|   20 أبريل 2024م

      يُنظّم مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدّراسات العربيّة في الجامعة، وبالتّعاون مع المنتدى الأدبي بوزارة التّراث والثّقافة في شهر أكتوبر القادم ندوةً علميّةً أدبيّةً بعنوان "قراءات في فكر الشّيخ درويش بن جمعة المحروقي"، حيث ستقام النّدوة في قاعة الشّهباء بالجامعة، ويشارك فيها عددٌ من الأساتذة والباحثين من مختلف الجامعات والمؤسّسات العلميّة بالسّلطنة والعالم العربي.

وتأتي هذه النّدوة الحاليّة«قراءات في فكر الشيخ درويش بن جمعة المحروقي»؛ لتكثيف المشاركات العلميّة الأكاديميّة، عبر توسعة قاعدة المشاركين، والالتزام بالمعايير العلميّة المتّبعة لقبول المشاركات، ثمّ نشرها في عددٍ محكّم تحكيمًا علميًّا. وتأتي هذه النّدوة أيضًا احتفاءً برمز من رموز العلم ألا وهو الشّيخ المربي الزّاهد درويش بن جمعة المحروقي، أحد أعلام عُمان في عصرٍ تميّز بالاستقرار والازدهار، فنعمت عُمان بالخيرات والبركات، إنّه عصر اليعاربة.

والشّيخ المحورقي هو العلامة الزّاهد درويش بن جمعة بن عمر المحروقي، أحد علماء عُمان في القرن التّاسع الهجري يلقّب بـ"الزّاهد"، بولاية أدم، أخذ العلم عن كثيرٍ من العلماء منهم: الإمام ناصر بن مرشد اليعربي، والعلامة صالح الزّاملي، والعلامة عبدالله بن محمّد الكندي، والعلامة مسعود بن رمضان النّبهاني. تولّى القضاء في عهد الإمامين سلطان بن سيف الأوّل وبلعرب بن سلطان. له عدّة مؤلفات ورسائل منها: جامع التّبيان الجامع للأحكام والأديان في أربعة أجزاء، وكتابه الشّهير "الدّلائل على اللوازم والوسائل" والّذي اشتهر صيته في المجتمع العُماني؛ إذ كان معتمدًا للتّدريس لديهم، و"الفكر والاعتبار وتنبيه الغافل". وغيرها من الفتاوى والرسائل والنصائح التي لا يحويها كتاب. وكان الشيخ درويش بن جمعة المحروقي زاهدًا في المادة يحتقرها ويعزف عنها، وكان ورعًا يتنزّهه عن أدنى شيءٍ يضرّه، توفي-رحمه الله- في 19 من ذي الحجة سنة 1086 للهجرة، ودفن في المقبرة الشرقية من محلته بأدم، وقبره معروفٌ إلى يومنا هذا.

الشهر القادم.. مركز الفراهيدي ينظّم ندوةً بعنوان \ الشهر القادم.. مركز الفراهيدي ينظّم ندوةً بعنوان \ الشهر القادم.. مركز الفراهيدي ينظّم ندوةً بعنوان \

أمّا عن محاور النّدوة فستدور حول ثلاثة محاور؛ يتحدّث الأوّل عن عصر الشّيخ المحروقي وحياته وأعماله؛ حيث سيتمّ خلاله عرض النّتاج العلمي في عصر اليعاربة ودور الشّيخ فيه، كما يعرِض حياة الشّيخ ونشأته وأعماله، إلى جانب دور الشّيخ في الحياة السّياسيّة في عهد الأئمّة اليعاربة. وسيكون عنوان المحور الثّاني للنّدوة "الشّيخ درويش بن جمعة المحروقي من خلال كتبه ورسائله"؛ وذلك من خلال ثلاثة أقسام هي:الفقه الإباضي في عهد اليعاربة من خلال كتاب "جامع التبيان الجامع للأحكام والأديان"، والسّلوك والتّصوُّف في كتاب "الدّلائل عل اللّوازم والوسائل"، والوعظ والنّصيحة في فكر كتاب "الفِكْر والاعتبار".

أمّا المحور الثّالث فيشمل المنهج العلمي والتّربوي عند الشّيخ درويش بن جمعه المحروقي، وسيتطرق إلى المنهج العلمي في التّأليف عند الشيخ المحروقي من خلال كتبه ورسائله، المنهج التربوي عند الشيخ في كتابه "الدلائل على اللوازم والوسائل"، إضافةً إلى الألفاظ العُمانية الحضاريّة في مؤلفات الشّيخ المحروقي، والفكر الاجتماعي في مؤلفات الشّيخ المحروقي. وسيشارك في هذه النّدوة الأدبيّة عددٌ من الأساتذة والباحثين والمؤرخين الأكاديميين من مختلف المؤسّسات العلميّة والثّقافية بالسّلطنة والعالم العربي، حيث تتّسم بحوثهم وأوراق عملهم بالأصالة والجدّة، والتزام الشروط العلميّة في العرض والتوثيق.

الجدير بالذكر أنّ المنتدى الأدبي في السّلطنة دأب على الاحتفاء بالشّخصيّات العلميّة العُمانيّة منذ عام1989م. حيث كان النهج في البداية يقتصر على عقد جلسات احتفائية، وكانت البداية بـ«شاعر البيان» الشيخ محمد بن شيخان السالمي.، ثم توسّع المنتدى في ذلك لعقد ندوات علمية متخصصة ليصل مجموع الشخصيات التي تم الاحتفاء بها حتى عام 2013م الحالي خمسة وأربعين شخصية علمية. وكان المنتدى قد أقام في جامعة نزوى أيضًا ندوة أدبيّةً عن الشّاعر العُماني أبي الأحول سالم بن محمّد الدّرمكي، وذلك في شهر مايو من عام2009م. ولأجل نشر نتاج تلك الجلسات الاحتفائية تمّ نشر الأوراق والبحوث المقدمة فيها ضمن الكتاب السنوي «فعاليات ومناشط» الذي كان المنتدى الأدبي يصدره في بدايات مشواره (1998-1994). وفي مرحلة لاحقة تم تخصيص كتاب لكل ندوة من ندوات العلماء فوصل عدد كتب سلسلة قراءات في فكر العلماء حتى الآن سبعة عشر إصدارًا.