان أنَّ في المجموع معلومات قيِّمة، في مختلف الجوانب: العقديَّة، والفقهيَّة، والحضاريَّة، والتاريخيَّة، والأدبيَّة، وأنَّ بعضا منها لا يزال غير محقَّق، وما نُشر منها بحاجة إلى تحقيق وتدقيق.
ومن جملة التوصيات التي خلصت إليها الورقة: ضرورة العمل على تحقيق كلِّ كتاب من كتب المجموع بشكل مستقلٍّ، مع مراعاة جودة العمل، لأجل إفادة الباحثين، وخدمة تراثنا الثمين، وإبراز كنزنا الدفين.