|   19 أبريل 2024م
السابقالتالي


راعي الحفل والحضور المشاركين في المؤتمر

تحت شعار" المعلم: الإعداد والتعلم مدى الحياة في عالم متغير" افتتحت الجامعة صباح اليوم الثلاثاء الموافق(1/3/2016م) المؤتمر الدولي الرابع لقسم التربية والدراسات الإنسانية، وذلك برعاية معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي –رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون-.

وقد افتتح الحفل بآي من الذكر الحكيم، تبعته كلمة الدكتور عبدالله بن سيف التوبي- عميد كلية العلوم والآداب، رئيس المؤتمر- قال فيها:" في ظل التحديات المتعددة التي تمر بها بلدان العالم كافة ولا سيما البلدان العربية، فإن لقاءنا اليوم يكتسب درجة كبيرة من الأهمية، إذ يلتقي نخبة من علماء التربية في البلاد العربية لإلقاء الضوء على العنصر الأبرز من عناصر العملية التربوية، وهو المعلم. وقد انعكست تلك الأهمية في عدد الملخصات التي استقبلتها اللجنة العلمية للمؤتمر وبلغت (211) ملخصا وتم اختيار (119) ملخصا تتناسب مع محاور المؤتمر، وفي المرحلة ما قبل النهائية جرى تحكيم(86) بحثا كاملا قبل منها  (47) بحثا وورقة عمل؛ تمثل مجموعة من محاور المؤتمر وتعكس تنوعا في التجارب المحلية والعالمية في إعداد المعلم وأدواره، وتمهين التعليم ومجالاته النظرية والتطبيقية. ويصاحب هذا المؤتمر(4) ورش عمل متنوعة في عدة مجالات تخصصية "

وأضاف:" وما مؤتمرنا اليوم الذي يعقد متزامناً مع اجتماع الجمعية العمومية لكليات التربية في الوطن العربي إلا دعوة من أجل استنهاض الهمم، وشحذ العقول لإلقاء الضوء على إعداد المعلم وتأهيله ، إذ أن التعليم في القرن الواحد والعشرين والتحديات التي تواجه الأمم يحتاجان إلى أنماط جديدة من التفكير إن لم نقل إلى نوعية جديدة من المعلمين تختلف عما هو سائد اليوم. إن إعداد المعلم وتأهيله في أساليب التدريس وطرقها جانب، إلا أن المعلم الجيد هو المعلم منفتح الفكر واسع الاطلاع والثقافة، القادر على تقبل الآخر الذي يترك لطلابه حرية القرار ويفتح أمامهم آفاق الرؤى لينتقوا منها ما يناسب مع تفردهم  ويعمل مرافقا لهم". واختتم الدكتور التوبي كلمته بشكر راعي الحفل على تكرمه بالحضور، كما شكر الجامعات المشاركة من داخل السلطنة وخارجها إلى جانب اللجنة المنظمة واللجان المنبثقة عنها.

بعد ذلك ألقى الشاعر هشام الصقري قصيدة عن المعلم، تبع ذلك كلمة الأستاذة الدكتورة أمل الأحمد –الأمينة العامة للجمعية العلمية لكليات التربية ومعاهدها، عميدة كلية التربية بجامعة دمشق-  قالت فيها:"إن إعداد المعلم من أهم العوامل التي يمكن أن تساعد في تحقيق النهضة التربوية، لا بل والحضارية المرجوة لأمتنا، إذ أن دوره كبير الفاعلية في مواجهة تحديات الألفية الثالثة، حيث ثورة العلم والتكنولوجيا، والمعلومات والحاسوب والإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة على اختلاف أنواعها. وقبل أن نتحدث عن المعلم أيها الأعزاء، كأحد أهم المسهمين في إنقاذ الأمة مما آلت إليه حالها، علينا أن نعترف أنه كان أحد ضحايا تراجع منظومة القيم العربية الأصيلة، من محبة ووفاء وشعور عالٍ بالمسؤولية والالتزام، والانتماء للوطن والتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل رفعته وسموّه، فبات مجروح الفؤاد، خائر القوى، محبطاً ومهزوماً، إن تكلم لايُسمع، وإن غاب لايُذكر، وتراجعت هيبة من كاد أن يكون رسولا، إن حال معلمنا يحكي حال أمته، ولن يصحّ حاله مالم تصحوا عزائمها، وتستقيم طرائقها وترفرف راياتها وآنئذٍ تأبى الذل والاستعباد، وترفض الظلم والاستبداد، وتنهض وتستعيد مكانتها وأمجادها وسط الأمم.

   وقالت فيها كذلك:" ونحن إذ نقول إن المعلم هو محور العملية التربوية برمتها فإننا لانأتي بجديد، إذ إن الارتقاء بالمنهاج والكتاب والمراجع والتقنيات، والإرشاد والتوجيه، على أهميته، لايمكن أن يعوّض عن المعلم المتمكن، المعلم الكفوء، المعلم المعد لمدرسة القرن الواحد والعشرين. إن نجاح دولة اليابان وكما تعلمون يعزى بالدرجة الأولى لاهتمامها بالمعلم، وتخصيص جزء كبير من ميزانيتها في كل عام من أجل إعداده وتطويره والارتقاء به، لأنها أدركت قبل سواها أنه في أصل النهضة وفي أساس التطوير والتغيير، وبدونه تبدو أي عملية إصلاح تربوية أوتنموية فاقدة الوزن وفارغة المضمون إلى حد كبير. إن عناصر الإعداد الجيد تتمثل بالدرجة الأولى بالتربية الرفيعة وحسن الأخلاق التي يحتاج إليها كل إنسان ولنا في رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة حينما قال: " إنما بُعثتُ لأتمّمَ مكارمَ الأخلاقِ ".

 جانب من أعمال المؤتمر

بعد ذلك افتتح المؤتمر أعماله بورقة بحثية للمتحدث الرئيس الأستاذ الدكتور راتب سلامة السعود- أستاذ السياسات والقيادة التربوية في الجامعة الأردنية، رئيس مجلس أمناء جامعة الزرقاء- عنونها بـ"معلم مدرسة المستقبل:الأسرار الستة للتربية الفاعلة والقيادة الإبداعية والتعليم المحترف" وتحدث فيها عن أهمية التعليم في رقي المجتمعات وقوتها، والتحديات التي تواجه التعليم المدرسي في البلدان العربية وكيفية مواجهتها والتغلب عليها، والعوامل المؤثرة في تحصيل الطلبة وكيفية معالجتها للرقي بالطالب وتحسين المناهج التدريسية لتواكب متطلبات العصر ومتغيراته.

وهكذا تستمر أعمال المؤتمر الدولي الرابع لمدة ثلاثة أيام متتالية بمشاركة دولية من الجامعات العربية في كل من الجزائر ومصر وسوريا والأردن ولبنان والسعودية، إلى جانب مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة.